وليد سليمان: حصلت علي 600 ألف جنيه فقط من الأهلي .. وعقدي الجديد لم يوثق فكرت في الرحيل ليله حادثة الدفاع .. وأتعرض لحملة إعلامية " بدون سبب " المنظومة الكروية في مصر " متنافرة " .. وتوقيت عودة الجماهير " خاطئ يمكنك أن تكتشف أن أفراحه تموت ببطء تحت أحزانه..تماما كما يمكنك أن تري أحزانه مختبئة تحت أفراحه. حاله من التناقض يعيشها وليد سليمان لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني الأول لكرة القدم .. هذا اللاعب الذي لا يمكنه لك وأنت تحاوره أن تعرف حالته النفسية ، وعندما تسأله يجيب بصوت هادئ : " والله مش عارف افرح ". وكان الحاوي قد فرض نفسه دون قصد منه ، بسمه وحيدة ويتيمة في سرادق أحزان الكرة المصرية ، عندما قرر إنهاء حفل خطبته في عز فرحته بليلة العمر ، حدادا علي الضحايا من جماهير الزمالك الذين سقطوا أمام بوابه ستاد الدفاع الجوي وهي اللافتة الإنسانية التي كانت لها ردود أفعال طيبه .. وقبلها كان وليد يرفض نفسه حديث الجدل في الشارع الكروي بفعل خروج تقارير إعلامية كثيرة تؤكد علي وجود خلاف بينه وبين إدارة ناديه الأحمر ، وان تلك الخلافات قد تنهي العلاقة بينهما ، بعدما لفتت التقارير أن الحاوي يرغب في الرحيل علي خلفية تأخر حصوله علي مستحقاته المالية.. وزاد غموض الموقف بعد أن التزم اللاعب الصمت رافضا التعليق علي ما وصفه هو بالشائعات ، بل بالحملات الإعلامية المغرضة . خيوط كثيرة تجمعت ، وتلاقت ، وتداخلت ، جعلت الحوار معه أمرا مهما لوضع كل النقاط علي الحروف ، والإجابة علي الكثير من علامات الاستفهام ، والتعجب أيضا .. وكان لابد من لقاء الحاوي بعد أن هدأت العاصفة قليلا . ** أولا ارفض شكري علي واجب ، ما فعلته كان سيفعله أي إنسان في موقفي .. لم يكن لي أن افرح واحتفل وهناك إخوتي يموتون ، وهناك دموع و أحزان وحداد في بيوت أهلي من المصريين ، كنت الأمور تسير بطريقة طبيعية ليلة فرحي ، وفجأة اقترب مني احد الأشخاص ، لا أتذكره وسط الزحمة ، وقال لي : " أنت عارف أن في ناس ماتت بره ؟ ".. توقفت عن الرقص مع خطيبتي ، ذهلت ، سألته : " في إيه .. إيه اللي حصل ؟ " .. قبل أن يجيبني توقعت أن يكون هناك حادث وقع لمجموعة من المعازيم ، وهم في طريقهم للحضور .. ولكنه اخبرني أن عددا من جماهير الزمالك سقطوا موتي أمام ستاد الدفاع الجوي .. شل تفكيري ، طلبت من خطيبتي العودة إلي " الكوشة " .. وبدون تفكير ودون تشاور مع احد طلبت الميكرفون ، واعتذرت للجميع عن إكمال ليله الفرح .. وسقطت الدموع من عيني .. هذا كل ما حدث. ** لم انم ليلتها .. الشئ الوحيد الذي كنت حريصا عليه هو أن أواسي عروسي واعتذر لأهلها علي ما فعلته والقرار الذي اتخذته حتي دون مشورتهم .. كان رد فعلهم رائع .. وشكرتهم كثيرا علي تفهمهم لموقفي ، وتفرغت لمتابعة الحادثة عبر وسائل الإعلام .. تذكرت بالتأكيد حادثة أو كارثة ستاد بورسعيد ، أول