مع اقتراب موعد انطلاق فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) ، تتأهب سيارات الأجرة (التاكسي) في بولندا لاتخاذ مواقعها أمام صالة وصول الزائرين والمشجعين في مطار وارسو سواء في الأماكن الرسمية المخصصة لانتظارها أو في أي مكان آخر. وبينما يستعد المشجعون من مختلف الجنسيات لمتابعة بطولة مثيرة وقوية في بولندا وأوكرانيا اللتان تستضيفان فعاليات البطولة بالتنظيم المشترك من يوم الجمعة المقبل وحتى أول يوليو المقبل ، ستكون بانتظار هؤلاء المشجعين أمام المطار مفاجأة باهظة الثمن. وتبلغ أجرة الانتقال بسيارات الأجرة من المطار إلى وسط العاصمة البولندية نحو 40 زلوتي (نحو 10 يورو) ، ولكنها قد تتكلف في السوق السوداء لسيارات الأجرة نحو 140 زلوتي نظرا لهيمنة السائقين الذين لا يحملون الرخصة الرسمية على الموقف في هذا التوقيت الصعب. ويتطلع هؤلاء السائقون ، الذين لا يحملون الرخصة الرسمية للتواجد أمام المطار، إلى تحقيق أرباح طائلة من الزائرين الأجانب خلال فترة البطولة التي ينتظر أن تجتذب مئات الآلاف من المشجعين. وعلى مدار سنوات طويلة ، شن مجلس مدينة وارسو محاولات عديدة وغير ناجحة في مكافحة مافيا التاكسي كما واصل هذه المحاولات لمكافحة السوق السوداء للتاكسي قبل بدء فعاليات البطولة ولكن تواجد هؤلاء السائقين حاليا أمام المطار ازداد حجمه عن أي وقت سابق. وقال برزيميسلاف برزيبلسكي المتحدث باسم المطار: "ربما نضطر أخيرا لمنع أي أحد من الوقوف أمام المطار". ورغم ذلك حققت سلطات المطار والمدينة نجاحا طفيفا بإنشاء موقف سيارات الأجرة الذي تشرف عليه سلطات المطار. وقبل إنشاء هذا الموقف لم يكن بالإمكان إبعاد مافيا التاكسي عن هذا المكان حيث كان بإمكان هذه المافيا إحكام قبضتها على المنطقة كاملة. ولا تتوقف المشكلة على المطار حيث يصعب التصدي لمافيا التاكسي في أماكن أخرى عديدة. ويحرص هؤلاء السائقون على الانتظار أمام محطات القطار والفنادق انتظارا لضحاياهم من الأجانب. ومن السهل على الزائرين الأجانب التعرف على هؤلاء السائقين المخالفين لأن السائقين الذين يعملون لدى الشركات الرسمية لسيارات الأجرة يكشفون رخصتهم.إذ يتعين وضع رقم تليفون الشركة ورمزها على جانب السيارات التابعة لهذه الشركات. كما توضع داخل هذه السيارات قائمة بالتعريفة الرسمية والمعدلات العالية لها في فترات المساء والعطلات. وفي الوقت نفسه ، أشارت الصحف المحلية إلى أن بعض هذه القوائم الخاصة بالتعريفة تخدع الركاب. ولكن سلطات المدينة لا يمكنها اتخاذ أي إجراء تجاه هذه التعريفة لأنها من شأن الشركات التي تمتلك هذه السيارات وتديرها. ويختلف الوضع نسبيا في أوكرانيا التي لا تستخدم فيها معظم سيارات الأجرة للعدادات كما يعمل فيها معظم السائقين بدون تراخيص رسمية. ويتفاوض الراكب والسائق في أوكرانيا قبل بدء الرحلة وهو أمر غير معتاد لمعظم المسافرين في دول أوروبا الغربية. ولا توجد العدادات بأوكرانيا إلا في سيارات الأجرة المتواجدة بجوار المطار ولكن تعريفة الانتقال تكون أعلى سعرا. وأصبح حجز سيارات الأجرة عبر الهاتف أمرا سائدا في أوكرانيا حيث يتصل العميل تليفونيا بمركز خدمة العملاء ويتفق معه على تعريفة الانتقال قبل أن يرسل إليه المركز السيارة التي تنقله إلى حيث يشاء. يذكر أن أجرة التنقل في كل أنحاء العاصمة كييف تبلغ نحو 12 يورو فقط. وتضم العاصمة كييف عددا من سائقي سيارات الأجرة يتراوح بين 20 ألف و30 ألف سائق غير التابعين لأي شركات وذكرت تقارير إعلامية أن هؤلاء السائقين سوف يواجهون المزيد من المراقبة الأمنية أثناء البطولة ومن ثم فإنه من المحتمل "اختفائهم" خلالها. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى عدم توفر سيارات الأجرة وزيادة في أسعار الانتقالات بالتاكسي خلال فترة البطولة.