نيكولو ميكيافيلي فيلسوف ايطالي شهير, كان شاعرا وموسيقارا بارعا كتب العديد من المسرحيات الكوميدية والرومانسية, وصاحب نظرية سياسية شهيرة في العالم تقول الغاية تبرر الوسيلة جاءت في كتابه الأمير الذي صدر في عصر النهضة بإيطاليا!! ويبدو أن الرياضة المصرية تعشق ميكيافيلي لدرجة الجنون حتي انها تسير علي نهج نظريته المكيفللية الغاية تبرر الوسيلة في كل ما يجري علي الساحة الرياضية حاليا, وليس هناك فارق بين المسئولين بالأندية أو الاتحادات وحتي في الإعلام الكل يغني علي ليلاه ويضع مصلحته فوق وقبل أي شيء حتي ولو كانت علي حساب المبادئ والقيم, في ابسط تعريف لنظرية ماكيفيللي!! فلم يعد هناك أدني احترام للعقود والتعاقدات والمواثيق أو حتي كلمة الشرف بين الأطراف المتخاصمة, فالكل يسعي للفوز بالصفقة بالطرق المشروعة وغير المشروعة, فيما يشبه البلطجة الموجودة في الشارع مع اختلاف الوسائل!! ومن الأهلي نبدأ وبغض النظر عن سلامة عقد أحمد شديد قناوي مع المصري, وسواء كانت بالعقد ثغرة أو شرط جزائي, أري أن الطريقة التي لجأ اليها الأهلي في تحريض اللاعب علي فسخ عقده ودفع الشرط الجزائي تتنافي مع كل القيم والاعراف والمبادئ التي يتشدق بها مسئولو لجنة التعاقدات بالنادي الأهلي ويصدعوننا بها ليلا ونهارا في خطوة ربما تكرار لسيناريو ما جري من قبل مع اسلام الشاطر عندما انتقل من الزمالك إلي الأهلي, والآن نجده يتكرر بالكربون مع شديد قناوي في المصري! وكلاهما الأهلي واللاعب يتخذ من الاحتراف الشماعة ليعلق عليها اخطاء الآخرين لأنهم في الأهلي محترفون في كشف الثغرات بالعقود! وبغض النظر عن السيناريو الذي سوف تنتهي عليه هذه الأزمة, وبالقطع ستكون لصالح الأهلي بشكل ودي أو رسمي لا يعنيني الأمر من قريب أو بعيد, ولكنها ترجمة وتجسيد حي علي تطبيق نظرية ميكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة! ولم اكن أود التطرق إلي قضية أخري قديمة لها حساسية خاصة عند الجماهير عندما انتقل الحضري إلي سيون والتي يفضل البعض ان يطلق عليها قضية الهارب الحضري, فإنني مع الاعتذار للجميع لم اجد هناك فارقا أو اختلافا كبيرا بين ما فعله نادي سيون السويسري مع الحضري وما يفعله الأهلي مع شديد قناوي! فعلا الدنيا دوارة. ومن الأهلي إلي الزمالك يا قلبي لا تحزن حتي لا اتهم بانني ابيض بخطين حمر فما يفعله مجلس إدارة الزمالك لا يختلف كثيرا عما يفعله الأهلي عندما رفض تفعيل عقد شيكابالا الموقع مع ممدوح عباس الرئيس السابق, وعندما وجدا الأمور تتأزم واللاعب في طريقه للاحتراف بشكل شخصي لعدم تجديد عقده, لجأ إلي حيلة جديدة قام بتوقيع العقد القديم من جانب رئيس النادي الحالي بتاريخ جديد وتم تسجيله في المنطقة واتحاد الكرة في عدم احترام للتعاقدات في محاولة للتحايل لاجبار اللاعب علي الرضوخ للبقاء, فيما يعد ضربا لكل المبادئ والقيم لحفظ حق النادي والسلام في تطبيق نظرية ميكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة, هل ما يحدث عندنا له صلة بالاحتراف الذي يحاول البعض التشدق به؟!. وهنا اسأل كم من الجرائم والمصائب ترتكب بحق الاحتراف, رغم اننا لم نر واقعة واحدة شريفة تؤكد اننا نطبق الاحتراف بنزاهة وشرف كما يحدث في أوروبا, ولكن كما يقولون نحن ابدع من يجيد التحايل علي النظام والقانون وحتي الاعراف والمبادئ! ولا يختلف الأمر كثيرا في اكبر قلعتين كرويتين في مصر الأهلي والزمالك عما يحدث في الجبلاية باتحاد الكرة الذي يطلق ويصدر يوميا العديد من القرارات واللوائح التي لا تطبق سوي علي الأندية الضعيفة وغير الجماهيرية, وعندما تصطدم بقوة جماهيرية يتم تعديلها أو تفسيرها بما لا يضر ولا يحرج مسئوليه, فالغاية تبرر الوسيلة!! وأخيرا وليس آخرا.. حتي الإعلام الرياضي لم يسلم من النظرية الميكيافيللية الغاية تبرر الوسيلة وستجدها واضحة هنا وهناك في كتابات وتعليق العديد من الزملاء, المهم الدفاع عن المصالح و السبوبة حتي ولو كان ضربا في المنافسين الآخرين والتشكيك في نزاهتهم. كل حسب انتمائه لهذا النادي أو ذلك. لقد اعتقدت بأن أمورا كثيرة سوف تتغير بعد ثورة25 يناير.. ولكن يبدو أنها لم تصل بعد إلي الوسط الرياضي الذي مازال يعشق تطبيق نظرية... ميكيافيلي!!