ترك أوزيبيو دي فرانشيسكو بصماته الواضحة خلال موسمه الأول كمدرب لفريقه السابق روما الإيطالي، بعدما قاد "الذئاب" إلى الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال أوروبا للمرة الأولى منذ 34 عامًا. اخترنالك المونديال كما لم تعرفه من قبل.. النسخة 8: انسحاب أفريقي ومجد إنجليزي نشرة السادسة: مدة غياب النني وحكم لقاء القمة وبكاء حسام غالي و«خناقة» ثنائي الزمالك رسميًا.. «الحنفي» حكمًا للقاء القمة بين الأهلي والزمالك مرتضى منصور يعلن موعد مواجهته الأولى مع وزير الشباب والرياضة وخلف «دي فرانشيسكو» 48 عامًا الذي يشتهر بأنه يتكلم بسرعة والمتميز بتكتيه ومقاربته الهجومية، لوتشيانو سباليتي الذي غادر إلى إنتر ميلان بعدما ساهم في حصول روما على المركز الثاني في الدوري الإيطالي موسم 2016-2017. وصول «دي فرانشيسكو» تزامن مع اعتزال اسطورة الفريق «فرانشيسكو» توتي، ولكن بسرعة قياسية نجح في "قولبة" الفريق الذي يحتل المركز الثالث في الدوري حاليًا، ليتأقلم مع اسلوبه وخططه، ما ساهم بتأهله إلى الدور نصف النهائي لدوري الأبطال للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود. ويسعى «روما» للثأر من ليفربول الإنجليزي عندما يتواجهان الثلاثاء في الذهاب على ملعب "أنفيلد" الخاص بالفريق "الأحمر"، وإلى محي الذكريات الحزينة بعد سقوطه الدراماتيكي على ملعبه في "أولمبيكو" بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في نهائي كأس الاندية الاوروبية البطلة عام 1984. وعن تأثير المدرب «دي فرانشيسكو»، قال المدير الرياضي ل«روما» الإسباني مونشي بعد الفوز التاريخي على ملعبه أمام «برشلونة» الإسباني 3-صفر في إياب ربع النهائي ليحجز بطاقة التأهل للدور نصف النهائي بالرغم من الخسارة ذهابًا 1-4، "الآن نحن جميعًا مقتنعون أنه لدينا أفضل مدرب كان يمكن أن نحصل عليه" وتابع "إنه فوزه". وبالفعل أحدث «دي فرانشيسكو» ثورة داخل النادي عندما خاض لقاء الإياب أمام الفريق الكاتالوني معتمدًا على خط دفاع ثلاثي بدلًا من اسلوبه المفضل 3-3-4. وانهال المديح من كل حدب وصوب على المدرب وقال القائد دانييلي دي روسي "الفارق بالنسبة لي كان «دي فرانشيسكو». بدّل العديد من الأمور وكان مصيبًا في خياراته". كرة القدم هي تقليد في عائلة «دي فرانشيسكو» الذي سمي اوزيبيو تيمنا باسطورة كرة القدم البرتغالية، فابنه «فيديريكو» 23 عامًا هو لاعب موهوب في صفوف فريق بولونيا في الدرجة الأولى الإيطالية. وغالبا ما تتم مقارنة «دي فرانشيسكو» بالألماني يورغن كلوب مدرب فريق «ليفربول» خصمه الحالي في دوري الأبطال، بفضل أسلوبه التدريبي وحبه للتأنق وهو يقف عند جانب الملعب مرتديًا بذلة رسمية ونظارات ملونة. ويصف «دي فرانشيسكو» أسلوب تدريبه بأنه مزيج من أسلوب المدربين الإيطاليين كارلو أنشيلوتي وانطونيو كونتي، ويضيف قائلا "أحب هدوء أنشيلوتي والعلاقة التي بإمكانه أن يقيمها مع لاعبيه". وعن «كونتي» يقول "«كونتي» رائع جدًا من ناحية التحفيز ويعمل بتفاني في التمارين. أعتقد أنني بين الإثنين". ويصر «دي فرانشيسكو» أنه يريد أن يجعل من كرة القدم عنصر استمتاع وفرح للاعبيه، لكن في الوقت ذاته لا ينكر أنه يحب تطبيق النظام. ولا يتردد مدرب «روما» في اتخاذ قرارت قاسية عندما يتطلب الأمر ذلك على غرار إبعاده البلجيكي راديا ناينغولان عن التشكيلة بسبب الافراط في احتفاله بليلة رأس السنة. واكتسب «دي فرانشيسكو» مهاراته من خلال لعبه في فريق «روما» بين عامي 1997 و2001 عندما ساعد النادي للفوز بآخر لقب دوري له من أصل ثلاثة عام 2001. حينها، أشتهر أنه لاعب خط وسط مجتهد كثيرًا وبأن حضوره القوي داخل غرف تبديل الملابس كان حاسمًا لفوز فريقه. وخلال أعوامه الأربعة مع «روما»، لعب «دي فرانشيسكو» 129 مباراة وسجل 16 هدفًا، كما دافع عن ألوان المنتخب الإيطالي خلال 12 مباراة دولية. تنقل «دي فرانشيسكو» المتحدر من «بيسكارا» خلال مسيرته مع عدة أندية بدأها مع إمبولي ولوكيزي وإنتقل لاحقًا إلى بياتشنزا وانكونا وبيروجيا. وبعد اعتزاله كرة القدم، عاد إلى «روما» كمدير للعمليات موسم 2005-2006 حيث قرر أن يبدأ مسيرته التدريبية. وبالفعل إنطلق «دي فرانشيسكو» في عالم التدريب مع فريق فيرتوس لانشانو حيث أثار الإعجاب لينتقل بعدها إلى «بيسكارا». وبعد مرحلة قصيرة في ليتشي، أصبح تحت الأضواء مع ساسوولو. ونجح «دي فرانشيسكو» في قيادة هذا النادي المتواضع من مودينا في شمال إيطاليا من دوري الدرجة الثانية إلى مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، باحتلاله المركز السادس في الدرجة الأولى موسم 2015-2016. ويتحدث عنه سلفه سباليتي بروحية عالية قائلا "«دي فرانشيسكو» هو أحد المدربين الذي جعل الكرة الإيطالية أكثر جاذبية مع فريقه ساسوولو". في عام 2017، تقرب «روما» من «دي فرانشيسكو» للمرة الثالثة، بعدما أن كان في صفوفه كلاعب وكمدير عمليات، فوافق على تسلم مهام التدريب وحصل على شرف أن يقود نادي العاصمة بفضل كل ما تعلمه والخبرة التي اكتسبها في السنوات السابقة، إلى أعلى المستويات.