يبدو أن مصر لا تزال تعاني من الاستعمار الأجنبي البغيض فكل ما تناقلته وسائل الإعلام بالصوت والصورة عن النخبة السياسية المصرية لا يصب إلا في معني واحد. وهو أنه لا سبيل إلي الشهرة ولا طريق إلي الوصول إلي كرسي السلطة إلا عن طريق الاستقواء بالخارج واستجلاب الرضا الغربي والأمريكي وكأننا لم نملك إرادتنا الحرة بعد ثورتين عظيمتين قامتا في مصر في25 يناير2011 م و30 يونيو2013 بالرغم من كل هذه الدماء التي سالت من أبنائنا وشبابنا علي امتداد مصر المحروسة وإلا ستكون هناك ثورة ثالثة كبري تكنس كل هؤلاء جميعا من علي ساحة الأحداث إلي معين ليس له قرار. إن عملية تنظيف مصر من المتواطئين مع الاستعمار الغربي وذيوله يجب أن تتم عبر القانون لا فرق في ذلك بين إسلامي متعاون مع الغرب أو ليبرالي متواطئ علي مصالح مصر العليا فالكل سواء في الثواب والعقاب وعلي القضاء المصري الشامخ أن يظهر حقيقة استقواء كل هؤلاء بالخارج من عدمه حتي يثق الجميع في أن مصر دولة قانون تحمي الجميع وتحافظ علي الجميع دون استثناء ولو بشكل نسبي. لإن المخطط الجهنمي المرسوم من قبل الغرب عامة وأمريكا خاصة قد أدخل العالم العربي في الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا ولبنان في حروب طائفية وحروب أهلية طاحنة في العراق والصومال وسوريا وها هم يحاولون الدفع بمصر إلي حرب أهلية طاحنة لا نهاية لها وهذا واضح وظاهر للعيان منذ عقود وقد دخل الآن حيز التنفيذ فلا يمكن التغاضي ولا التسامح بأي حال من الأحوال عن الحديث عن الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الكبير الذي يتم فيه تقسيم العالم العربي إلي دويلات صغيرة ويتم تنصيب صبي من صبيانهم من أجل تحقيق أهدافهم في القيادة والسيطرة ولا مانع عندهم من استخدام كل وسائل الخداع من أجل دفع الشعوب إلي التقاتل الداخلي دون وجود قضية حقيقية يمكن الدفاع عنها فقط من أجل الوصول إلي كرسي السلطة فيتم القضاء علي الشعوب دون أن يطلق الغرب طلقة واحدة أو يدفع دولارا واحدا. إن الأخبار المريبة والوثائق المنشورة عبر موقع ويكيليس وغيره والتي تحتوي علي عدة وثائق تدين السفيرة الأمريكية والتي تشير إلي أنها احد أركان النظام الامريكي المنفذ لخطط الاغتيالات في عدة دول نامية, فضلا عن كونها أداة رئيسية لإقامة إعلام مواز لإعلام الدولة التي توجد بها يعتمد علي الدعم الأمريكي وينحصر دوره في المشاركة في زعزعة الاستقرار وإحداث فوضي وبلبلة بها, في حين كشفت وثيقة أخري عن أن باترسون عندما كانت سفيرة لبلادها في كولومبيا وباكستان قامت بتجنيد بعض الاشخاص العاملين بوسائل الاعلام الاجنبية بتلك الدول في وكالة الاستخبارات الأمريكية, بهدف تنفيذ انفجارات وعمل شغب في هذه البلاد, فضلا عن عمل توترات دبلوماسية وتنفيذ عدة اغتيالات لشخصيات مهمة. * إن آن باترسون السفيرة الأمريكية حمالة الحطب والتي لديها خبرة مهنية سابقة في إدخال أفغانستانوباكستان وغيرهم من الدول في اقتتال داخلي لا نهائي بعد أن نجحت في ترويض ما يسمي بالجماعات الإسلامية والتيارات الليبرالية واستطاعت منذ قدومها إلي مصر فتح قنوات اتصال عديدة مع الإخوان المسلمين والتيار السفلي ودعم التيارات الليبرالية واللعب علي كل الحبال من أجل تفجير الاوضاع داخل مصر كما فجرتها في باكستانوأفغانستان بعد أن سلم لها الجميع عقولهم من أجل الكرسي دون أي اعتبار للمصالح العليا للبلاد. * فمنذ قدومها إلي مصر سفيرة لبلادها لرعاية مصالح أمريكا طبقا للمعايير الدولية إذا بها تتبع سلوكا شائنا في التعامل مع الأوضاع داخل البلاد وكأنها الحاكم بأمره والمسيطرة علي الأوضاع وكأنها المحركة لكل الفعاليات السياسية داخل البلاد فتحمل الحطب ومعها عود الثقاب لكي تشعل النيران في كل بيت من بيوت مصر بمساعدة من الإخوان والسلفيين والليبراليين من أجل أن تمتد هذه النيران إلي الشوارع والميادين فتدخل مصر في حرب أهلية لا ناقة للمصريين فيها ولا جمل سوي سعي كل هؤلاء من المضي قدما في ظل حمالة الحطب من أجل السلطة كي تحرق البلاد مما يرفع الغطاء الوطني والديني عن كل هؤلاء وتقديمهم إلي القضاء في أسرع وقت ممكن حتي يعرف المصريون جميعا حقيقة كل هؤلاء. إن نيران الحقد الدفين الذي تحمله هذه السفيرة وتاريخها الأسود منذ عملها في الدبلوماسية الأمريكية علي العرب والمسلمين كان واضحا في أفغانستانوباكستان وها هي تحاول إشعال النيران في مصر وتهدد قادة القوات المسلحة المصرية إن لم يلتزموا بالخطط الأمريكية في التعاطي مع الأوضاع فإنها ستدخل مصر في حرب أهلية مثل سوريا مما يعني أنهم وراء كل الحروب الأهلية والقتل الممنهج في سوريا وغيرها وهذا يستدعي الطرد الفوري لهذه السفيرة المتآمرة علي مصالح الشعب المصري حتي ولو أدي ذلك إلي تجميد العلاقات الدبلوماسية مع الأمريكان. يخطئ من يعتقد أن الاعتماد علي الأمريكان يمكن أن يجلب لمصر الخير أو يمكن أن يجعل المصريين يعيشون في أمن وأمان وسلام إلا بعد أن يمتلك المصريون حريتهم وإرادتهم في الدفاع عن مصالحهم ويمنعون الأخرين من التدخل في شئونهم الداخلية فلا يمكن أن تصبح مصر دولة قوية قادرة علي حماية أمنها القومي إلا بعد أن تمتلك إرادتها وتستعيد نفسها بواسطة أبنائها المخلصين الذين لا يعملون إلا لها ومن أجل تقدمها وازدهارها. أستاذ بكلية الطب رابط دائم :