ما فكرت فيه هو الرحيل من مصر . ** وقت حادثة ستاد بورسعيد فكرت في نفس القرار ، وأخبرت به الكابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة وقتها ، إلا انه بعدما احتوي حالتي النفسية السيئة اخبرني أن الأهلي متمسك بي ، وأنني ملتزم بعقدي مع النادي ، وكان هو الموسم الثاني لي في عقد مدته 4 سنوات . ** أنا شعرت لحظتها أن الكرة المصرية ماتت للأبد .. وأننا سنعود إلي نقطة الصفر الذي رجعنا إليها بعد مذبحة ستاد بورسعيد قبل 3 سنوات ، وان النشاط الكروي سيتوقف ، وأنا عقدي مع الأهلي ينتهي بنهاية الموسم الحالي .. وطبيعي أن أفكر في الرحيل .. مع الأسف الكرة المصرية الآن باتت مربوطة بالكوارث ، ولونها اختلط بالدم .. والله ده حرام . ** نعم انا جددت عقدي مع النادي ، ولكنه لم يفعل، ولم يوثق ، إلا بعد حصولي علي كامل مستحقاتي المالية . ** التقارير الإعلامية كاذبة .. حصلت فقط علي شيك بقيمة 600 ألف جنيه ولم اصرفه حتي الآن .. غير ذلك أكاذيب إعلامية .. مستحقاتي المالية تتجاوز المليونين ونصف المليون جنيه . ** اعترف لكم أنني أعاني من ضغوط كثيرة .. أولها ضغوط أسرية خاصة ، وثانيها ضغوط ماديه كبيره فأنا مديون وعلي أقساط شهرية كثيرة ، وثالثها ضغوط إعلامية .. والأخيرة هي أكثر ما تزعجني . ** عندما تري نفسك تفوز بجائزة أحسن لاعب كرة في مصر عام 2014 ، وتقدم مستوي فني أشاد به الكثيرون ، وأخرها في مباراة القمة الأخيرة ، وتجد وسائل الإعلام تصدر للجماهير الأخبار السلبية فقط عني .. بما تفسر أنت الأمر ؟. ** محاولات انتقام مني لمجرد أنني رفضت في أوقات كنت أمر فيها بظروف نفسية صعبه بفعل الضغوط أن أدلي بتصريحات أو اجري حوارات .. في اليوم التالي لتألقي في مباراة القمة خرج موقعا شهيرا ينشر تقريرا سلبيا عني ، وبعد احتفالي بخطبتي فوجئت بموقع أخر يتحدث عن عروسي بكلام اقل ما يوصف بأنه " قلة أدب " .. وحتي الآن لا أريد أن أرد علي تلك الحملات بإجراء قانوني .. فانا لا أريد أن ادخل في " فخ عش الدبابير " المنصوب لي . ** أري أنها نتيجة طبيعية لمنظومة متنافرة ، عندما تابعت تصريحات المسئولين ، تأكدت أن كل أطراف المنظومة يسيرون في اتجاهات متناقضة ، وكله عكس كله ، هناك تنافر كبيره بين كل أطراف المنظومة نسمع عن الصدام بين اتحاد الكرة ولجنة الأندية ، ونسمع عن انقسام اتحاد الكرة ، نسمع عن أزمة الحكام واستقالات فلان وعلان ، نري أندية ترفض قرار عودة الجماهير ، وأخري ترحب .. ما كان يجب عودة الجماهير للملاعب إلا بعد إغلاق كل تلك الملفات .. وقبلها احتواء كبري الأزمات والقضايا الجماهيرية ، وعلي رأسها بطبيعة الحال القصاص لشهداء جماهير الأهلي .. واحتواء أزمة جماهير الزمالك مع إدارة ناديها.. مع الأسف ، هناك من بحث عن مصلحته وعن " الشو الإعلامي " وبطوله زائفة علي حساب جثة الكرة المصرية وجثث جماهيرها..ولا حول ولا قوة إلا بالله .