إجراء المقابلات الشخصية ل44 من المتقدمين لشغل وظائف مدير عام بالقاهرة (تفاصيل)    «تعليم كفر الشيخ»: غرفة العمليات لم تتلق أي شكاوى في أول امتحانات الفصل الدراسي الثاني    انخفاض في أسعار مواد البناء اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع المصانع    متابعة لمشروعات حياة كريمة بقرى ديرمواس في المنيا    «المصرية للمعارض» تدعو الشركات للمشاركة في معرض طرابلس الدولي في الفترة من 15 - 21مايو    العثور على مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء.. وانتشال 49 شهيدًا    توخيل: من المستبعد التواجد في بايرن الموسم القادم.. وأحب الدوري الإنجليزي    غرامة مالية وترحيل.. ننشر موعد تطبيق عقوبة مخالفة تعليمات الحج 1445    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    لا تكذب على برج العقرب.. 4 أبراج لديها موهبة قراءة أفكار الآخرين (تعرف عليهم)    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    «صحة المنيا»: كشف وعلاج مجاني 10 آلاف مواطن في 8 قوافل طبية    هايد بارك العقارية للتطوير تطرح Lagoon Town على لاجون بمساحة 22 ألف متر مربع بمشروع Seashore رأس الحكمة    روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية "ردا" على هجمات كييف    تأجيل محاكمة متهم ب"أحداث وسط البلد" إلى 22 يونيو المقبل    خان شقيقه بمعاشرة زوجته ثم أنهى حياته بمساعدتها في كفر الشيخ    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    رئيس نادي خيتافي يكشف مصير ميسون جرينوود في الموسم المقبل    أخبار الأهلي : اليوم ..حفل تأبين العامري فاروق بالأهلي بحضور كبار مسؤولي الرياضة    أفضل دعاء للأبناء بالنجاح والتوفيق في الامتحانات.. رددها دائما    مسؤول إسرائيلي: لا نرى أي مؤشرات على تحقيق انفراج في محادثات الهدنة في غزة    صادرات السيارات بكوريا الجنوبية تقفز 10.3% خلال أبريل الماضي    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    تعذيب حتى الموت| قرار جديد بشأن المتهم بإنهاء حياة صغيرة السلام    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    وزير الخارجية الإيراني: طهران والقاهرة تتجهان نحو إعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلي طبيعتها    علاء مبارك ينتقد مركز "تكوين الفكر العربي".. بين الهدف المعلن والتحفظ على العقيدة    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    أصالة تحذف صورها مع زوجها فائق حسن.. وتثير شكوك الانفصال    فصائل فلسطينية: سنتعامل مع إفرازات أي مخطط للوصاية على معبر رفح كما نتعامل مع الاحتلال    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    باتور... سيارة حصرية جديدة من بنتلي    البنك المركزي يصدر تعليمات منظمة للتعامل مع الشكاوي بالبنوك    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    رئيس جامعة القاهرة ينعى الدكتور إبراهيم درويش أستاذ العلوم السياسية    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    مجلس النواب يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة    المركزي للمحاسبات: ملتزمون بأقصى درجات المهنية في نظر الحساب الختامي الموازنة    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    لبلبة و سلمي الشماع أبرز الحضور في ختام مهرجان بردية للسينما    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متاحفنا‏..‏للأجانب فقط

الشرارة التي أطلقها رمسيس الثاني قبل أربعة أعوام تم إطفاؤها بصورة تبدو وكأنها بفعل فاعل‏..‏فمنذ عشرات السنين ومتاحفنا للأجانب فقط‏,‏ والأسباب كثيرة بعضها ديني والآخر تاريخي فمصلحة الآثار أنشأها وأدارها أجانب حتي تم تمصيرها‏,‏ وكان الوعي غائبا بالآثار التي ظلت تسرق أوتقتسم أو تهدي‏..‏يهديها من لايملك‏(‏ من أسرة محمد علي‏)‏ لمن لايستحق من الملوك الأجانب‏..
