برز اسم إيفان سافيديس لكونه مالك ناد لكرة القدم دخل أرض الملعب مسلحا بمسدس، إلا أن "مرتكب" هذه الخطوة التي سلطت الضوء على مشاكل اللعبة في اليونان، هو رجل أعمال انطلق من بدايات متواضعة، وبات يتمتع بتأييد واسع لاسيما في "مدينته" سالونيكي. اخترنالك «صلاح والمحمدي» في طريقهما إلى معسكر المنتخب في سويسرا مفاجأة مدوية في لقاء ديتشا.. لاعبو الزمالك لم يتدربوا على ركلات الجزاء مرتضى منصور يتراجع ويطالب عبدالله السعيد برد 40 مليون جنيه التوقف الدولي: برنامج المباريات الودية لمنافسي مصر في كأس العالم 2018 في 11 مارس، دخل سافيديس إلى أرض ملعب مباراة فريقه باوك سالونيكي وأيك أثينا احتجاجا على قرار للحكم، في خطوة قامت على إثرها الحكومة اليونانية بتعليق مباريات الدوري المحلي. وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإرسال وفد على وجه السرعة إلى اليونان، مطالبا السلطات باتخاذ إجراءات فورية للحد من ظاهرة العنف والشغب التي طبعت المباريات المحلية لأعوام، مع التلويح بعقوبات صارمة. لكن في مدينة سالونيكي شبه المهملة في شمال اليونان، ينظر إلى سافيديس، رجل الأعمال الروسي اليوناني، على انه شخص من أصول متواضعة، أنقذ العديد من المؤسسات الكبرى في شمال البلاد من الانهيار. ويقول فيلوتاس بيليوس، رئيس نادي قدامى باوك، "لقد أعطى هذا الرجل كثيرا من روحه، وأيضا من ماله". بدأ سافيديس كعامل في صناعة التبغ في روسيا، وكان عضوا في مجلس الدوما، وهو مجلس النواب في الجمعية الاتحادية للبلاد، حتى 2011. حاليا، تقدر ثروته بنحو 600 مليون دولار أميركي (488 مليون يورو). في غضون ستة أعوام فقط، استحوذ سافيديس على أحد أكثر أندية اليونان شعبية، وشركة التبغ الحكومية (سيكاب)، والشركة الرائدة في تعبئة المياه (سوروتي)، فضلا عن أهم فنادق سالونيكي وصحيفة "اثنوس". وذكرت تقارير صحافية الجمعة ان سافيديس باع تكتل شركاته الروسية للتبغ، ويشمل سيكاب، إلى شركة التبغ اليابانية "جابان توباكو". كما يعد رجل الأعمال شريكا في كونسورتيوم فرنسي-ألماني اشترى مؤخرا ميناء سالونيكي، الذي يشكل مدخلا الى البلقان، كما يعتزم إطلاق قناة تلفزيونية. نال سافيديس، الذي كان أسلافه من أبناء البحر الأسود اليونانيين تعرضوا للاضطهاد في تركيا ولاحقا في الاتحاد السوفياتي، الجنسية اليونانية الفخرية من قبل الحكومة السابقة، وذلك مكافأة له على استثماراته. وبالنسبة الى كثيرين في الشمال، هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تحدي قوة أثينا في كرة القدم وإنهاء هيمنة أندية العاصمة على الألقاب منذ نحو ثلاثة عقود. وبحسب الصحافي المحلي كريستوس نيكولاييديس، "مواطنو أثينا منزعجون لان هناك من يجرؤ على تحدي الوضع القائم". ويبدو سكان سالونيكي داعمين لسافيديس على هذا الأساس، اذ يرى الموظف في أحد متاجرها كريستوس ديميترياديس أن "سافيديس هو المستثمر الوحيد المتبقي في اليونان ويملك قوة مواجهة هذه الهيكلية