الاختلاف في الرأي وارد وتمسك كل طرف برأيه جائز والتشدد في المواقف ممكن.. كل هذا معروف ومتعارف عليه في عالم السياسة الموجود فيه ما هو أبعد من ذلك بكثير.. إلا أن!. في السياسة كل لعبة ولها قاعدة وكل خلاف يعلوه سقف ومحدود بحدود ولا يخرج عن قانون ولا يوقف حال وطن.. والحوار قائم وموجود حتي وإن تقطعت العلاقات... الحوار نعمة اختص بها الله الإنسان والإنصات فضيلة وضعتها قدرة الخالق في خلقه بأن جعل له لسانا يتكلم به مقابل أذنين ينصت بهما.. وإن كان قادرا علي الكلام والإقناع فلابد أن يكون قادرا علي الإنصات والاقتناع لأن الإقناع والاقتناع وجها عملة الحوار وبدونهما لا حوار ولا تفاهم ولا تقارب ولا اتفاق ولا تحضر ولا حتي إنسانية... أين نحن من هذه الحدوتة وما هي معرفتنا بهذه الخصائص.. معرفتنا بالحوار والخلاف والاتفاق والاقتناع والإقناع والتفاهم والمصلحة العامة... الشهور الماضية أثبتت أنه لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بهذه الأمور وتجربة الشهور الطويلة والأحداث الكثيرة أكدت أننا لا نعرف كيف نتفق حتي نعرف كيف نختلف.. ولا نعرف كيف نفرح لأجل إدراك كيف نحزن.. لا نعرف كيف نتحاور ولا كيف نتسامح ولا كيف يختلف رأينا ولا كيف نحصر الخلاف في الرأي لا بيننا.. لم نعرف فتحول الرأي المختلف إلي كراهية وحقد وغل واتهامات وتخوين بيننا نحن المصريين في قضية مفترض أنها قضية وطن كلنا يبحث عن الأفضل له.. فنسينا الوطن وتفرغنا لتصفية بعضنا بعضا... لا نعرف ومازلنا لا نعرف فخلطنا الخاص في العام وأهدرنا حق وطن في العمل والإنتاج والتقدم وفي الهدوء والاستقرار والرخاء وفي التقارب والتفاهم والاتفاق.. لم نعرف ومازلنا.. كيف نتفق علي أن الوطن فوق الجميع وقبل الجميع. بالتأكيد كلنا نظريا يحب الوطن والمؤكد عمليا علي أرض الواقع أننا مزقنا أوصال هذا الحب... هتافات بأعلي صوت في حب الوطن والحب الحقيقي للوطن أفعال لا هتافات. نرفع أعلام مصر في كل مكان ويارب اجعلها دائما وأبدا مرفوعة.. لكننا نرفعها فوق رءوسنا بينما عقولنا مختلفة وأفكارنا متناحرة وأجسادنا متطاحنة... دمرنا بأنفسنا وكامل إرادتنا رمزية العلم الذي هو قبلة كل وطن ورمز أي شعب وطاقة انتماء ووطنية لا تنضب.. دمرنا الرمز وأهدرنا القيمة عندما سمحنا ووافقنا ووقفنا نتفرج علي من يرفعون علم مصر بيد ويحرقون في مصر باليد الأخري... اخترنا الصمت موقفا لنا تجاه كارثة مثل هذه.. مثلما وقفنا جميعا نتفرج علي أنفسنا ونحن نستبدل الحوار بالجدل والتفاهم بالخناق والحب بالكراهية والتسامح بالحقد والود بالانتقام والرأي الآخر بالتخوين.. وقفنا نتفرج علي الثوابت وهي تسقط تحت أقدامنا وبعد شهور طويلة نتعجب ونندهش من أننا لا نتقدم وبدلا من الاعتراف بأخطائنا وخطايانا رحنا نتبادل الاتهامات لتبقي الانقسامات ويبقي الحال كما هو عليه اتفاق تام علي ألا نتفق.. ومصر موقوف حالها بأيدينا ومشكلاتها بدون حل والمتغير الوحيد أن مشكلاتنا تكبر وتتضخم وتتعقد... الشعب شغلناه وإن شئنا الدقة اشتغلناه بالخلافات السياسية القائمة التي لا تنتهي ولا يعرف لماذا هي قائمة ولماذا هي لا تنتهي.. وهي لن تنتهي طالما الصراع علي السلطة ليس في ذهنه وطن فوق الجميع وقبل