‏ولكن نقل تمثال رمسيس من ميدانه الشهير فجر الجمعة‏25‏ أغسطس‏2006‏ أيقظ الوعي الأثري والتاريخي لدي المصريين من جميع الأعمار والمستويات الثقافية‏,‏ اذ سهروا معه ليلة كاملة‏,‏ وكثيرون دمعت أعينهم وهم يرون الملك يودعهم بعد أن كانت المياه تنبع من نافورة من بين أصابع قدميه‏,‏ إلي المتحف الكبير تحت الإنشاء في ميدان الرماية
‏..‏كانت لحظة فارقة‏,‏ وشرارة لم تستثمر في إيقاظ الوعي بالجمال‏,‏ وتنمية الإحساس بالتاريخ ولكنها أهدرت‏,‏ ثم عادت متاحفنا الأثرية مرة أخري‏..‏ للأجانب فقط‏..‏ مايقال عن المتاحف ينطبق علي قاعات الفنون التشكيلية والمتاحف الفنية بما تضمه من أعمال لايعرف قيمتها إلا النخبة‏.‏
وقد زاد عدد المتاحف علي‏86‏ في القاهرة وخارجها من شمال البلاد الي جنوبها حيث متحف النوبة‏,‏ ولكن وجودها وحده لم يعد يكفي
للدارسين فقط
تقول التشكيلية صالحة شعبان بقاعة أفق واحد بمتحف محمود خليل وحرمه‏:‏
إن زوار المتاحف والمعارض في مصر قليلون‏,‏ ومعظم هؤلاء الزائرين من دارسي الفنون وزيارتهم بناء علي طلب من أساتذتهم لإعداد بحث أو غيره والحصول علي درجات للنجاح‏!.‏
وأضافت أنه ليس هناك اهتمام بغرس حب الفنون والآثار والثقافة بشكل عام في الأطفال سواء في الأسرة أو المدرسة‏,‏ ولم تعد المدارس تحرص علي تنظيم رحلات للمتاحف وبخاصة المدارس الحكومية وأغلب الزيارات المدرسية للمتاحف تأتي من المدارس الخاصة لكنها غلبا ماتكون بهدف الترفيه وليس التوعية‏.‏
وتابعت أن جزءا من المسئولية عن ذلك يتحمله المسئولون عن المتاحف والفنون والثقافة إذ يجب ألا يقتصر دورهم علي انتظار قدوم الجمهور والزوار وخاصة الأطفال ولكن عليهم دورا كبيرا في نشر هذه الثقافة والتوعية بها في المدارس والأندية والتجمعات المختلفة من خلال برامج علمية لجذب متذوقي الفنون واكتشاف المواهب وهذا جزء من رسالة إدارة العلاقات العامة في المتاحف في الاتصال بالجمهور ودعوتهم للحضور والمشاركة في الأنشطة والورش المختلفة‏.‏
الصورة قاتمة ولكن ريم بهير مديرة متحف محمود خليل وحرمه أكدتها قائلة إن الاهتمام بالثقافة في مصر لم يعد موجودا وأصبح محبو الفن والثقافة فئة محدودة والجانب الأكبر من المسئولية تتحمله ادارة المتاحف والمسئولون‏,‏ وأول أدوارهم هو تعريف الناس وزيادة وعيهم ودعوتهم للزيارة وتذوق الفنون من خلال الاتصال بالتجمعات من مدارس وجمعيات واتحادات طلبة في الجامعات وغيرها وعقد ورش فنية بالتنسيق مع المدارس في الإجازة ومشاركة التلاميذ تحت إشراف المتخصصين في التربية الفنية الأمر الذي من شأنه زيادة الوعي واكتشاف المواهب الفنية وإعطاؤها الفرصة للظهور وفيما يتعلق بمتحف محمود خليل وحرمه الذي وصفته بأنه أكبر متحف بعد المتحف المصري فيتم الاهتمام بهذه الأنشطة بالإضافة إلي عودة نشاط صالون المتحف بعد فترة انقطاع حيث تدعي شخصيات فنية معروفة للحديث مع الزوار في موعد يتم الإعلان عنه ودعوة وسائل الإعلام لذلك حتي نساعد في نشر الوعي الفني‏.‏
معرض متجول
