إقترب موعد الإنتخابات على منصب رئيس الفيفا التي ستقام على هامش أعمال كونجرس الفيفا المقرر يوم 29 مايو المقبل في مقر الإتحاد الدولي بزيوريخ .. وأعتقد أن كل الأمور تشير إلى فوز مؤكد للرئيس الحالي جوزيف بلاتر، إلا إذا حدثت تطورات درامية أوفضائحية في اللحظات الأخيرة تقلب الأمور رأساً على عقب وتبعد بلاتر عن عرشه الذي يؤكد أنه سيحتفظ به لا محالة وأن أحداً لن يستطيع أن ينازعه عليه . ومع تقديري لقيمة ومكانة وكفاءة صديقي المحترم الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا ورئيس إتحاد غرب آسيا ورئيس الإتحاد الأردني ، فإن المنافسة مع بلاتر تبدوغير متكافئة رغم الدعم الذي يلقاه من الإتحاد الأوروبي وخاصة صديقه المقرب ميشيل بلاتيني، وربما بعض الإتحادات الوطنية الأخرى التي تحرص على أن يكون ذلك في الخفاء خوفاً من إنتقام لاحق من بلاتر، وربما لو كان الأمير علي هو المنافس الوحيد لبلاتر ، لكانت الأمور أفضل ، ولكن هناك منافسين غير مغمورين وهما مايكل فان براج رئيس نادي أياكس السابق ورئيس الإتحاد الهولندي وعضو اللجنة التنفيذية بالإتحاد الاوروبي والنجم البرتغالي الشهير لويس فيجو، وقد أعلنا دخول الإنتخابات في اللحظات الأخيرة بعد الإنسحاب المريب للفرنسي جيروم شامبين سكرتير عام الفيفا السابق، الذي يقال أن بلاتر دفع به كأرنب سباق لتخدير المنافسين والكارهين لإستمراره ثم إنسحب في النهاية لعدم حصوله على خمسة أصوات من عدد 209 إتحاداً أعضاء بالفيفا . ويعرف الأمير علي يعرف جيداً أن وجود براج وفيجو سيساهم في تفتيت الأصوات المعارضة لبلاتر، وبالتالي فإن فرص الرجل العجوز ستكون هي الأقوى للفوز وبكل راحة وهو على أعتاب الثمانيين خاصة وهو يدخل المعركة الإنتخابية على الرئاسة للمرة الخامسة بعد أربع مرات سابقة دمر فيها كل منافسيه بحملات إنتخابية بالغة الخبث والمناورة والألعاب القذرة لضرب منافسيه وإستخدام كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وكان آخر ضحاياه في الإنتخابات السابقة القطري محمد بن همام صديقه السابق الذي أدار له حملتين إنتخابيتين وأسهم معه في هزيمة السويسري لينارت يوهانسون رئيس الإتحاد الاوروبي السابق والكاميروني عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي ، وعندما تجرأ لمواجهة بلاتر في إنتخابات الرئاسة كان مصيره بعض الألعاب القذرة التي أطاحت به وحرمته من حقوقه الكروية أوتولي أي منصب كروي مدى الحياة ! وأراهن أن بلاتر رغم علمه بوقوف بلاتيني والإتحاد الاوروبي ضده، وهجومه على الويفا ووصفه بعدم الإحترام وإفتقاد شجاعة المواجهة من خلال مرشح رسمي – يقصد بلاتيني – فإن ثعلب الفيفا العجوز يبدو في حالة نشوة وتفاؤل وهو يخوض حملته الإنتخابية بأريحية وتلمح ذلك في محياه وإبتسامته وهو يحضر بعض الندوات أو المناسبات ، فالرجل أحسن التربيط مع الإتحادات القارية الآخرى وخاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والكونكاكاف، أما الإتحاد الأوروبي المناويء له ، فهو سيوزع أصواته على ثلاثة مرشحين. ومن دلائل ثقة وتفاؤل بلاتر رفضه إقتراح قناتي "بي بي سي" و"سكاي" البريطانيتان، لإجراء مناظرة مع المرشحين الثلاثة الآخرين والتي كان مقترحاً أن تقام بإستاد ويمبلي ويديرها جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي ، وكان الأمير علي قد طالب بمناظرة بلاتر الشهر الماضي دون أن يجد إجابة لمطلبه وهو بالطبع تحمس لمبادرة القناتين الإنجليزتين مع براج وفيجو ، أما بلاتر فإن خبراء شئون الفيفا يؤكدون أنه كما لم يستجب لدعوة الأمير للمناظرة في الشهر الماضي ، فإنه لن يعطي أي دقائق للتفكير في أمر مناظرة "بي بي سي" و"سكاي". أخيراً إذا كان الأمير علي قد أعلن بشجاعة عن الدول الأربعة التي أعطته أصواتها مع الإتحاد الأردني لإستكمال عملية ترشيحه وهي الولاياتالمتحدة وجورجيا ومالطة وبيلاروسيا ، ووجه إتهاماً واضحاً لبلاتر بنشر سياسة الترهيب للإتحادات التي ستقف ضده ، وأعلن أن المناظرة تمثل الشفافية المطلوبة في رئيس الفيفا القادم ، فإن بلاتر تجاهل كل ذلك وهو سيواصل التجاهل حتى موعد الإنتخابات التي ينتظرها بكل برود لإعلان فوزه .