الجميع.. ولأن الوطن ليس علي البال فإن مشكلاته غير واردة علي الذهن وأنها لن تبقي طويلا تنتظر إنما في لحظة سوف تبتلعنا في جوفها... الكل اشتغلناه في التأسيسية وفي الدستور وفي قانون العزل السياسي وفي بطلان مجلس الشعب من عدمه وفي الاعتصامات والكل لا يري أمورا بالغة الأهمية وبالغة الخطورة لأننا لا نحب أن نراها حتي لا نري خطايانا... لابد أن يكون بيننا من يلقي الضوء علي كل ما هو خطر وخطير من مشكلاتنا التي أصبحت في أغلبها مزمنة مستحكمة... بناء سد النهضة علي النيل في إثيوبيا خطر وخطير يمكن أن يجعلنا يوما في مصر لا قدر الله نتقاتل علي صفيحة ماء!. عدم العمل عمل خطر وخطير.. استمرار الفوضي خطر.. البطالة وحش خطر وخطير.. أطفال وشباب ورجال الشوارع واستمرارهم في الشوارع بدون تأهيل وبدون احتضان المجتمع لهم خطر.. عدم زراعة القمح في أرضنا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من قمحنا وبقولنا وعدسنا خطر.. التعليم المتخلف المتسبب في أغلب مشكلاتنا خطر وخطير... في الأسابيع الثلاثة الماضية ألقيت الضوء علي مشكلاتنا المستحكمة المتروكة من زمن بلا حل وحتمية أن نجد لها حلا قبل أن تداهمنا وتقضي هي علينا بدلا من أن نحلها نحن.. واليوم أطرح مشكلة مختلفة تعاني منها محافظة بأكملها وحلها وخيرها يعم علي مصر كلها لا المحافظة وحدها! اقرأوا معي هذه الرسالة: ... وهبت علي الأقصر رياح خماسين25 يناير فأسدلت عليها ستائر الظلام حتي خبا ضوء مشروعاتها العملاقة وتراخت أيدي تطويرها وهي التي كانت تهدف إلي تحويل مدينة المائة باب إلي متحف مفتوح يعيد إلي الأقصر وجهها الحضاري ويرد إليها اعتبارها التاريخي وبالقدر الذي يضعها علي خريطة المدن السياحية العالمية كلؤلؤة تتوسط عقد التاريخ الذي يحكي للإنسانية مسيرة رواد الحضارة وهم الذين سطروا بعرقهم وفكرهم ووجدانهم آيات المجد والفخار علي وجدان معابدهم ومقابرهم. وعلي رأي المثل الشعبي( جات الحزينة تفرح ملقيتلهاش مطرح) فها هي الأقصر الآن تندب حظها وتبدو كالعروس التي انطفأت شموع عرسها ليلة زفافها, فقد توقفت مشروعاتها فجأة ويأتي علي رأسها مشروع إعادة اكتشاف طريق الكباش ما بين معبدي الأقصر والكرنك وهو الذي ضحي الأقصريون من أجل تنفيذه بثلث منازلهم وأشهر دور عباداتهم ومدارسهم وعيادات أطبائهم وضحوا من أجله أيضا حتي بمتاجرهم وحدائق صباهم, وهو الأمر الذي تجرعوا بسببه كثيرا من ألوان المعاناة المادية والاجتماعية, كل ذلك تحملوه حتي لا يدينهم التاريخ بأنهم كانوا حجر عثرة أمام تنفيذ هذا المشروع الذي وقفت منظمات العالم الثقافية بجواره وعلي رأسها منظمة( اليونسكو).. كل ذلك يتحسر عليه الأقصريون حاليا وهم ينظرون في غدوهم ورواحهم إلي بقايا المشروع بحفرياته وكأنه أنثي انكشفت عورتها ولا تجد من يلقي عليها ثوبا يداري سوءتها, بل وزاد الطين بلة أن تترك أرض المشروع حاليا كمباءة تستقبل القمامة ونفايات المنازل. ناهيك عن مشروعات رئيسية أخري كان العمل يجري فيها علي قدم وساق وأهمها مشروع حمام السباحة الأوليمبي والذي ضحي المواطنون من أجل تنفيذه بحمامهم الأوليمبي السابق والذي كان بمثابة منتجعهم الصيفي لأكثر من عشرين عاما, وها هو مشروع القلعة الثقافية