وقالت ريم بهير إنها تقدمت منذ فترة بفكرة عمل معرض متجول في المحافظات يضم مستنسخات من بعض الأعمال ذات القيمة والشهرة لعرضها علي الأطفال في المدارس مع تعريفهم بها والإجابة عن تساؤلاتهم حولها علي أمل التوصل الي نتائج إيجابية وتحفيزهم علي زيارة المتحف والتعرف علي القطع الأصلية التي تضم أعمالات عالمية لفنانين مثل رينوار ورينيه وفان جوخ وغيرهم وأضافت أن الهدف من ذلك هو تفجير الطاقات الفنية لدي الأطفال بعد رؤيتهم لهذه الأعمال وانبهارهم بها إذ ربما يكشف عن فنانين يمكن ان يصعنوا نهضة فنية مثل راغب عياد ومحمود سعيد وغيرهما بالإضافة الي المساهمة بشكل فعال في رفع الذوق العام في المجتمع سواء في الفن أو السلوكيات والعمارة والبناء وصولا للأخلاقيات المطلوبة للخروج من حالة التدهور التي نعاني منها حاليا‏.‏
ولكنها حين عرضت الفكرة رفضها مسئول كبير بقطاع الفنون التشكيلية بحجة أن مقتنيات المتحف أرقي من ان تذهب للمحافظات‏!!‏ ولكن ريم بهير تؤكد انها ستعيد عرضها مرة ثانية وثالثة حتي تتم الموافقة عليها وتنفيذها لإيمانها الشديد بفائدتها‏.‏
الآثار تشكو
وإذا كان الحال كذلك بالنسبة لمتاحف ومعارض الفنون التشكيلية فالوضع ليس أفضل كثيرا في المتاحف الاثرية فباستثناء المناطق الأثرية التي تزدحم بالسائحين الأجانب مقارنة بأبناء الوطن نجد المتاحف تستقبل القليل من المصريين الذين غالبا ما نجدهم من المتخصصين من دارسي الآثار والفنون‏..‏ بهذه الكلمات بدأ الدكتور جاب الله علي جاب الله الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للآثار الذي حمل تراجع الثقافة الاثرية والمتحفية لجهات التنشئة والتربية في مصر إذ لا تهتم بمثل هذه الثقافة‏,‏ حيث تتولي تنشئة الفرد في مصر ثلاث مؤسسات رئيسية تبدأ بالأسرة ثم المدرسة ووسائل الإعلام لكنها لا تقوم بدورها تجاه الطفل فيما يتعلق بإشباع ثقافة حب الفنون والآثار وتذوقها‏.‏
وقال جاب الله إن الجو العائلي المصري لا يشجع علي الثقافة بصفة عامة والفن والآثار والتاريخ القديم بصفة خاصة نتيجة لعدم الوعي ونقص الاهتمام أو بسبب الانشغال بالحالة الاقتصادية وأولويات الإنفاق التي تضع المأكل والملبس في المقدمة في ظل ما نواجهه من غلاء الأسعار فأصبح التفكير ماذا سنأكل وليس إلي أين سنذهب في الاجازات والمناسبات؟
وحمل جاب الله وزارة التعليم الجانب الأكبر للمسئولية فالكتب المدرسية لا تشجع الطالب علي التعرف علي بلده وتاريخه ومدرس التاريخ لا يقدمه للتلاميذ بشكل ممتع وهكذا تصبح المادة جافة وثقيلة الظل ينتج عن ذلك كراهية لمادة التاريخ عند التلاميذ‏.‏
أما وسائل الإعلام فنسبة ضئيلة جدا من البرامج تهتم بالتاريخ والحضارة وينتج عن ذلك تجاهل مصادر التثقيف والتعليم المختلفة في مصر لتنمية الوعي الثقافي والاثري في الوقت الذي تتنامي في المجتمع المصري تيارات المد السلفي والوهابي التي تنظر للفنون والآثار علي انها تماثيل وأصنام وان المعابد مثلا هي مكان لعبادة الأوثان‏.‏
