لم يشكل تعيين إرنستو فالفيردي مدربًا لنادي برشلونة الاسباني لكرة القدم مفاجأة بعدما تردد منذ أسابيع اسم اللاعب السابق للنادي الكاتالوني، المعروف بطباعه الهادئة، كمرشح لخلافة لويس انريكي على رأس الجهاز الفني ومواجهة ضغوط قيادة ناد بهذا الحجم. اخترنالك نشرة السادسة: غرامة «كهربا» وأجازة «إيناسيو» ومحترف «الأهلي» الجديد وذكرى «هيسل» الفيفا يرفض استضافة المغرب وإسبانيا لمونديال 2026 أول رد فعل ل «كهربا» بعد غرامة مرتضى منصور مأساة هيسيل 85.. يوفنتوس بطلًا لأوروبا في أكثر أيامه سوادًا يتمتع فالفيردي (53 عاما) الذي قاد خلال المواسم الأربعة الماضية نادي أتلتيك بلباو، بخبرة واسعة في الدوري المحلي تفوق 500 مباراة، الا انه اسم شبه مجهول خارج اسبانيا، ولا يمكن مقارنة مسيرته كلاعب وكمدرب مع المدربين السابقين انريكي وجوسيب جوارديولا. هذه الخبرة، ولكونه دافع عن ألوان برشلونة بين 1988 و1990 وأحرز كأس الكؤوس الأوروبية والكأس المحلية بقيادة المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف، جعلت من فالفيردي خيارا مرجحا. وكان إنريكي (46 عاما) أقر عند إعلان قراره الرحيل في مارس الماضي، أن "الطريقة التي أعيش فيها هذه المهنة... تعني بالنسبة إلي ساعات قليلة جدا من الراحة". وحقق إنريكي مع برشلونة خلال المواسم الثلاثة الماضية، نتائج كفيلة بإبقاء أي مدرب في منصبه، كان أبرزها لقب الدوري الاسباني في 2016 ودوري أبطال أوروبا في 2015. إلا أن انريكي يترك النادي الكاتالوني بعدما فقد لقب الدوري لصالح غريمه ريال مدريد، ولم يحرز هذا الموسم لقب الكأس للموسم الثالث تواليا، وذلك اثر فوزه في النهائي على ألافيس 3-1. وسيكون أحد التحديات الأساسية لفالفيردي، إعادة هيكلة خط وسط نادي برشلونة الذي تراجع في الموسم الأخير، في ظل تركيز انريكي على تعزيز القوة الهجومية والاعتماد على الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والاوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، على حساب الإمساك بخط الوسط والتحكم بنسق اللعب بين الدفاع والهجوم. كما سيجد المدرب الجديد نفسه في مواجهة تحدي ضخ دماء جديدة شابة في النادي الكاتالوني بالاعتماد خصوصا على أكاديميته. وكان هذا الأمر مفتاحا في نجاح فالفيردي مع بلباو، نادي اقليم الباسك الذي لا يشرك لاعبين سوى من هذه المنطقة. وأثبت المدرب قدرته على تنمية المواهب الشابة في بلباو وإيصالها إلى الفريق الأول، مثل ايناكي وليامس وايمريك لابورتي. وانعكست استراتيجية فالفيردي على أداء بلباو خلال المواسم الأربعة التي أمضاها معه، والتي قاده خلال كل منها الى المسابقات الأوروبية (دوري الأبطال مرة، و"يوروبا ليغ" ثلاث مرات). وقال رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو بعد إعلان تعيين فالفيردي الاثنين، أن الأخير "لديه القدرة، الحكم، المعرفة، والخبرة. هو يدفع باللاعبين الشبان ويمتلك طريقة برشلونة". وسيكون فالفيردي مطالبا في برشلونة بأن يكون على الأقل، على قدر ما قدمه جوارديولا وانريكي للنادي: فالأول قاده الى 14 لقبا خلال أربعة مواسم، والثاني الى تسعة ألقاب في ثلاثة مواسم. وحتى تيتو فيلانوفا الذي تولى المسؤولية بعد مغادرة جوارديولا في 2012، قدم للنادي لقب الدوري الاسباني مع عدد قياسي من النقاط بلغ 100. ولعل تجربة برشلونة الناجحة مع المدربين الذين دافعوا عن ألوانه كلاعبين، كانت أيضا دافعا رئيسيا في اختيار فالفيردي، إذ أن الموسم الوحيد في الأعوام الراهنة من دون لقب (2013-2014) كان بقيادة المدرب الارجنتيني جيراردو مارتينو، وكان الأول على هذا النحو منذ 10 أعوام. وكان يمكن لبرشلونة أن يتفادى هذا المصير لولا "وفاء" فالفيردي. فالمدير الرياضي للنادي الكاتالوني اندوني زوبيزاريتا كان راغبا في تعيين زميله السابق فالفيردي مدربا في حينه، عندما اضطر فيلانوفا للاستقالة بسبب تشخيص إصابته بمرض عضال، وذلك قبل أشهر من انطلاق موسم 2013-2014. إلا أن فالفيردي رفض تولي المهمة في برشلونة، لكونه كان قد عين في بلباو قبل أسابيع فقط. وعلى رغم أن أبرز لقب أحرزه فالفيردي في مسيرته كمدرب كان لقب الدوري اليوناني مع أولمبياكوس، إلا أن برشلونة يحتفظ بذكرى مؤلمة منه، اذ أحرز بلباو بقيادته لقب الكأس السوبر الاسبانية في 2015، بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والاياب (إحداهما 4-صفر وتعد أقسى نتيجة خلال عهد انريكي). وترى إدارة برشلونة أن فالفيردي هو الشخص الأمثل لإعادة بث الروح في تشكيلة النادي الزاخرة بالنجوم الذين شهدت علاقتهم خلال الفترة الماضية توترا مع انريكي ومساعده خوان كارلوس انسوي الذي عين الأحد مدربا لسلتا فيجو.