الحديث عن الدوامة التي يعيشها المنتخب الوطني والصعوبات التي يواجهها في طريق إعداده لتصفيات إفريقيا 2013 وكاس العالم .. لم يتوقف عند الحدود الداخلية فقط .. بل أنها امتدت لتجذب اهتمام الرأي العام العالمي وبالتحديد مجلة "ورلد سوكر" الانجليزية التي أرسلت مندوبها جيمس مونتاج ليلتقي مع المدير الفني والمسئول الأول عن الفريق بوب برادلي الأمريكي .. حيث دار بينهما حوارا ساخنا حول اللحظات الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية بصفة عامة والمنتخب بصفة خاصة في الوقت الحالي وكيفية الخروج من هذا النفق .. لاسيما في ظل تنامي الامال لدي الجمهور بالصعود الى نهائيات كاس العالم المقبلة للمرة الاولي منذ عام 1990. لم يخف برادلي خلال سطور الحوار التالي الكثير من الأمور وفي مقدمتها صدمته فيما حدث في بورسعيد من جانب وتأثيره السلبي على طريقة تفكيره وإعداده للمنتخب من جانب .. وأيضا محاولاته للخروج بالفريق من النفق المظلم الذي يطارده متمثلا في إلغاء العديد من المباريات الودية بسبب الأمن .. وغيرها من المواقف التي سنتابعها خلال السطور التالية. في البداية .. ماذا كان انطباعك عن ا لمنتخب المصري خاصة بعد لقائك معه في كاس العالم للقارات 2009 ؟ الصدفة بالطبع لعبت دورا في تعرفي على الفريق عن قرب من خلال لقاء الدور الأول بين الفريقين في كاس العالم للقارات .. فقد كان من الضروري الفوز على الفريق بفارق ثلاثة أهداف على ان يخسر المنتخب الايطالي بنفس النتيجة أمام نظيره البرازيلي .. وهو ما تحقق بالفعل .. وقد تكونت عندي فكرة طيبة عن الفريق من خلال زكي عبد الفتاح مدرب حراس مرمي المنتخب الأمريكي وقتها .. والتقيت بالمدير الفني حسن شحاتة وأدركت ان لديه نواة لمنتخب كبير ومحترم .. وبالمناسبة فان شحاتة مدير فني على مستوي عال وكان لديه جيل ذهبي كما أطلق عليه المصريون .. وقد جاء دوري لبناء فريق جديد . وتحقيق الحلم الذي يطارد الجميع في مصر وهو الصعود الى نهائيات كاس العالم 2014. عندما وصلت الى مصر .. كانت البلاد على مرمي البصر من الثورة .. كيف تري ما حدث من وجهة نظرك ؟ في العام الماضي عندما كنت أتولي تدريب المنتخب الأمريكي كان من المفترض لقاء منتخب مصر وديا في التاسع من فبراير .. ولكن وقبل ذلك بأسابيع كنا نشاهد الصور التي كان الآخرين يتابعونها أيضا ومركزها "ميدان التحرير" .. وسالت زكي عبد الفتاح عما يدور .. ولكن عندما وصلت الى هنا تابعت كل شيء بنفسي وتساءلت عما يدور .. ومن هؤلاء الذين يذهبون الى ميدان التحرير .. وهل هناك اجندة لدي البعض لاثارة المتاعب والمشاكل ؟ وأضاف برادلي قائلا " بعد ان توليت المسئولية تابعت أمور غير متوقعة متمثلة في إلغاء المسابقة وإقامة بعض المباريات دون جمهور بالإضافة إلى استخدام الجمهور للشماريخ وإلقائها داخل الملاعب. ". وكيف تعاملت مع الظروف المحيطة بك في ظل تغير النظام وما تردد عن ولاء بعض لاعبي المنتخب للرئيس السابق حسني مبارك؟ ليس من الصواب ان نقول إننا أنجزنا ذلك .. ولكنه جزء من المهمة .. وبالطبع فالأمر كله اختبار لجميع اللاعبين .. خاصة أن الظروف لم تساعدني على القيام بها على أكمل وجه منذ وصولي .. فمثلا كان من المقرر إقامة تصفيات الاوليمبياد في مصر ولكن جري إلغائها .. ولم يكن هناك تجمع حقيقي سوي في مباراة البرازيل الودية .. ثم جاءت كارثة إستاد بورسعيد .. وبالتأكيد ان كل هذه الأمور أثرت على مصر والأسرة الكروية بشكل خاص .. لاسيما أن المواقف بعدها تطورت سواء باستقالة رئيس الاتحاد أو تأجيل لقاء أفريقيا الوسطي .. ولكن رغم كل ذلك فان الجماهير في مصر لديها أمل كبير في المستقبل لاسيما فيما يتعلق بالصعود إلى كاس العالم. * أين كنت عندما سمعت بمأساة إستاد بورسعيد ؟ في الحقيقة مباريات الدوري وقتها كانت مستمرة والجهاز كان حريصا على متابعتها استعدادا للدخول في معسكر وأداء بعض المباريات الودية .. ولا انسي انه في هذا اليوم شاهدت الشوط الاول من هذا اللقاء على شاشة التليفزيون ثم توجهنا بعد ذلك الى إستاد القاهرة لمتابعة لقاء الزمالك والاسماعيلي .. ولكن البعض اخبرنا ان هناك بعض المشاكل في إستاد بورسعيد وان هناك عدد من الجماهير لم تنج من المذبحة .. ثم تابعنا ما حدث بعد ذلك عبر شاشة التليفزيون ونزول الجمهور للملعب ثم تلقينا تقريرا عن عدد الوفيات وعلمنا ان الشوط الثاني من لقاء الزمالك والاسماعيلي لن يتم فخرجنا من الملعب بسرعة. واضاف برادلي قائلا " عدنا بعد ذلك لاماكن إقامتنا .. وبعد ذلك بأيام ذهبنا الى الاتحاد وعلمنا أن ما حدث ليس نوعا من عنف الجماهير المعتاد وجري استجواب كابتن المصري الذي لم يشارك في المباراة .. وكشف أنه تحدث إلي جماهير ناديه ولكنها لم تتعرف عليه وقال انه يعتقد انهم ليسوا من مشجعي الفريق. ويواصل المدير الفني الأمريكي حديثه للمجلة بقوله " البعض لديه صورة منعزلة عن مصر وإنها غير أمنة ولكن هذا الكلام غير حقيق لأنهم لا يعرفون مدي طيبة ناسها وكيف يبذلون مجهودا كبيرا من اجل الرزق لرعاية أسرهم .. والجميع يقدر اصطحابي لاسرتي لتناول الغداء في المطاعم والإقامة في القاهرة وليس في مكان معزول او بعيدا ومقابلة كافة أنواع الشخصيات دون أي مشاكل. * بصراحة هل تفتقد الأمن خلال فترة وجودك في مصر ؟ اعتقد انه كاف بدرجة جيدة ولكن المشكلة فقط في عشق الجماهير للكرة ورغبتها مثلا في التقاط الصور. كيف تعاملت مع لاعبي الأهلي الذين مروا بالتجربة القاسية في بورسعيد؟ الجميع يعرف قصة ماحدث وبالتحديد مع أبو تريكه عندما توفي احد المشجعين بين ذراعيه .. ولكن لابد من التأكيد على ان ما حدث هز الجميع ولكن مستوي التفاهم والإدراك لدي اللاعبين عال للغاية والمسالة تحتاج فقط لبعض الوقت حتى تمر هذه الأزمة في هدوء ورويدا رويدا ستعود الأمور الي مسارها الصحيح. .. خاصة ان الجميع لا ينسي دور الالتراس في ثورة 25 يناير. هل تعتقد ان مأساة بورسعيد ساهمت في تحويل دفة الثورة ضد المجلس العسكري ؟ هناك أكثر من جانب لهذا السؤال .. فأولا الكثير من مسيرات الاحتجاج منذ قيام الثورة كانت تقول ان هذا المجلس جزء من النظام السابق .. وحاليا الناس تتظاهر لانهم يريدون سلطة مدنية للبلاد .. وبعد ذلك جاءت كارثة بورسعيد وهناك تقارير بان بوابات الإستاد أغلقت بفعل فاعل وان الشرطة لم تحرك ساكنا. واضاف قائلا " الكثير من مظاهرات الاحتجاج شابها العنف وما حدث في بورسعيد ليس له علاقة بشغب الجماهير المعتاد واعتقد أن المسالة معقدة للغاية .. وبصراحة فانا في مصر منذ ستة شهور ولا أريد أن أبدو خبيرا في الشئون السياسية في جميع الجوانب .. فانا اطلع على الأمور من خلال وسائل الإعلام دون إقحام نفسي في شيء .. ولكن لا يمكنني دفن رأسي في الرمال عندما يتعلق الأمر بلاعبين أتولي مسئوليتهم ويمرون بهذه الأزمة.