وأكد جاب الله أن زيادة الاهتمام بالثقافة لايتطلب مجرد خطة فقط ولكن وعيا مجتمعيا يبدأ من مصادر التنشئة علي أن تكون البداية بوسائل الاعلام التي ستقوم بتحريك الأطراف الأخري للوصول للنتيجة المنشودة‏.‏
استثمار العطلات
ويرجع الدكتور محمود مرسي أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة نقص الوعي الفني والاثري للحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها غالبية الشعب المصري فهم مشغولون بالجري وراء أكل العيش علي حد قوله بالاضافة إلي غياب فكر استثمار أيام الاجازات التي يعتبرها العالم المتقدم فرصة للراحة وتجديد النشاط وبالتالي استثمارها بشكل مفيد‏.‏
الحديث عن الحالة الاقتصادية واقترانها بثقافة زيارة المتاحف وتذوق الفنون ورؤية الآثار أمر أكد عليه الجميع في الوقت الذي قلل من شأنه الدكتور أسامة عبد الوارث مدير متحف آثار النوبة الذي قال ان عدد الزوار المصريين لمتحف النوبة يساوي عددهم لمتاحف مصر جميعا‏.‏
وأن سعر تذكرة دخول المتحف خمسة جنيهات للمصريين وهو مبلغ ليس قليلا ولكن ذلك لم يمنع كثرة الزيارات‏.‏
وأرجع عبد الوارث ذلك للوعي المجتمعي بالنوبة تجاه أهمية التراث والآثار الأمر الذي ترتب عليه ان أصبحوا هم من يدعون زوار أسوان سواء الأجانب او المصريين لزيارة متحف النوبة والتعرف علي محتوياته مؤكدا ان ذلك حدث نتيجة البرامج التي قدمها القائمون علي المتحف والآثار للمواطنين في المكان المحيط بالمتحف والتي بدأت بأطفال المدارس وأسرهم للمشاركة في الورش والأنشطة الفنية التي تقام بالمتحف وبجانب الآثار بهدف رفع الوعي الذي يصل في النهاية الي الحفاظ علي الآثار بالمشاركة مع المسئولين وشدد عبد الوارث علي أن تنمية وعي واهتمام البيئة المحيطة بالأثر جزء من الحفاظ علي الأثر فهي منفعة متبادلة وان حب المصريين لبلادهم يجعل درجة استجابتهم قوية لذلك يجب ان تكون المبادرة من المسئولين‏.‏
وعي منقوص
أكدت الدكتور وفاء الصديق مديرة المتحف المصري غياب ثقافة زيارة المصريين للمتاحف إلا أنها أوضحت ان البرامج التي تم تقديمها في المتحف وبخاصة التربوية منها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والاتصال بالمدارس ودعوتها خاصة بعد افتتاح متحف الطفل أدي إلي زيادة الزائرين للمتحف من المصريين في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ حتي إن الأجانب الذين اعتادوا زيارة المتحف أصبحوا يتحدثون عن زيادة عدد المصريين‏.‏
وقال عاطف أبو الدهب رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية بالمجلس الأعلي للآثار ان ظاهرة عدم اقبال المصريين علي زيارة الآثار تزداد في المتاحف عنها في المناطق الأثرية إذ يقدم المجلس الكثير من الدعم لجذب المصريين وتشجيعهم علي زيارة المتاحف سواء برسوم الدخول المخفضة حيث تصل إلي جنيه أو‏50‏ قرشا ومجانا للطلبة في كثير من الأحيان‏.‏
