من يتصور أن قبلة الحياة للنظام الحالي ستكون بالمراوغة والخداع فهو واهم ويعيش الأيام الأخيرة للحلم الكاذب; فالصورة تغيرت والفجوة اتسعت والفوارق زادت بين الحلم والكابوس للمصريين; فمصر لن تدار بعد اليوم علي طريقة الدكتور شديد عندما قال للخواجة بيجو:' دانا هامشيلك علي الخط ده بالبسكليتة أم تلات عجلات فرد عليه: راح تحط البسكليتة أم تلات عجلات إزاي فقال له: أحط عجلة ونص ورا وعجلة ونص قدام وأروح واخدهم علي سيفهم' الذين يريدون المشي علي خط الأحداث في مصر ب'بسكليتة' الدكتور شديد لا يهتمون بلخط ولا' البسكليتة' ولا طريق ليدهم إلا لمصالحهم, يضحكون عليهم ويتراقصون علي بكاء غيرهم رخصة الخداع الأخيرة بشعارلا قيمة لكل الأشياء ما دمنا قادرين علي الضحك علي دقون الشعب ومواجعه وآلامه وأحزانه وغضبه أيضا. لذلك تعددت المبادرات للخروج من الأزمة ليس علي طريقة الخروج الآمن للمخلوع ولكن علي طريقة التمكين الدائم أو ترويض الأسود في غابة المراوغة والأكاذيب, فحزب النور يقوم بدوره في سيرك التيارات الإسلامية بتقديم مبادرة, فيرحب بها الوسط ويثني عليها البناء والتنمية وتتسابق قوي في التحرك سرا وعلانية نحو الكنيسة وأخري تصيغ كلمة هيئة كبار العلماء وثالثة تتجه صوب جبهة الإنقاذ وكأنهم يمتلكون صك الثورة ويستحوذون علي حبوب تهدئة الشعب الغاضب دون إدراك أن الغضب يعيده إلي حالته مع نسائم25 يناير التي أراد لها الكثيرون أن تتحول إلي عواصف وزعابير بفعل التشويه المتعمد للثوار وميادين الحرية لإجبار الشعب علي الكفر بثورته. أي حوار تريده مبادرة حزب النور السلفي وقد حكمت الرئاسة علي كافة دعواتها للحوار والاتفاق والمصالحة بالموت كمدا في النسخ المتكررة له بين سرية التحاور وجدلية النقاش وقصر نظر التوصيات وانعدام تنفيذها و الإعدام المعنوي لكل من يخرج عن حدود السمع والطاعة؟, أي حوار تريده وعلي ماذا سيتم الاتفاق ومع من وقد استبقت الجماعة وحلفاؤها وتابعوها أحداث30 يونيو بالتهديدات والتحذيرات والحشد والتسليح ثم تركت كل ذلك وغلفته بدعاوي القدس والسد الأثيوبي ونبذ العنف ودعم سوريا وتهاون أهلها وقادتها ب' تمرد' وغضب المصريين وقالوا إن كل ذلك مجرد ظواهر صوتية وفرقعات إعلامية؟ اليوم تبحث الجماعة وأسودها من عينة' المغير' عن الحوار ودون شروط وبمبعوثين سريين فشل كبيرهم في عشاء الزمالك وسقط صغيرهم علي رمال التيار الشعبي ويستعد محاميهم تحت الطلب للذهاب إلي جبهة الإنقاذ ولم يمد أحد منهم يده بالصدق والشفافية لشباب مصر المتمرد ولا الشعب الغاضب أمام الإتجار بالإنجازات الوهمية وطلقات الانتظار أمام محطات الوقود وانقطاع التيار وفرقعات الأسعار وأحمال الضرائب ويانصيب المغامرة بمستقبل مصر باسم الصكوك وتنمية سيناء وشروط قرض الصندوق وتأميم عمولات التصالح وتأميم الوطن للأهل والعشيرة. حواركم الحقيقي في30 يونيو والكلمة للشعب! رابط دائم :