يقول المثل الشعبي:الجار قبل الدار, وبالفعل عملت به وطبقته عائلتان في إحدي قري محافظة سوهاج, حيث اختارت عائلتا حمد والعتامنة بقرية القنابرة, أن يسكنا بجوار بعضهما البعض. وحدث بين العائلتين تقارب سريع, ونشأت بينهما علاقة قوية, وبمرور الأيام صار أفراد العائلتين كل منهم الأقرب إلي الآخر, وكأنه له ولي حميم. واستقر أفراد العائلتين متحابين متزاورين, اجتمعا علي الحلوة والمرة, علي الأحزان والأفراح, تعاهدا علي الود والتعاون في السراء والضراء, لا يبخل أيهم علي الآخر بمال أو جهد, يأكلون ويشربون ويسهرون معا, حتي الهزيع الأخير من الليل. كانوا يذهبون ويعودون سويا, لا يكاد أحد أفراد العائلتين يفارق جاره سوي في أثناء ساعات النوم القليلة, ولكن يبدو أن عين الحسود أصابت العائلتين, فقد نشبت بينهما الخلافات, فتعكرت صداقتهما, وتحولت إلي غل وحقد وكراهية عمياء, وأخيرا انتهت بصورة مأساوية بحمام دماء, حيث قتل عمرو علي يد جاره علي, فتحول المثل الشعبي إلي وهم, حيث صار صديق الأمس, عدو اليوم, وبات كل من أبناء العائلتين يتربص للآخر للأخذ بالثأر. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن, بلاغا من مركز شرطة سوهاج, بوقوع مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية, بقرية القنابرة دائرة المركز, فانتقل علي الفور العقيد أحمد الراوي مفتش المباحث, والمقدم مصطفي النحاس رئيس مباحث المركز, بإشراف العميدين حسين حامد وعصمت أبو رحمة, مدير ورئيس المباحث الجنائية, لمكان البلاغ. وبالفحص تبين أن المشاجرة بين أفراد من عائلتي حمد والعتامنه, تبادل خلالها الطرفان إطلاق الأعيرة النارية, بسبب أولوية المرورو بالطريق, ما أسفر عن مقتل عمرو20 سنة, حاصل علي دبلوم صناعي, ينتمي للعائلة الأولي, متأثرا بإصابته بطلق ناري في الحوض. وبسؤال محمد35 سنة محاسب ابن عم المتوفي, اتهم علي من العائلة الثانية, بإطلاق عيار من سلاح ناري كان بحوزته, تجاه ابن عمه نتجت عنه إصابته, التي أودت بحياته. تم تحرير محضر جنح المركز, وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها, وأمرت بسرعة ضبط المتهم والسلاح المستخدم, وباشرت التحقيق, بإشراف المحامي العام لنيابات شمال سوهاج, المستشار مصطفي عبد الكريم. رابط دائم :