الناس ينتابها القلق بسبب ارتفاع وتيرة تصعيد التوتر في الأحاديث الإعلامية بين المسئولين الأفارقة والمصريين بشأن كيفية استغلال مياه النيل. لهجة التهديد التي يستخدمها بعض من مسئولينا لا تعجبني البتة. هذه قضية حياة وينبغي استخدام الاتصالات السياسية فيها علي أعلي مستوي. لا يجوز ولا يصح أن نقرأ تصريحات تقول إن مصر سوف تجمد اتفاقيات التعاون الثنائية مع دول حوض نهر النيل. بهذه التصريحات نحن نقذف بهم في احضان إسرائيل, المساعدات المصرية متواضعة في النهاية.. وتدور قيمتها حول عدة ملايين من الدولارات. هناك أطراف أخري مهتمة بمساعدة دول حوض النيل.. لم يعد الوضع كما كان مسبقا. لقد أخطأنا وأهملنا وقصرنا كعادتنا في قضية لا تحتمل أي أخطاء أو إهمال أو تقصير. يجوز أن نقصر في أي قضية خارجية إلا النيل.. النيل يعني حياتنا وحياة الأجيال المقبلة. لا يمكن أن نركن لمسألة الاتفاقيات الدولية. لقد ركنا إلي الأممالمتحدة والاجماع الدولي وقرارات مجلس الأمن إلي أن ضاعت فلسطين.. ولم تهتم إسرائيل لا بمجلس الأمن ولا الاجماع الدولي.. اهتمت فقط بالأمر الواقع.. اهتمت بالاستحواذ علي الأرض حتي أصبحت إسرائيل حقيقة واقعة.. ونحن لا نريد أن يتحول خلافنا مع دول حوض النيل إلي حقيقة واقعة. أتصور أننا في حاجة إلي سيناريوهات بديلة أهمها: الاعتراف بحقوق دول الحوض المتغيرة.. إذا رغبوا في حصة أكبر فلندرس ذلك.. أما حكاية الحقوق التاريخية فكل شيء متغير في الدنيا. أتصور أن تزيد المساعدات الفنية بشكل ملموس. أتصور أن توضع دول الحوض علي قمة اهتمامات الدبلوماسية المصرية. أتصور أن تكثف خطوط الطيران مع دول الحوض. أتصور أن نظهر المزيد من الاحترام لاشقائنا في اثيوبيا وبوروندي وغيرهما. [email protected]