كشفت فعاليات الندوة العلمية التي نظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة أسيوط بالتعاون مع الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية عن دور الدولة والمجتمع في مقاومة وعلاج الفيروس الكبديC عن أن نسبة الإصابة في مصر تعد الأعلي علي مستوي العالم بنسبة12% حيث ترتفع في المراحل السنية المتقدمة وفي المناطق الفقيرة وهو ما اسهم في وجود زيادة غير مسبوقة في عدد مرضي الكبد مثل تليف وسرطان الكبد ونزيف دوالي المرئ وتوقع نصر تضاعف الأعداد في السنوات العشر القادمة مع زيادة في عدد الوفيات فضلا عن الآثار السلبية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعائلية من جراء الإصابة. وأكد الدكتور ماهر العسال عميد كلية الطب ان امراض الفيروسات الكبدية باتت تمثل واحدة من اهم المشكلات الصحية في مصر والعالم حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلي اصابة3% من سكان العالم البالغ عددهم7 مليارات نسمة بالفيروس سي منهم95 مليونا في شرق وجنوب شرق آسيا,40 مليونا في افريقيا,15 مليونا في امريكا الجنوبية,5 ملايين في أمريكا الشمالية,15 مليونا في أوربا وأنه كان وراء وفاة20 مليون شخص وانه تأكدت بشكل رسمي إصابة9 ملايين مصري بالالتهاب الكبدي الوبائي سي وأشاد العسال بقرار وزارة الصحة بتنفيذ مشروع فحص وعلاج ومتابعة الأطفال المصابين بالفيروس من خلال6 مراكز علاجية وقال ان الجامعة وفي ذات السياق قامت بتنفيذ برنامج للتطعيمات المجانية للطلاب وعمال المستشفيات وتدريب كوادر للإرشاد الصحي للتوعية والمتابعة وأشار الدكتور أحمد مدحت نصر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب أسيوط ورئيس الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية إلي عدم وجود خطة واضحة علي مستوي الدولة لمواجهة انتشار المرض رغم وجود عدة مراكز للعلاج الفيروسي في مصر باستخدام الانترفيرون طويل المفعول حيث توجد صعوبات في العلاج علي نفقة الدولة نظرا للتكلفة العالية للعلاج وقال إن الندوة تعد واحدة من السبل التي تنتهجها جامعة أسيوط للمشاركة في الحد من انتشاره حيث سيتم من خلالها إطلاق خطة استراتيجية متكاملة العناصر والأركان ودعا إلي أن تتحول إلي خطة قومية تسهم فيها الحكومة والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ورجال الدين والأحزاب ويدعمها تحويل مركز علاج الفيروس الكبدي سي بالجامعة إلي مراكز لمنع انتشار الفيروس مع تفعيل جهود المكافحة داخل المستشفيات للحد من انتشاره داخلها واضاف ان الخطة سيشارك في تنفيذها أعضاء هيئة التدريس والطلاب وخاصة في مجال نشر الوعي الصحي كما ستقوم الجامعة بتوجيه نسبة من المشروعات البحثية والرسائل العلمية لخدمة الخطة منوها إلي أن محاور الندوة تمثل بنودا للخطة وهي منع العدوي داخل المستشفيات وتشكيل لجان مستقلة للمراقبة والمتابعة, ومنع انتشارها داخل الأسرة الواحدة وكذلك في القري والمناطق العشوائية والصغيرة مؤكدا ان التنفيذ أقل بكثير من تكاليف العلاج الباهظة وتضمنت الندوة ثلاث محاضرات الأولي للدكتور عبدالغني عبدالحميد سليمان رئيس قسم طب الجهاز الهضمي والمناطق الحارة بكلية الطب وسكرتير عام الجمعية الذي اوضح فيها أن بي, سي هما الأكثر انتشارا ويؤديان إلي مضاعفات علي المدي البعيد وتتم الإصابة بهما عن طريق التعرض لدم ملوث بالفيروس أو مشاركة الآخرين للأدوات الشخصية وعن مضاعفات الالتهاب الكبدي المزمن قال انها تشمل تليف الكبد وحدوث فشل كبدي ودوالي المرئ ونزيف بالقناة الهضمية واستسقاء للبطن وورم بالساقين وغيبوبة الكبد أما المحاضرة الثانية فاستعرض فيها الدكتور أحمد مدحت نصر رئيس الجمعية دور الدولة والمجتمع في منع انتشار وعلاج الفيروس وان50% من وسائل نقل العدوي سببها الحقن الملوثة وأكد ان من أهم اسباب العدوي ايضا المشاركة في استعمال فرشاة الأسنان وماكينات الحلاقة وحقن تحليل السكر مشيرا إلي حدوث400 الف حالة سرطان كبد سنويا في مصر وطالب الأمهات الحوامل المصابات بالفيروس بي بضرورة الالتزام بتطعيم الطفل المولود خلال الساعات الأولي من ولادته إلي جانب الحرص علي التطعيمات الدورية, كما أشار إلي حدوث من70 إلي100 الف حالة عدوي سنويا في مصر وأشار إلي الآثار السلبية لهذا المرض علي مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والصحية والاجتماعية وخاصة العلاقات الزوجية فقد يؤدي في كثير من الحالات إلي الطلاق وكما قد يكون مدخلا وما يسببه للإصابة بنحو36 مرضا نتيجة مضاعفاته وطالب الدكتور محمد عدوي نافع الأستاذ بطب اسيوط ورئيس شرف الجمعية في المحاضرة الثالثة بالبعد عن الممارسات الطبية السلبية في هذا الصدد خاصة فيما يتعلق بانتشار حالة من الذعر من الفيروس والتي تتمثل في إدخال الأطباء للمرض في دائرة مغلقة وطلب عمل العديد من التحاليل لا حاجة لها وممارسة إعطاء الحقن بدون مبرر والتوصية بإجراء عمليات جراحية غير مطلوبة وعدم تبصير المريض بالفرق بين المرض والاصابة, كما اشار إلي مسئولية الإعلام في اختيار المتخصصين ومن له دراية بخلفية المريض والمرض والتوجيه بكيفية توصيل المعلومات عن المرض بطريقة سليمة, كما حمل الدولة مسئوليتها المتمثلة في إغفال مسئولي وزارة الصحة الأولويات والسياسات وتفضيل الدعاية الإعلامية, كما أكد ضرورة التخلص من الجهل والمعلومات الخاطئة التي تروج لها بعض الفئات متمثلة في المشعوذين والدجالين تحت شعار الطب الشعبي.