لو كنت مكان الرئيس محمد مرسي وأرغب تأكيد ولائي للشعب لأصدرت قرارا فوريا بالتحقيق مع المسئولين بالحكومة عن الحوار المجتمعي الخاص بالتعديلات الضريبية التي تطال أكثر من50 سلعة. فقد أعلنت الحكومة عن التعديلات ظهر الأحد التاسع من ديسمبر الماضي وقيل إن الرئيس أقرها ونام المصريون ليلتهم في نكد وحزن ليس علي حالة الانقسام التي سادت مصر قبل الاستفتاء علي الدستور ولكن لأن التعديلات سوف تصيب الأسعار بالجنون الذي قد يجعلها خارج السيطرة وبمجرد استيقاظهم فوجئوا بتراجع الرئيس عن قراره فجر الاثنين بوقف العمل بتعديلات قانون الضرائب علي الدخل والمبيعات والدمغة وتكليف الحكومة بإجراء نقاش مجتمعي علني حول تلك التعديلات يتولاه خبراء متخصصون لقياس قبول الرأي العام. الحكومة وعلي طريقة( الوزراء ما يعرفوش يكدبوا) سمعت الكلام وقالت في بيان لها حينئذاك إنها تتحمل المسئولية ووقف الدكتور هشام قنديل ووزراؤه وفي أيديهم كل ما يمكن القسم به أو عليه لإقناع المصريين بأن الرئيس ينتصر لأبناء الشعب وأن إصدار التعديلات لا علاقة له بشروط صندوق النقد وأن وقف تنفيذها يستهدف مشاركة كل القوي السياسية والخبراء وممثلي المنظمات الأهلية ووسائل الإعلام ولا علاقة لذلك بالتصويت علي الدستور. ولم نسمع عن أي ترتيبات لذلك الحوار حتي جاءت المفاجأة في بيان صادر عن مجلس الوزراء لعقد مؤتمر صحفي اليوم للإعلان عن نتائج الحوار المجتمعي حول التعديلات وغيرها من قضايا الإصلاح. وحاولت الوصول إلي ما قامت به الحكومة بشأن الحوار وكانت المفاجأة أنها قامت بتنظيم أول لقاء للحوار الأحد الماضي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وآخر أمس بمنتدي البحوث الاقتصادية وثالث اليوم بمركز معلومات مجلس الوزراء وكأن الرئاسة والحكومة تصران علي التعامل مع كل ما يتعلق بالحوار سواء الوطني أو المجتمعي علي أنه عمل سري تنفذه منظمات مشبوهة تستهدف الضحك علي المصريين علي طريقة المتنبي: كم ذا بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء فالشعب في الظلام والقادة في النور ولكنه عاجز عن التمتع بوهم خيال الظل الحكومي. وتصر الحكومة علي خداع شعبها ليس بتأكيد أن التعديلات الجديدة لا تمثل ضغطا علي محدودي الدخل ولا أن ما يحدث للدولار لا علاقة له بتعويم جزئي مؤقت للجنيه ولا أن الحكومة ستستأنف مفاوضاتها مع الصندوق لضمان قرض ال8,4 مليار دولار ولكنها كشفت عن ساقيها وفضحت أكاذيب أولياء نعمتها بأن حوارها المجتمعي تمثيلية سخيفة وكذبة كبيرة فشلت الحكومة حتي في حبك أداء دورها التمثيلي فيه. يا سادة نحن قد نعطيكم صك الضحك علينا لأننا طيبون وأولاد حلال ونشكركم علي الاستهانة بعقولنا ولكن من فضلكم احبكوها حتي نصدق أنكم تريدون مصلحتنا دون مذلة الركوع أمام شروط صندوق النقد وقرضه المنتظر.