المتعفنة. الحرب التي تخاض حاليا تستهدفه، لا تستهدف باوك". وأعاد سافيديس النادي الشمالي إلى خريطة كرة القدم اليونانية من خلال انفاقه لضم اللاعبين، بمن فيهم مهاجم مانشستر يونايتد السابق البلغاري ديميتار برباتوف، وجناح بورتو البرتغالي فييرينيا. وقال مالك نادي باوك أمام أعضاء مجلس الإدارة في 2016 "لا يمكننا تحمل أن نكون ناديا مهمشا. نحن أقوى منهم". ويتنافس باوك بقوة مع أيك اثينا على اللقب هذا الموسم. ودخل سافيديس إلى أرض الملعب واضعا سلاحه على خصره في مباراة بين الفريقين، احتجاجا على رفض احتساب هدف لفريقه بداعي التسلل. ونال سافيديس دعما من لاعبي الفريق والسياسيين المحليين والمنتسبين السابقين بعد تلويح المدعي العام الرياضي بمعاقبته، حيث يواجه غرامة كبيرة مع إيقاف لمدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات. لكن لاعب باوك وريال مدريد الاسباني السابق بابلو غارسيا، الذي يعمل حاليا كمدرب لفريق الشباب، توجه إلى سافيديس بمنشور عبر انستاغرام جاء فيه "أنا لا اهتم بما يقولون، لأنهم لا يعرفون ما هو شعورنا تجاهك". على المستوى الشعبي، يبدو التأييد كبيرا لسافيديس ومن خلفه النادي. ويقول يورغوس تراينتافيليديس (31 عاما)، وهو من سكان سالونيكي، "يجب على كل الأحزاب السياسية أن تدرك انه لا يمكنها العبث مع جمهور باوك. إذا تجرأوا على إيذاء ايفان سافيديس سنكون كالجنود في أرض المعركة". وشهد الدوري اليوناني هذا الموسم سلسلة من أعمال العنف والشغب التي جعلت من المباريات أقرب إلى مبارزات تحسم نتائجها في قاعات المحاكم ولجان الاستئناف، بدلا من أرض الملعب. فباوك على سبيل المثال، تعرض في وقت سابق من مارس الحالي إلى خصم ثلاث نقاط من رصيده بسبب الشغب على ملعبه "تومبا ستاديوم"، إلا أن النادي تقدم بطلب استئناف وتمكن من الفوز به وإلغاء العقوبة. وفي توصيف للعلاقة بين النادي والأطراف الأخرى في كرة القدم اليونانية، قال المدير التقني لباوك الحكم السلوفاكي السابق لوبوش ميشال أن باوك هو في "حالة حرب" مع أثينا، وذلك في تصريح لموقع إخباري روسي. وفي ظل هذا الوضع التوتر، اتخذ الاتحاد اليوناني إجراءات احترازية، منها نقل مباراة دولية ودية بين اليونان وسويسرا مقررة في 23 من الشهر الحالي، من سالونيكي إلى أثينا، خشية وقوع أعمال عنف محتملة. وسافيديس الذي أكدت السلطات انه يحمل ترخيصا لسلاحه، هو ضمن سلسلة من رؤساء الأندية اليونانيين الذين يعتقد أنهم يحملون السلاح خوفا على سلامتهم. ويتردد انه في الثمانينات من القرن الماضي، كان رئيس نادي باناثينايكوس، يورغوس فاردينويانيس، يحمل مسدسا خلال المباريات. وفي 1996، سمعت أصوات طلقات نارية في مكاتب كبار الشخصيات في نادي ايك اثينا، خلال جدال حول التحكيم بين مسؤولين في النادي ورئيس رابطة الدوري. ويقول لاعب باوك المعتزل كيرياكوس الكسندريديس "عشنا مع رؤساء أندية يحملون مسدسات في الأعوام الماضية. هل تم اتخاذ أي إجراء بحقهم؟".