احتجت جماهير نادي بايرن ميونخ الألماني، هذا الشهر خلال لقائها مع نادي أرسنال الإنجليزي، والذي أُقيم بملعب الإمارات، ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة السادسة بدوري أبطال أوروبا. وكانت الجماهير البافارية قد أعلنت قبل مباراتها مع أرسنال، أنها ستحتجب أول خمس دقائق من عمر اللقاء نظراً لإرتفاع أسعار التذاكر بملعب أرسنال "الإمارات". جماهير بايرن، رفعت لافتات مُنددة بغلاء أسعار تذاكر النادي اللندني والتي وصلت لستين يورو، مكتوب عليها "كرة القدم لا تساوي شيئاً دون الجماهير"، وهو ما قابلته جماهير أرسنال، بتصفيق حاد عند دخول الجماهير البافارية، فجماهير أرسنال، رفعت ذات اللافتة الموسم الماضي خارج ملعب الإمارات، قبل مباراتهم مع ليفربول، في الدور الثاني للبريميرليج. أرسنال لكن لافتة جماهير أرسنال، لم تلقى صدى لدي من بيدهم القرار، بل وصل سعر تذكرتهم مع تشيلسي، نهاية أبريل الماضي، على الإنترنيت بالسوق السوداء، ل950 جنيه إسترليني، وهو ما يعني زياده قدرها 700% للتذكرة التي يٌقدر سعرها ب 97 جنيه إسترليني. وتعد تذاكر نادي أرسنال اللندني، هي الأغلى في إنجلترا، فتذكرتهم الموسمية هي الأعلى بين الفرق الإنجليزية حيث تصل ل 2013 جنيه إسترليني، بينما أقل تذكرة موسمية لهم تُكلف المدفعجية، 1014 جنيه إسترليني، ويعد ملعب الإمارات، الأغلى بين الملاعب الإنجليزية بل إن تذاكرهم تمثل ضعف تذاكر فرق آخرى بذات المسابقة، وفقاً لتقرير Price of football"" الذي أصدرته BBC، منتصف شهر أكتوبر الحالي، عن أسعار تذاكر الموسم الماضي. لندن ومانشستر قد لايبدو أرسنال، غريباً رغم إرتفاع أسعار تذاكره المبالغ فيها كما تصفها الجماهير، فأندية لندن "أرسنال، توتنهام، تشيلسي، ويستهام وكوينز بارك رينجرز" تشاركه ذات الإرتفاع مقارنة بأندية مانشستر "مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي". فنادي ككوينز بارك رينجرز، والذي هبط لبطولة التشامبيون شيب، الموسم الماضي، بيعت تذكرته الموسمية الأعلى قيمة لقاء 949 جنيه إسترليني، والأقل قيمة ب 499 جنيه إسترليني، بينما وصيف دوري العام الماضي وبطل موسم 2014-2013 مانشستر سيتي، بيعت أقل تذكرة موسمية له سعراً ب 299 جنيه إسترليني و860 جنيه إسترليني، مقابل أعلى التذاكر الموسمية سعراً. ربما يعود ذلك بتحليل سطحي كون لندن واحدة من أغلى المدن بالعالم، فبمقارنة بسيطة بينها وبين مانشستر مثلاً نجد أن إيجار شقة سكنية بلندن مساحتها 85 متر في أرقى منطقة يٌكلف حوالي 2472 جنية إسترليني، بينما يدفع القاطن شقة بنفس المواصفات بمدينة مانشستر، شهرياً 1323 جنيه إسترليني. البريميرليج نعود للكرة وللدوري الإنجليزي، الذي يٌعد واحداً من أغلى الدوريات بالعالم فعلى صعيد البث التلفزيوني، البطولة هي الأغلى في العالم حيث بيعت حقوق بث المباريات لشبكة سكاي سبورتس وبي تي، مقابل 5.5 مليار جنيه إسترليني لمدة ثلاث سنوات تبدأ من الموسم الحالي، حيث ستصل قيمة البث الداخلي للمباراة الواحدة 10.2مليون جنيه إسترليني، وسيحصل صاحب المركز الآخير على حوالي 100مليون جنيه إسترليني. كما يعد البريميرليج، من أكثر الدوريات ارتفاعاً في أسعار التذاكر، بزيادة مستمرة كل عام فمنذ 2011، ارتفعت أسعار أقل فئة من التذاكر سعراً بنسبة 15% فيما ارتفع متوسط أسعار أرخص البطاقات الموسيمية منذ 2012بنسبة 8.7% فوصل متوسطها من467.95 إلى 508.5جنيه إسترليني، وفقاً لتقرير لتقريرBBCالعام الماضي. لكن الإرتفاع لم يؤثر على نسبة حضور الجمهور بل على العكس ارتفعتإشغالات الملاعب الموسم قبل الماضي 2.1%وامتلأت المدرجات بنسبة 96%، بارتفاع قدره 6% .
بين البونديسليجا والبريميرليج وبمقارنة الدوري الإنجليزي "بريميرليج" بالدوري الألماني "بونديسليجا" نجد أن أندية البريميرليج حققت موسم 2013/2014 حوالي737 مليون جنيه إسترليني، من عائدات يوم المبارايات، بينما حققت أندية البونديسليجا 482 مليون جنيه إسترليني. ولا يعود ذلك لغياب الجماهير الألمانية عن الملاعب، على العكس تماماً فالجماهير الألمانية مدرجاتها مليئة دائماً، لكن أسعار التذاكر بألمانيا منخفضة عن إنجلترا. فبروسيا دورتموند، صاحب أكبر متوسط لحضور الجماهير بالعالم في الموسم قبل الماضي، حيث حضر على ملعبه سيجنال إيدونا بارك، 79.856 مشجع بالدوري، حقق فقط عائد من المباريات 46.9 مليون جنيه إسترليني، فسعر بطاقاته الموسمية من موقعه الرسمي بين 367 و860 يورو، بينما حقق مانشستر يونايتد، صاحب أعلى معدل حضور جماهيري بإنجلترا، ب 75.203 مشجع، حقق 129.3 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من الضعف تقريباً رغم أن بروسيا يتفوق في عدد الجماهير، إلا أن مانشستر، بطاقاته بين 532 و950 جنيه إسترليني. قلق حكومي إنجليزي وكانت وزيرة الرياضة الإنجليزية السابقة هيلين جرانت، قد أعربت عن قلقها وحكومتها من إرتفاع أسعار التذاكر، وحثت الأندية على النظر في أسعار التذاكر مرة آخرى، خاصة وأن أرخص تذاكر في الكرة الإنجليزية عموماً قد ارتفعت13% أي بمعدل الضعف عن تكلفة المعيشة التي زادت بنسبة 6.8% منذ 2011، وكانت جرانت قد طالبت شركة نايكي، بتخفيض سعر قميص المنتخب الإنجليزي قبل كأس العالم بالبرازيل 2014، لكن مناشداتها لم تحقق شيئاً.
العام الماضي احتجت جماهير أرسنال والموسم الحالي احتجبت جماهير بايرن ميونخ، لخمس دقائق عن ملعب الإمارات، فهل سيشهد الموسم القادم احتجاج جماعي قادم من جماهير المدفعجية، على غلاء ملعب الإمارات وبأن من يملك المال فقط هو من ستستقبله ملاعب كرة القدم.