كيف سيتطور الوضع في سوريا ودول جوارها بعد تورط حزب الله رسميا في الأحداث الدائرة هناك ودخوله مدينة القصير السورية؟ ماهي أبعاد التجييش العاطفي والديني بين السنة والشيعة, وإلي أي مدي ستمضي الفتنة المذهبية بين الطائفتين في سوريا ولبنان والعراق وتركيا؟ المراقبون والمحللون الدوليون يؤكدون أن تصاعد الحرب السورية زاد من حدة الفرز الطائفي في سوريا وما حولها مع سيطرة المتطرفين من الجانبين علي الخطاب الإعلامي المتبادل بينهما. الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني الشيخ صبحي الطفيلي أكد أن حزب الله بتدخله في سوريا فتح باب الفتن الطائفية علي مصراعيه مشيرا إلي أن نصر الله استعدي أكثر من مليار مسلم ويجر لبنان إلي حرب مدمرة. بينما أعلن المحلل السياسي منصور النقيدان أن الطائفية ليست حديث اليوم مؤكدا وجودها من قبل حزب الله ومن قبل تصعيد نصر الله, مؤكدا أن الوقت أصبح متأخرا للحديث عن احتواء الطائفية. أضاف أن الفتنة الطائفية عميقة ومتجذرة من قبل أحداث الثورة السورية ويعاني منها المسلمون في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي مثلما هو واقع في باكستان والخليج وغيرهما. نار الطائفية التي أشعلتها الأحداث في سوريا ضربت لبنان في أكثر من موقع أبرزها الاشتباكات بين العلويين اللبنانيين في جبل محسن مع السنة في تبانة طرابلس, ووصلت أمس إلي العاصمة بعد مقتل قيادي طلابي شيعي مناهض لحزب الله في اعتداءات أنصار الحزب علي المعتصمين الرافضين لتدخل حزب الله في سوريا للقتال إلي جانب قوات الأسد أمام السفارة الإيرانية في بيروت. أنصار حزب الله وصلوا مكان الاعتصام يحملون العصي وبدأوا بالاعتداء علي المعارضين والصحفيين ومنعوهم من التقاط الصور ولم ينته الاشتباك بين الطرفين إلا بتدخل القوي الأمنية اللبنانية. وبينما تستعد قوات الأسد للبدء في معركة استعادة حلب وريفها من قوات المعارضة المسلحة خلال ساعات, أعلن الجيش السوري الحر سيطرته علي كامل مدينة إنخل في محافظة درعا بعد معركة استمرت3 أيام استولي خلالها علي5 دبابات وعدد من الآليات العسكرية والأسلحة من الجيش السوري النظامي, قام الصليب الأحمر اللبناني بنقل87 جريحا سوريا أصيبوا في معارك القصيربالتنسيق مع الفاعليات المحلية والجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر. أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية رسميا, انطلاق مناورات الأسد المتأهب في المملكة, والتي يشارك فيها8 آلاف عسكري من19 دولة عربية وأجنبية وتتضمن تدريبات برية وبحرية وجوية وأساليب للسيطرة وللحد من آثار الأسلحة الكيماوية علي القطع العسكرية والمدنيين, إضافة إلي مكافحة الإرهاب والسيطرة علي الحدود, وأخري غير تقليدية. ورغم نفي رئيس هيئة العمليات الخاصة, الجنرال عوني العدوان أن يكون لمناورات الأسد المتأهب أي علاقة بالوضع الإقليمي المحيط بالمملكة, إلا أن التدريب علي مواجهة الأسلحة الكيماوية يعكس قلقا أردنيا من ترسانة الأسد. فوفقا لما كشفه العدوان مع نظيره الأمريكي الجنرال روبرت كتالانوتي مدير العمليات في مقر القيادة المركزية الأمريكية ستستخدم القوات المشاركة عددا كافيا من طائرات أف16 وبطاريات صواريخ باتريوت. وحول بقاء طائرات أف16 وبطاريات صواريخ باتريوت علي الأراضي الأردنية بعد الانتهاء من مناورات الأسد المتأهب, والتي تستمر لغاية20 من الشهر الجاري, أكد المتحدثان العسكريان أن بقاء هذه الأسلحة في المملكة هو قرار سياسي يعود لحكومة المملكة ولإدارة واشنطن, وليس من أجل الصراع في سوريا, مشددا علي أن الأردن لديه القدرة الكافية لحماية أراضيه من أي تهديد خارجي. وكان مصدر أردني رفيع المستوي أبلغ العربية أن الحكومة ستطلب رسميا من واشنطن إبقاء بطاريات باتريوت علي أراضيها بعد الانتهاء من المناورات. القلق في دول جوار سوريا مما يجري من حرب طائفية امتدت خارج حدودها وانعكست في صورة اشتباكات بين السنة والشيعة في أكثر من دولة دفعت بدولة كالأردن إلي الاستعداد لأي تطورات طارئة قد تجد علي الساحة لاستقبالها أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الأسد رغم عدم تأثر المملكة بالتجاذبات الطائفية الدائرة علي حدودها. المؤكد الآن أن حزب الله بدأ يورط لبنان في حرب طائفية بين السنة والشيعة علي أراضيه بعدما أرسل مقاتليه لدعم الأسد في قتل السنة في سوريا. رابط دائم :