ما قامت به جماعة الإخوان وحلفاؤها من اعتداءات آثمة علي المتظاهرين السلميين بمختلف أنواع الأسلحة وعلي بعض نقاط تمركز القوات المسلحة وشن هجمات إرهابية علي بعض مواقع الجيش والشرطة. وإباحة قتل المصريين يفضح الوجه القبيح للجماعة الذي حاولت مرارا وتكرارا إخفاءه منذ نشأتها الأولي عام1928 وأظهرتها كجماعة لا دعوية ولا سياسية وإنما تضم عبيدا للسلطة ودعاة للفرقة ومأجورين للعمل السري وأن آخر ما يأتي في اهتماماتهم هو الوطن. تلك الفضيحة الشعبية تكاد تؤكد أن كل ما مرت به مصر من حوادث غامضة ووقائع تفتقد لخيوط الحقيقة إنما هي من صنيعة عقولهم الخاوية إلا من الخداع وحتما ستتكشف بعض تفاصيلها ليعرف المصريون من قتل أبناءهم في رفح ومن اعتدي علي الشهيد محمد أبو شقرة ومن خطط للفتك بمحمد هاني ومن يخطط لجر مصر إلي مسلسل الدم والخراب استكمالا لمئات الوقائع التي قيدت ضد مجهول. وإذا كانت تجربتهم القصيرة قد أظهرت كثيرا من حقيقتهم الغائبة فإن تواصل الأحداث زاد من هذا الافتضاح والتجريس, فمن كانوا يوهموننا بأنهم يرون الأمريكيين قردة وخنازير لا عهد لهم ظهروا أمامنا بأنهم من فصيل المجاهدين الذين صنعتهم المخابرات الأمريكية ليكونوا اليد الطولي لتحقيق حلم الشرق الأوسط الكبير وما يتضمنه من تحقيق لأحلام اليهود في وطن أكبر ولو كان علي حساب دول وممالك إسلامية يدينون دين الإخوان المسجل في بطاقات رقمهم القومي وليس في قلوبهم. ولم يكن غريبا علي هؤلاء أن يرفضوا مطالب الشعب المصري فهو لا قيمة له لديهم فلا يهمهم إلا جماعات الأهل والعشيرة, وهذا الأمر هو الذي جعلهم أمس وعن تاريخ من التنازلات وماض من عبادة الأصنام يحملون صورة أوباما وليس مرسي في خدعة ظاهرها سياسي وباطنها كذب وادعاء بأن الشعب الذي خرج علي سمعهم وطاعتهم العمياء يملأ الشوارع والحارات للمطالبة باستمرارهم ليس في الحكم والسيطرة والتمكين والأخونة فحسب وإنما في تحقيق مطالب السيد الأمريكي والصديق الوفي في تل أبيب. وإذا كانت هناك من تحية فإنها واجبة للشعب المصري العظيم الذي أدرك أن هؤلاء لا يريدون لمصر نهضة ولا بناء ولا تنمية بقدر ما يفكرون في الغنائم التي ستصب في صالح أهلهم وعشيرتهم ومن حالفهم وتبعهم علي مبادئ السمع والطاعة وخدمة الأنظمة وعبادة العمل السري وتنفيذ المهام من أجل الإبقاء علي مكاسب سرقوها باسم الثورة ومنافع شيدوها بأكاذيب القرب من الله وشريعته البعيدة عنهم واستخدام أدوات الدين في خداع الجميع و أنفسهم التي تتاجر به من أجل الدنيا. وأكاد أجزم أن هؤلاء الذين يصدرون للعالم الآن أكاذيب الانقلاب العسكري واعتداء الجيش علي الشرعية وسلمية أسلحتهم وشرعية متفجراتهم لم يكن لهم أن يغادروا السلطة لا بالصندوق ولا بالانتخابات اليوم أو غدا وأن نسف الشعب لهم بإرادته واستجابة الجيش له كان الحل الوحيد لكشف وفضيحة عبدة السلطة والتمكين وسفك الدماء.