رغم أنها مباراة ضعيفة فنياً، لكنها قد تكون مباراة فاصلة وحاسمة، فاصلة بين زمنين، زمن ولي كان الأهلي يحتكر فيه البطولات المحلية والقارية، وزمن جديد وضح فيه التراجع الشديد في أداء القلعة الحمراء ماحدث في مباراة الزمالك والأهلي الأخيرة التي أقيمت علي ستاد القاهرة التي انتهت بالتعادل 1/1 وسجل الهدفين للفريقين الحاويان أيمن حفني للزمالك ووليد سليمان للأهلي كان مقلقاً للأهلاوية. فمنذ اللحظات الأولي من المباراة ظهر الكثير من الاستياء علي وجوه أعضاء النادي الأهلي وكذا أعضاء مجلس الإدارة ووصل الاستياء لدرجة أن البعض ترك متابعة المباراة بحرقة وارتفاع في الضغط وهذا علي حد تعبيرهم.. ولم تسلم المباراة من تعليقات الأعضاء في القلعة الحمراء "هو الأهلي بيعمل إيه" و«لحد إمتي هاتحرقوا في أعصابنا» وضح علي فريق الأهلي افتقاده إلي الحماس وروح الفانلة الحمراء لأن عددا كبيرا من اللاعبين لم يتربوا في الأهلي.. ولذلك شهدنا دفاعا هزيلا وعدم انسجام بين لاعبيه وافتقاد الهجوم إلي القوة في الأداء.. فالجميع يخشي علي ضياع بطولة الدوري من بين أيدي الأهلي.. وربما الخطوط الثلاثة تحتاج إلي ترميم ولذلك فأعضاء مجلس إدارة الأحمر يشعرون بالقلق والخوف من مستوي الأداء الهابط في الدور الثاني من الدوري وجاريدو المدير الفني بدا عليه الحزن الشديد عقب إطلاق الحكم الفرنسي صفارة النهاية بالتعادل 1/1.. ولم يتحدث المدير الفني مع اللاعبين ولكنه تهامس مع مساعديه حول تقييم المباراة والأخطاء التي ارتكبها اللاعبون عقب الإجازة التي حصلوا عليها، وهناك إجماع بين أفراد الجهاز الفني علي أن هناك أخطاء كبيرة ارتكبها الجهاز الفني خاصة جاريدو مثل التغييرات التي قام بعملها وتوقيتات التغييرات التي لم يستفد منها الفريق إلي جانب عدم التفاهم الواضح بين لاعبي الوسط والهجوم مما أثر سلبيا علي المهاجم عماد متعب قبل تغييره. وخسارة الأهلي نقطتين ستفتح مجال النقاش حول مستقبل المدير الفني الأسباني.. حيث بدأت تتردد نغمة بين أعضاء مجلس الإدارة بالاستغناء عن خدماته والبعض الآخر برر التمسك بالجهاز الفني بحجة أن إدارة النادي الأهلي لاتحاسب بالقطعة ولكن المؤكد أنه لن يبقي طويلا. وشتان الفارق في مستوي أداء فريق الأهلي مع فتحي مبروك وتحت قيادة جاريدو، رغم الصفقات الجديدة التي كلفت النادي الكثير من الأموال وعودة عدد من اللاعبين المصابين الذين لم يقدموا مع الفريق أداء مقنعا ومستوي ثابتا.. ولا نبالغ إذا قلنا إن الأهلي في ظل جاريدو حتي الآن غير مطمئن.. ليس له لون أو طعم أو رائحة.. وبمعني آخر لم تظهر بصمات لجاريدو علي الفريق.. بل علي العكس تراجع مستوي أكثر من لاعب وظهر جاريدو عاجزا عن الاستفادة من إمكانات لاعبيه وفرض الأهلي لشخصيته في المباريات وآخرها أمام الزمالك. ولذلك كانت المباراة قمة علي الورق.. أما علي البساط الأخضر فلم نر إبداعا من معظم لاعبي الأهلي لا فكرا ولا رؤية ولم نشاهد جملا تكتيكية.. وإن كانت هناك مباراة خاصة بين الحاويين أيمن حفني لاعب الزمالك ووليد سليمان لاعب الأهلي اللذين أصيبا وخرجا من الملعب كما حرص المدربان محمد صلاح مدرب الزمالك وجاريدو المدير الفني للأهلي علي وضع أكبر عدد من اللاعبين وسط الملعب كما كثرت التمريرات المقطوعة من الجانبين ولذلك كان الفريقان يهاجمان علي الورق فقط. ورغم أن الأهلي معروف طوال تاريخه بوجود الفوارق بينه وبين كل الأندية بما فيها الزمالك ولكن في الفترة الأخيرة افتقد الأهلي مثل هذه الفوارق وأصبح مطمعا لكل الفرق التي تواجهه وذلك بسبب الظروف التي مر بها الفريق مثل الإصابات واحتراف البعض الآخر وكان علي جاريدو أن يضع خطة واستراتيجية للتعامل مع اللاعبين في الفترة المقبلة لأن الأمر لايتحمل أن يسوء أكثر من ذلك ويجب أن يكون أكثر حزما وجدية مع اللاعبين وأن يساعد في انسجام الشباب مع النجوم الكبار خاصة أن عملية التجديد والإحلال لن تأتي بنتيجة إيجابية في الوقت الحالي.. وغياب الثقة يعتبر أهم العناصر التي أثرت علي الأهلي في الفترة الأخيرة ويجب إعادتها قبل الحديث عن أي شيء خاصة أن جماهير القلعة الحمراء لن يسمحوا بضياع بطولة الدوري المحببة إليهم.. ولذا علي جاريدو أن يعيد ترتيب أوراقه إذا ما استمر في تدريب الأهلي لنهاية الموسم. ومن ناحية أخري بات الحاوي وليد سليمان بمثابة لغز محير حيث راهن الكثيرون علي تحمله راية قيادة الفريق الأحمر وقد ظهر وليد سليمان في المؤتمر الصحفي مع اللاعبين الذين نجح النادي في التجديد أو التمديد لعقودهم.. وقد تضاربت الآراء حول تجديد عقد الحاوي وليد مما أدي إلي ظهور عدد من وكلاء اللاعبين في تدريبات الأهلي منذ أسابيع ليفتح الباب مجددا حول إمكانية رحيل اللاعب خاصة أن ذلك تزامن مع اعتراف وليد سليمان بتلقيه عروضا للرحيل من جانب أندية خليجية وبالتحديد من أندية قطرية وإماراتية. وعلمت آخر ساعة من مصدر موثوق فيه أن وليد وقع بالفعل علي عقود جديدة مع الأهلي ولكن هذه العقود لم يتم توثيقها واعتمادها من جانب منطقة القاهرة واتحاد الكرة لأن اللاعب اشترط الحصول علي مستحقاته السابقة وهي تبلغ حوالي 2 مليون جنيه وذلك قبل تفعيل عقده.. واعتبر البعض أن حديث وليد سليمان عن العروض الخليجية في هذا التوقيت بمثابة ورقة ضغط علي مسئولي الأهلي لمنحه مستحقاته المتأخرة بعد أن كشف اللاعب أنه لم يجدد عقده أو بمعني آخر لايتواجد في الجبلاية سوي عقده القديم.. وطلب وليد من الأهلي السماح له بالرحيل ولو علي سبيل الإعارة. مجلس الإدارة غير راض وجاريدو مهدد بالطرد من الجنة الحمراء