** وانتهى الحلم الكروى الأوليمبى.. تلاشى وتبدد.. وأفاق الشعب المصرى على كابوس ثقيل وهزيمة مذلة، حرمته من التأهل إلى المربع الذهبى لدورة لندن الأوليمبية.. لم يهنأ منتخبنا الأوليمبى طويلاً بنشوة الفوز على منتخب بيلاروسيا، وسقط فى فخ منتخب "البلاى ستيشان" اليابانى الذى يلعب كرة غاية فى السرعة مع الضغط الرهيب على المنافس فى كل مكان فى الملعب.. ولأننى لست من هواة البحث عن أعذار وحجج، أقول إن نتيجة المباراة واقعية جدًا ومنطقية إلى أبعد الحدود لأن المنتخب اليابانى كان هو الأفضل بوجه عام فى أغلب فتراتها، ويكفى أنه أضاع أكثر من هدف محقق حتى قبل أن يسجل هدفه الأول!. ووضح جليًا فارق السرعة والقوة الهائل بين لاعبينا ولاعبى المنتخب اليابانى، وزاد الفارق واتسعت الهوة بين الجانبين بعد طرد اللاعب سعد سمير واستكمال منتخبنا المباراة بعشرة لاعبين فقط.. وحتى قبل طرده لم يكن الدفاع المصرى فى أفضل حالاته، بل ضرب "لخمة" فى أكثر من هجمة لأحفاد الساموراى. معظم لاعبى المنتخب المصرى ونجومه الكبار كانوا خارج الفورمة وبعضهم كان خارج نطاق الخدمة تمامًا، ربما للجهد الكبير الذى بذل فى مباراة بيلاروسيا المؤهلة لدور الثمانية، وربما للعب بعضهم وهم غير مكتملى اللياقة بعد إصابات.. وكان لبطء التحضير وكثرة التمرير العرضى غير المثمر أو التمرير للخلف غير المبرر وهى من العيوب الأزلية لكرة القدم المصرية دور مؤثر فى خروج المباراة بهذه النتيجة. واخسارتاه.. انتهى فعلاً حلم جميل بالحصول على ميدالية أوليمبية كروية، تمناها أبوتريكة ورفاقه، بل تمناها الشعب المصرى كله فى هذا الشهر الكريم، ولكن هل كل ما يتمناه المرء يدركه؟!. ................................................. ** دائمًا وأبدًا.. النادى الأهلى وفريقه الكروى هو صانع البهجة والابتسامة على وجوه المصريين جميعًا وليس جماهيره فقط.. الفريق جهاز فنى ولاعبون وإدارة يعرفون جيدًا معنى الالتزام والانضباط، ويتمتعون بميزة تفرقهم عن غيرهم كثيرًا ألا وهى معرفتهم معنى تحمل المسئولية وكيفية تجاوز الظروف مهما كانت صعوبتها. تحية لكل اللاعبين الذين أسهموا فى إدخال البهجة والسعادة على كل أبناء شعب مصر مساء يوم السبت الماضى، فلم يناموا حزانى! ................................................. ** لم يكن فريق الزمالك أفضل حالاً من المنتخب الأوليمبى، بل لعب واحدة من أسوأ مبارياته أمام فريق مازيمبى الكونجولى وخاصة فى شوط المباراة الثانى، وخسر بهدفين نظيفين، ولولا ستر ربنا لخرج الفريق مهزومًا برقم قياسى من الأهداف، رغم أن الحال فى شوط المباراة الأول لم يكن ينبئ بحدوث ذلك إذ كان لاعبو الزمالك أكثر تماسكًا!. هذه الخسارة الثالثة على التوالى لفريق الزمالك الكروى تضعه خارج حسابات المنافسة تمامًا ما لم تحدث "معجزة حقيقية" فى زمن اختفت فيه المعجزات! ولا يمكن لأحد أن يتعلل ببدء الموسم وعدم لعب مباريات ودية تجريبية قوية كافية بسبب الأحوال الأمنية فى البلاد واللعب بدون جمهور، لأن نفس هذه الظروف غير المواتية مر بها فريق الكرة بالنادى الأهلى الذى استطاع بدون جمهور وبنقص ثلاثة من أبرز نجومه فى تحقيق فوز كاسح على فريق تشلسى الغانى الرهيب 4/1، ليحقق "العلامة الكاملة" بجمع تسع نقاط من ثلاث مباريات ليضمن مكانًا فى المربع الذهبى لدورى الأبطال الأفريقى. مشكلة الزمالك الكبرى أنه بات منذ سنوات ليست بالقليلة فريقًا "بلا هوية" أو شخصية، ويلعب حسب "التساهيل"، يجيد أحيانًا بدون سبب أو مبرر ويتراجع كثيرًا ويتخلف عن الركب أيضًا بدون سبب أو مبرر وجيه اللهم إلا إذا قلنا إن لاعبيه نتيجة عدم الاستقرار ليست لديهم الثقة الكافية فى أنفسهم ولا فى جهازهم الفنى أو حتى إدارة ناديهم التى تتخبط وتنتقل من فشل إلى فشل أكبر! ** إسلام رمضان لاعب جيد ومجتهد، لعب دورًا مهمًا مع المنتخب الأوليمبى منذ أن انضم إليه ونحت فى الصخر حتى يحتفظ لنفسه بمكان ثابت فى المنتخب.. ولكنه للأسف الشديد مسح الكثير من حسناته بأخطائه القاتلة فى مباراة مصر واليابان الحاسمة، حيث كان السبب الأول والرئيسى فى الهدفين الأول والثانى اللذين منى بهما مرمى الشناوى، لأنه كان بمقدوره أن يمنع وصولهما إلى المنطقة الخطرة "من بدرى". ولست أقصد تدميره أو "التخليص عليه" وإنما أطالبه وهو فى هذه السن الصغيرة بأن يتخلص سريعًا من أخطائه، وأن يكف عن "الفذلكة" ويلعب على الأمان والمضمون. ................................................. ** علاء أبوالقاسم.. اسم ربما لم يسمع به ملايين المصريين من قبل، ولكنه نجح فى أن يكون حديث الساعة فى كل وسائل الإعلام المصرية طوال الأيام الماضية وربما لأسابيع أخرى كثيرة.. والسبب الميدالية الفضية التى حصل عليها فى مسابقة سلاح الشيش، وهى ميدالية أغلى من الذهب فى ظل غياب الميداليات تمامًا عن لاعبى ولاعبات بعثتنا الأوليمبية فى لندن حتى كتابة هذه السطور وربما حتى نهاية الدورة.. ألف مبروك يا علاء وننتظر منك الذهبية بعد أربع سنوات.