لم تكن مصر من أعظم دول العالم كرويا .. لكنه كان كبير السحرة في عالم المستديرة . لم تحفظ ذاكرة الجماهير اسما كاسمه .. لم تسترجع أهدافا لنجوم من الماضى مثلما تسترجع أهدافه .. اذا سألتهم عن أمانيهم التي لم تتحقق سيقولون : التمتع بلعبه حتى آخر العمر . واذا سألتهم عن حبهم الأوحد الذى لم يقترب منه أحد سيقولون دون تردد : الخطيب *** محمود الخطيب حالة عشق سرمدية .. تمرعليها السنون فتزداد توهجا تظهر بعدها نجوم فتزداد قامته سموا نصفق لعشرات الأهداف ونرنو لأهدافه الاسطورية.. نلمح الرقم "10" على ظهور خلفائه فنستكثره عليهم.. نتذكر مبارة اعتزاله فنقول لأنفسنا : ليتها لم تحدث أبدا *** الخطيب كان الأول ، وبقى الأول ، وسيظل على قمته حتى آخرالعمر لم يعرف الفضة ولا البرونز مذ كان ناشئا .. لم يعرف الا التفرد وقت أن كان لاعبا .. لم يعرف الا حصد الأصوات عندما أصبح نائبا لم يعرف الندوات والكلمات واستعراض العضلات لم يعرف كيف يذكر بماضيه لانه لايزال فعلا مضارعا ولم يعرف أحدا فى بر مصر لايحب هذا الأسم:محمود الخطيب *** من سوء حظ عشاق"الأول" انه أبو بنات كانوا يدعون مع كل مخاض أن يكون القادم ذكرا.. أن يكون وريثا لموهبته..أن يكون امتدادا لسمائه الرحيبة ..وأن يكون ولى عهد مملكة السحر. شاء حظ العشاق ألا ينير حياتهم سوى خطيب واحد.. وشاء حظ الخطيب أن يبحث عن لاعب واحد يحمل رائحته.. وشاء حظ الأهلى ان يسعد بتربع بيبو على القلوب والادارة.. ليس وهو يحمل_هذه المرة_ الرقم عشرة،ولكن وهو يحمل الرقم واحد فى حجم الأصوات . *** محمود الخطيب اعتزل اللعب على البساط الاخضر.. لكنه مازال يلعب بجوارحنا.. مازال يثير علامات استفهام تستعصى على الاجابة.. فكيف تحبه الأجيال الجديدة وهى لم تشاهده يلعب؟ وكيف يفوز بكل هذه الأصوات وهو لا يتكلم .. ولا يجرى أحاديث صحفية .. ولا يطلب من أحد الكتابة عنه؟ كيف يتربع على القمة ونحن لا نعرف ان كان يملك فكرا اداريا أم لا؟ وكيف يظل فى اكبر بقعة ضوء فى الدنيا رغم انه يهوى حياة الظل؟ وكيف يلقى قبول الجميع رغم أن الاختلاف طبيعة البشر؟ *** محمود الخطيب أيام لاتنسى .. وأفراح لم تتكرر .. وآلام لا يتحملها بشر. أهدافه ولمساته كانت "عيديه"اسبوعية لكل متابعيه.. آلامه وجراحاته وغيابه الطويل كانت ليال سوداء قاساها كل محبيه .. وصبره على الأذى دون شكوى ودون دمعة أدهش كل مراقبيه .. وعودته فى كل مرة متألقا مبدعا جعله أغلى " عيدية" من الماضى الى الحاضرالى المستقبل .