من يرصد التعاطي الاخواني مع المبادرات المطروحة للخروج من الازمة السياسية الراهنة- رغم تحفظي عليها- يتأكد ان جماعة الاخوان وانصارها واتباعها مصرون علي المضي قدما باستعماء شديد, واستغباء معتاد, واستعلاء مقيت, في طريق مسدود, وكأن ثورة لم تقم او شعبا لم ينتفض او رئيسا لم يسقط, كل ردود الافعال الصادرة منهم لا تخرج عن كلمة واحدة وهي عودة الرئيس المعزول اولا قبل الدخول في اي مفاوضات, متجاهلين ان هناك شعبا اتخذ قرارا منذ الثلاثين من يونيو بعزل الرئيس المخلوع, واسقاط نظام الاخوان الفاشي, الي غير رجعة, لكن يبدو ان سكرة الهزيمة طالت لديهم الي حد ما, عند الافاقة سيجدون انفسهم خارج المعادلة الوطنية. وحينئذ ستفوت فرصة الانضمام الي الجماعة الوطنية كما فشلوا في استغلال الفرصة التاريخية التي حصلوا عليها في حكم مصر, وتقديم نموذح معتدل للاسلام السياسي, حيث انهم علي مدي عام كامل لم يقدموا سوي الفشل الذريع, في التعامل مع قضايا العمل الوطني, واثبتوا ان المشروع الاسلامي الذي تغنوا به طوال السنوات الماضية مجرد اوهام, لا اساس لها في الواقع, ولم يجنوا من وراء عام الفشل سوي انهم تركوا صفحات سوداء في تاريخ مصر تحكي عنهم انهم كاذبون, منافقون, مخادعون, فاشلون,.. صفحات سوف يحكيها الاجداد للاحفاد ان الجماعة التي كانت تسمي نفسها ب المسلمين أول من اساء للاسلام, واهان الدين الحنيف, وسنة رسوله الكريم, من خلال الاتجار بالدين, واتخاذه ستارا لتمرير مخططات, ومؤامرات, وتحقيق مكتسبات. لم يعد امام هذه الجماعة الفاشية وقت حتي تفيق من غفوتها, وتتخلص من غبائها, فالشعب الذي ثار ضد استبدادها, وانتفض ضد دكتاتوريتها لن يسمح لها بالمماطلة, وتسويق سيناريوهات مظلمة, او الرقص علي دماء الابرياء من المواطنين البسطاء الذين يتم حشدهم تحت شعارات زائفة, ودعاوي كاذبة, ويخدع قادة الجماعة واتباعهم انفسهم لو اعتقدوا ان التمترس خلف الاسوار, او التخندق وراء الاطفال, والسيدات وكبار السن ممن تم جمعهم في رابعة يمكن ان ينجيهم من حساب آت, وعقاب لا مفر منه.