وأضاف ان الأمر يتعدي كونه مجرد سعر للتذكرة ولكنها تكلفة عامة يتحملها الأب الذي يريد لأبنائه زيارة الآثار تتضمن المواصلات وغيرها الأمر الذي لايستطيع تحمله الكثيرون في الوقت الذي يفضل فيه القادرون ماليا الذهاب خارج البلاد فنجد الأمر مقعدا وأكد أبو الدهب دور وزارة التربية والتعليم وضرورة أن تكون هناك مادة منذ بداية سنوات التعليم تحبب الأطفال في الفن والآثار وتصاغ بشكل يجعل منها حكاية للأجداد وتاريخهم وتراثهم مع توفير الصور والأفلام المساعدة مقترحا وجود متخصص في الآثار لشرح ذلك بشكل متدرج يتناسب مع عقلية الأطفال ومستوي ادراكهم‏.‏
ونفي أبو الدهب الحديث عن منع المصريين من زيارة المواقع الأثرية والمتاحف مؤكدا أن الأمر لايتجاوز فكرة التنبيه وضبط سلوكيات التعامل مع الآثار قائلا‏:‏هذه أمور يمكن تقويمها ولايجب أن تكون مانعا من دخول المصريين وزيارتهم لآثار وحضارة أجدادهم والتعرف عليها‏.‏
وفي السياق ذاته قال الدكتو مختار الكسباني مستشار المجلس الأعلي للآثار ان الأثريين منذ السبعينات يطالبون وزارة التربية والتعليم بضرورة أن تكون هناك مادة متخصصة في حضارة مصر بشكل شيق بعيدا عن كتب التاريخ الحالية التي تنفر الطلاب من تاريخهم بشكل كبير مضيفا أن كتب التاريخ هي الأسوأ حتي بعد عمليات التطوير التي يتحدثون عنها وهو رأي يتفق معه التلاميذ أنفسهم وبالتالي فإن الرغبة في زيارة الآثار والمتاحف تقل لديهم بمرور الزمن خاصة بعد إلغاء الأنشطة الفنية والرحلات وعدم الاهتمام بها‏..‏
وأكد الكسباني ضرورة وضع الأمور في نصابها الصحيح سواء علي مستوي المجلس الأعلي للآثار من خلال برامج الوعي الأثري للأطفال وخاصة في الأماكن الأثرية الأمر الذي يعد جزءا من برنامج التطوير والحفاظ علي الآثار أو علي مستوي التربية والتعليم بمفهومها الواسع الذي يتضمن تشكيل الشخصية المصرية باعتباره مهمة قومية يجب ان تتضافر لتحقيقه الهيئات المعنية مستخدمين في ذلك الوسائط والتقنيات الحديثة التي تخاطب الأطفال والشباب
تدني الذوق العام
وأكد الدكتور شوقي معروف رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض بقطاع الفنون التشكيلية أن رفع الوعي الفني والأثري لايقع علي كاهل جهة أو قطاع معين ولكنه مسئولية مجتمعية تعود بفائدتها في النهاية علي المجتمع بكامله ان الكثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع في الوقت الحالي خاصة فيما يتعلق بالذوق العام ترجع إلي تدني الوعي وتهميش دور الفن نتيجة عوامل عديدة وأطراف متعددة ومتشابكة‏.‏
وأوضح معروف أن جانبا من المسئولية يقع علي إدارات المتاحف التي لابد لها من خطة تسويق ودعاية للترويج وجذب الزوار وتشجيع المجموعات والأفراد علي ذلك قائلا هذا يحدث في جميع دول العالم الذي أصبح متأثرا بشدة بالإعلام والاعلان وذلك بالتوازي مع ضرورة قيام مؤسسات التعليم بدورها‏.‏
وقال محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية ان الوعي الثقافي والفني بدأ ينمو في المجتمع المصري ويتحرك بشكل إيجابي إلا ان ذلك يتم ببطء وأن جهود القطاع في المتاحف التابعة له تتضمن برامج تستهدف الأطفال في المقام الأول باعتبارهم الفئة الأكثر والأسرع استجابة للتغيير‏.‏
وأضاف شعلان ان هناك إدارة مختصة في كل متحف هي إدارة التربية المتحفية مهمتها مخاطبة المدارس لتشجيعها علي زيارة الأطفال للمتاحف والمشاركة في عقد ورش صيفية وفي إجازة منتصف العام لتعليم الأطفال ماهو المتحف ومقتنياته وكيفية التعامل معها والمشاركة في إنتاج قطع فنية تحت إشراف فنانين متخصصين‏.‏
قصور مناهج التعليم
أكد تقرير حديث حول عمل لجنة القيم بوزارة الدولة للأسرة والسكان بشأن مراجعة قيم المواطنة في المناهج المدرسية لمرحلة التعليم الاساسي ان مفاهيم التمييز وغيره من المفاهيم السلبية في المجتمع المصري سببها تعرضه علي مدي اربعة عقود مضت إلي موجات متوالية من الثقافة السلفية المتشددة في الوقت الذي لاتعكس فيه المناهج المدرسية‏,‏ واقع التنوع الديني والثقافي للمجتمع المصري بشكل كاف لمواجهة هذه التيارات‏.‏
ونتج عن هذا التقرير توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي التربية والتعليم والدولة للأسرة والسكان تضمن التأكيد علي أهمية تضمين المناهج غايات واهداف تنمية احترام الطفل لهويته الثقافية والوطنية وتنشئته علي الانتماء لوطنة والوفاء له‏.‏
من خلال عدة أطر منها ضرورة الاهتمام بالأنشطة غير الفصلية لتنمية وعيه واهتمامه بجوانب شخصيته‏.‏
اعتراف بالتقصير
ويعترف مدحت مسعد وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة بالتقصير من قبل الوزارة فيما مضي مدللا علي ذلك بعملية التطوير التي تتم منذ سنوات سواء علي مستوي المناهج التي تتم مراجعتهما بشكل كامل ومستمر أو بالنسبة لزيادة الجرعة التدريبية للمدرسين لرفع مستواهم العلمي والتربوي‏.‏
وحول الانتقادات الموجهة لمنهج التاريخ في مراحل التعليم بوصفها لاتجذب التلاميذ نحو الاهتمام بحضاراتهم وفنونها مثلما يحدث في جميع دول العالم ذات الحضارة العريقة وأوضح ان هذه الانتقادات تم تلافيها خلال عمليات التطوير الحالية حيث يتم حاليا تدريس التاريخ القديم في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية بشكل يتضمن فكرة جميلة للأطفال عن الحضارة المصرية القديمة قائلا هذا الأمر أتي بثماره مؤخرا خلال المعارض السنوي لأنشطة الطلاب الذي احتوي علي العديد من إبداعات الأطفال التي يبدو فيها واضحا انفعالهم بهذه الحضارة والآثار وبخاصة الفرعونية منها وردا علي سؤال حول إهمال الأنشطة في المدارس أو تهميشها وعدم الاهتمام بها أكد مسعد ان الاتجاه حاليا لنظام التقويم الشامل للجانب المعرفي والأنشطة بحيث تم رصد‏15%‏ من إجمالي درجات التلميذ للأنشطة التي يقوم بها بنفسه أو مع زملائه وذلك منذ الصف الأول الإبتدائي وهو ماتم تطبيقه منذ‏6‏ سنوات وصولا الآن للصف الثاني الإعدادي مؤكدا أهمية هذه الأنشطة في بناء شخصية الطفل بجوانبها المختلفة وهو الهدف من عملية التربية والتعليم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.