الجديدة والذي يقف أيضا يندب حظه بعد أن توقف العمل فيه بسبب قلة الإمكانات المالية, ويزامله نفس الموقف تطوير طريق كورنيش النيل والذي يعتبره أساتذة عمارة الطرق كواحد من أروع ما أنتجته يد المطورين العظام في عالم البناء والتشييد. الأقصر الحزينة تندب حالها أيضا فبعد أن ضحت بهدم قلاعها من دور العلم والمباني الحكومية ذات الأصول العريقة وتنازلت عن أغلي مواقع جمعياتها العاملة في الحقل الديني والاجتماعي.. كل ذلك من أجل تنفيذ مشروع المثلث الذهبي علي مساحة150 فدانا في شمال الأقصر لتقام عليه منشآت فندقية ومنتجعات سياحية تضيف إلي الطاقة الفندقية حجما يستوعب الزيادة المنتظرة في أعداد السائحين, ويكسر حدة البطالة التي يعاني منها قطاع الشباب.. هذا المشروع أصبح أثرا بعد عين وتحولت مساحته إلي أرض جرداء قاحلة تنعق فيها أصوات البوم والغربان. لقد توقفت مشروعات تطوير الأقصر فجأة بحجة عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمالها رغم أن المشروع الكلي لتطوير الأقصر وقفت إلي جواره ودعمته ماليا وأدبيا منظمات عالمية عاملة في حقل الثقافة وحفظ التراث.. ولن ينسي الأقصريون لمنظمة اليونسكو وقفتها إلي جوار تطوير الأقصر بهدف تحويلها إلي متحف مفتوح ويحفظ المواطنون للدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق جهوده مع بداية تنفيذ المشروع.. واعترافا بجميل الدكتورة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي وهي التي لم تضن علي المشروع بأي اعتمادات متاحة فأطلق الأقصريون اسمها علي أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة اعترافا بفضلها وجهودها. إن الأقصريين وإن كانوا يقدرون لحكومة الدكتور الجنزوري ما تواجهه من صعوبات مالية واقتصادية تحجم انطلاقها للوفاء بمتطلبات المرحلة, وأنهم أيضا لا يصادرون علي حقه في زيارة بعض المحافظات لحل الكثير من مشكلاتها إلا أنهم يرون أن من حقهم أيضا أن يطالبوا دولة رئيس وزرائهم أن يأمر بسرعة فتح ملف الأقصر بهدف تدبير وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة للوفاء باستكمال مشروعات المدينة المتوقفة, وعلي أن يتحمل كل وزير مسئوليته في هذا الشأن وفق برنامج زمني محدد يتم الاتفاق عليه وإقراره في اجتماع يعقد لهيئة مجلس الوزراء قريبا إن شاء الله.. لتنتج عنه قرارات ملزمة تحرك تروس عجلة المشروعات المتوقفة وتدفع في شرايينها بدماء حارة حتي نكفكف بها أولا دمعة الأقصر الحارة علي ما آل إليه أمرها, ونرد به الاعتبار لمدينة الأقصر كمتحف واعد مفتوح وبالقدر الذي نجدد به بهاءها كمنتجع سياحي عالمي يوفر أولا لأهل الأقصر حياة هادئة مستقرة وندعم به أيضا خزينة الدولة بعائد مناسب من الدخل السياحي يتحقق به أمل الشعب في حياة يسودها الرخاء وترفرف عليها رايات الرفاهية.. وإنا لمنتظرون. منتصر أبوالحجاج رئيس مركز الأقصر الأسبق انتهت الرسالة وبداية أوضح أن وقف الحال الذي طال الأقصر لم يترك محافظة ولا مجالا ولا نشاطا إلا وتملك منه والمعني أن الغمة عامة والكل يعاني منها ولا أحد في مصر يعرف موعدا لانقشاعها!. يا سيدي حتي الرياضة اتوقف حالها الموقوف أصلا من زمن لكن وقفوا حالها بكارثة ستبقي في ذاكرة العالم ما