لا تعدو مدينة القصير السورية علي حدود لبنان التي تصل منطقة حمص وسط سوريا بسهل البقاع اللبناني ان تكون نقطة صغيرة علي خريطة الشرق الاوسط, لكن القصير تشهد الان معركة فاصلة تقودها كتائب حزب الله اللبناني الي جوار قوات الرئيس بشار الاسد, ضد المعارضة السورية المسلحة التي استولت علي المدينة قبل عام, وقطعت طريق الامدادات بين سوريا وحزب الله.., وبرغم الخطاب الحماسي الذي اطلقه الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني قبل يومين, يعلن فيه لاول مرة مشاركة حزب الله في معارك القصير دفاعا عن سوريا حليف المقاومة اللبنانية وسندها الرئيسي, تكاد معركة القصير تكون بروفة صغيرة للحرب التي يشتعل أوارها الآن بين الشيعة والسنة, يتداعي اليها من كل فج المحاربون الشيعة قادمين من الجنوب اللبناني ومن اقصي مناطق الشيعة في العراق ومن داخل ايران, كما يتداعي لها المجاهدون السنة من معظم ارجاء العالم العربي, وبينهم جماعات عديدة تنتمي لفكر تنظيم القاعدة! وما يزيد من مخاطر الموقف انه بعد وقت قليل من خطاب نصر الله, سقط صاروخان علي منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت, معقل الشيعة ومقر قيادة حزب الله, في رد سريع, تؤكد كل الدلائل انه صدر من الجيش السوري الحر, يتوعد الضاحية الشيعية بالانتقام من قتلي الشعب السوري في القصير, الامر الذي زاد من حدة الانقسام اللبناني الذي يتجسد في الحرب الدائرة الآن في طرابلس بين انصار الدولة السورية واعداء نظام الرئيس بشار وسقط فيها ما يزيد علي30 قتيلا.., ولأن شرارة الحرب الطائفية بين السنة والشيعة يمكن ان تعصف بأمن لبنان المنقسم علي نفسه بسبب مضاعفات الازمة السورية, وتهدد امن الاردن الذي يطالب باقامة صواريخ باتريوت علي حدوده مع سوريا كما حدث في تركيا, وتعيد العراق المضطرب الي حالة الحرب الاهلية, يزداد الالحاح علي ضرورة الاسراع بعقد مؤتمر جنيف الثاني, املا في تسوية سلمية للازمة السورية تحقن دماء السوريين, وتغلق ابواب فتنة كبري بين الشيعة والسنة يمكن ان تنشر حرائق ضخمة تطول مناطق كثيرة في عالمنا العربي يصعب حصارها. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد