كل القلوب الي الحبيب تميل, ومعي بهذا شاهد ودليل, اما الدليل اذا ذكرت حبيبه, نزلت دموع العاشقين تسيل. الشيخ أحمد التوني من أسيوط صعيد مصر, وهو أشهر وأكبر منشدي الصعيد يطلق عليه لقب ساقي الأرواح أوسلطان المنشدين, واستطاع بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفي من المحلية إلي العالمية, إذ شارك في العديد من المهرجانات الموسيقية الروحية. يهدف التوني من خلال الإنشاد والموسيقي الروحية إيصال رسالة التصوف الإسلامي إلي العالم كله, ويعتقد أن التصوف صالح لجميع الأديان وليس حكرا علي المسلمين وحدهم. يركز الشيخ في إنشاده علي الكلام, لا علي الألحان حيث تكون الألحان مجرد خلفية مرافقة, كما انه يخرج بالكلام من نص اللحن المعتاد ليقدم لحنه الخاص بحنجرته, وهو ينشد بشكل فطري قائم بصورة أساسية علي الارتجال مما يحفظه من أشعار كبار أئمة التصوف ومنهم أبو العزايم وابن الفارض والحلاج ويتبع الشيخ تختا موسيقيا شرقيا بسيطا مؤلفا من الرق والناي والكمان يعزفون وراءه وفقا لما يقدمه التوني من تجليات شعرا وتنويعا بين المقامات الموسيقية, وقد يتولي بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحة علي كأس زجاجي وبهذا يعود الشيخ أحمد التوني إلي طريقته الأصلية في الإنشاد التي بدأها الشيخ السبعيني قبل حوالي الستين عاما. يقدم الشيخ التراث القديم كما هو كما جاء علي ألسنة الأولياء والعارفين بالله والسالكين في مدارجهم ومنهم الجندي والرفاعي والدسوقي والجيلاني ويعتبر الشيخ التوني النجم الأول للموالد في مصر منذ سنوات عديدة, حتي أن الشيخ يقول دائما ما زال مولد السيد البدوي بمدينة طنطا المولد الوحيد الذي يحافظ علي تقاليده الأصلية لا سيما الدورة وهي نوع من الحركات تتبع في الحضرات الصوفية ومولد البدوي هو الأكبر والأشهر في مصر. كان الشيخ ينشد مرتجلا من دون مرافقة الألحان إلي أن أدرك أهمية استخدام الموسيقي في نشر رسالة التصوف التي يحملها والتي بلغت عبر صوته مسارح في باريس وعموم أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وسائر دول شمال أفريقيا بالإضافة إلي سوريا. لكن يجد الشيخ التوني متعته في موالد معينة كمولد السيد البدوي والحسين والسيدة زينب حيث يقوم بالغناء المتواصل ولساعات طويلة, فقبل سنوات كان الشيخ ينشد لحوالي الست ساعات في المولد بغض النظر عن المناسبات التي يمكن أن يحييها نفس الليلة وكل ذلك ارتجالا مما يحفظه من الشعر دون أن ينشد في ليليتين متتاليتين نفس الأشعار, إلا أنه الآن يقتصد في الإنشاد لتقدم السن لكنه يحافظ علي نفس طريقته في الإنشاد, وتضم أعضاء فرقة إنشاد الشيخ أحمد التوني اربعة بالإضافة للشيخ نفسه وهم حسن محمد علي كمان, مصطفي عبد الرحمن ناي, وابنه محمد علي الإيقاع, وابنه الأصغر محمود المنشد في الفرقة.