بقيت حياة وهل هناك أسوأ من استخدام أعظم وأهم وأرقي نشاط تربوي في صنع مجزرة بشرية في محراب الرياضة وباسم الرياضة... العالم كله يحب الكرة ويتفرج علي الكرة ويشجع الكرة لكن لا يوجد مخلوق علي ظهر الأرض أعطي لخياله العنان وتصور أن مباراة كرة يمكن أن يموت فيها فرد أو عدة أفراد من فرط حماستهم أو حتي تعصبهم.. أحد من البشر لم يتخيل ذلك لحسابات كثيرة أهمها أننا بشر ومهما اختلفنا وتحمسنا وتعصبنا لا يصل الأمر لحد القتل بسبب هدف أو مباراة.. ولذلك! العالم كله وقف علي حيله عندما وقع الخبر عليه كالصاعقة وكيف لا ينزعج ويندهش العالم كله و73 إنسانا قتلوا في مباراة كرة... العالم انزعج لأننا في الألفية الثالثة وعمليات القتل الجماعي لم يعد لها وجود ولا حتي في الحروب فكيف تحدث في الرياضة بكل تسامحها وبكل ما فيها من قيم ومبادئ... العالم كله انصدم ونحن معه انصدمنا لأيام معدودات وبعدها تعاملنا مع الكارثة بمنطق أنا وهو وأنت وأنا وكأننا لسنا مصريين وكأن ما حدث لا يمثل إدانة لنا جميعا علي سلبيتنا وصمتنا وإصرارنا علي الاختلاف وتمادينا في الاختلاف وإطلاق سراح نفوسنا المريضة في بحور الكراهية والغل والحقد... كل الفوضي التي اجتاحت مصر وحرقنا فيها ضمائرنا قبل أن نحرق مصر بصمتنا وضعفنا وجهلنا.. كل هذه الفوضي كانت هدفا وقدوة ونبراسا لأبشع جريمة عرفها العالم في الرياضة.. يا سيدي ليست الأقصر وحدها التي تعاني من وقف الحال المستعجل.. إنما مصر كلها موقوف حالها وكلنا شركاء والصامتون أول وأكبر شريك لأنهم الأغلبية الكاسحة الهائلة الذين تركوا النخبة وغير النخبة يتصرفون باسمهم ويتكلمون نيابة عنهم في الصراع الرهيب علي السلطة... ممن ننتقم يا سيدي؟. من أنفسنا أم من بعضنا بعضا أم من الوطن؟. السؤال أطرحه علي النخبة التي أعطت من نفسها لنفسها تفويضا للتحدث نيابة عن الشعب والدخول في صراعات لا تنتهي باسم الشعب كله... كل فريق يتطلع لوجوده وموقعه ومصلحته في الفترة القادمة.. وأحد لم يفكر أن الاستقرار الذي نحلم به ونتمناه في الفترة المقبلة.. ربما يتأخر لأن الفترة المقبلة قد تتأخر وربما أصلا لا تأتي في ظل التهييج والاحتكام للاعتصامات والهتافات والصوت العالي والمزايدات والشعارات والتباهي بعدم الانصياع للقانون والقدرة علي النزول للشارع... يا سيدي قائمة المشكلات القائمة الموجودة المتربصة بنا كبيرة جدا وكل يوم يمر عليها دون التصدي لها خطر حقيقي يكمن لنا وليس معني أننا لا نري الخطر أنه غير موجود أو لا يرانا... لو أن النخبة التي تتكلم باسمنا جميعا علي دراية حقيقية بقضية نهر النيل والخطر الحقيقي الذي تمثله والتطورات السريعة المتلاحقة التي تضع الوطن أمام خيارين أحلاهما مر.. لو النخبة تعلم الحقيقة ولا تجعلها قضية رأي عام تقف فيها مصر علي حيلها ليشعر الآخرون أنها قضية شعب بأكمله وليست قضية الخارجية المصرية وحدها... إن كانت النخبة تعرف ولا تتكلم فهذه مصيبة وإن كانت لا تعرف أصلا المشكلة لأنها مشغولة بمصالحها وصراعاتها فالمصيبة أفدح... يا سيدي نهر النيل طوله6650 كيلومترا من منابعه الاستوائية وحتي المصب في البحر الأبيض.. يمر النيل في تسع دول أفريقية أصبحت عشرا بعد تقسيم السودان وهي بوروندي ورواندا وزائير وتنزانيا وأوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان الجنوبي والسودان الشمالي ومصر.. والسؤال البسيط المنطقي هنا: أين نحن من الدول التسع؟. أي طبيعة علاقاتنا بها وحجم التعاون معها والتبادل التجاري بيننا والروابط الوثيقة التي تربطنا بها والمساعدات التي قدمناها أو نقدمها لها؟. الذي أعرفه أن علاقتنا بهذه الدول أقل من العادية بل فاترة وتكاد تكون معدومة مع بعض الدول!. والذي أعرفه أيضا أن النيل الذي جمعنا كان يجب أن يكون دافعا للشقيقة الكبري مصر أن تجعل علاقاتها بهذه الدول بالغة التقارب والتعاون وأن تكون لها الأولوية عند مصر في أي شيء وأوغندا مثال والشاي أحد أهم منتجاتها والشاي في مقدمة المواد التي نستهلكها وعليه الأولوية لأوغندا وليس إلي سيلان في استيراد كل الشاي الذي تصدره.. والأولوية لأي دولة من التسع في اللحوم التي نستوردها.. وفرض عين علينا أن نقوم نحن ولا أحد غيرنا بأي مشروعات في هذه الدول وفرض علينا أن نقدم لهم الخبرات في أي مجال وفرض علينا أن نرسل باستمرار البعثات الطبية إلي هناك... الذي أعرفه أننا قطعنا الود بيننا وبينهم والنيل حياتنا يجري في أرضهم.. بل وقطعنا أوصال النيل نفسه في أرضنا بالتلوث وبعدم احترام قدسية الماء الذي منه كل شيء حي وبالاستهلاك الجائر وبكل ما هو سيئ!. حصة مصر من مياه النيل55 مليار ونصف المليار متر مكعب وهذه الحصة نتاج أربع معاهدات دولية أولاها معاهدة أديس أبابا1902 والتي وقع عليها وقتها إمبراطور إثيوبيا ومعاهدة لندن1906 ومعاهدة1925 بين بريطانيا وإيطاليا واتفاقية مصر والسودان عام1959. ثلاث معاهدات دولية واتفاقية وهذا معناه أنه لا إثيوبيا ولا غير إثيوبيا بإمكانه تغيير حصة مصر من النيل والتحكيم الدولي يحمي هذه المعاهدات ويحمي حقوقنا ومع ذلك نحن ولا هنا بينما إثيوبيا بدأت العمل في السد الذي تقيمه علي النيل وبدء العمل إجراء مخالف ونقض لنص المعاهدات ولابد من تحرك سريع لأجل تحكيم دولي يوقف العمل في هذا السد الذي سيدخل مصر في الفقر المائي ونحن دخلنا فعلا فيه وحصتنا55 مليارا فماذا سيكون حالنا عندما تنقص عشرة مليارات وهو المتوقع من هذا السد وهو التهديد الحقيقي لحياتنا ومع ذلك نحن نتفرج وكأن ما تفعله إثيوبيا لا علاقة لنا به!. حاليا وقبل بناء السد الإثيوبي حصة المواطن المصري من المياه وصلت إلي700 متر مكعب في السنة وكانت في أواخر الخمسينات2500 متر مكعب وحد الفقر المائي ألف متر مكعب للفرد أي أننا تحت خط الفقر من قبل بناء السد!. كل ما أريد تذكير النخبة المتحدثة باسمنا والمتصارعة لأجلنا به.. أن النيل خط أحمر والعبث في حصة مصر من مياه النيل يضرب الوطن في مقتل لأنه قضاء علي اليابس من قبل الأخضر... تعالوا نضغط علي إيطاليا الدولة المانحة في سد النهضة.. نضغط بملايين البرقيات الإلكترونية لكل مسئول ولكل حزب في إيطاليا.. نوضح لهم أن المنح التي يقدمونها لبناء السد هي حكم بالإعدام علي شعب عريق حضارته تعلمت منها الإمبراطورية الرومانية... تعالوا نستخدم عقولنا وأفكارنا في دعم المفاوض المصري بدلا من تسخيرها للكراهية والخلافات والصدامات بين المصريين بما جعل الآخرين يطمعون في مصر ويتجرأون علي الوطن...