عانت آمال من ظروف معيشية مريرة قاسية أثقلت كاهلها خاصة بعد طلاقها وتكفلها برعاية وتربية ولديها حتي بلغا سن الرشد في فترة كانا في أشد الحاجة لوجود من يتكفل بهما إلا أن زوجها لم يكلف نفسه حتي بالسؤال عنهم بعد الطلاق. ومرت الأيام كالسنين حتي وصلا إلي مرحلة الزواج فلم تجد أمامها إلا أن تلبي متطلبات زواجهما وبقدر المستطاع كأي أم تحرص علي رؤية ابنتها في فستان الفرح في ليلة عرسها, ووفرت ما استطاعت عليه وطالتها يد الديانة إلا أنه فجأة فوجئت ايضا بارتباط ابنها بإحدي الفتيات والذي وقع علي سمعها كالصاعقة, وحاولت جاهدة ان تلملم شتات نفسها وأن تستجمع قواها حتي تعبر بهما إلي بر الأمان. الا أن معاناة آمال زادت مع زيادة نفقات الزواج فلم تجد من وسيلة إلا أن تركت شقتها التي تستأجرها في احد الأحياء الشعبية لعدم قدرتها علي دفع الايجار ولجأت إلي الاقامة الجبرية مع والديها المسنين وفكرت في سبيل للخروج من أزماتها المتكررة وهداها تفكيرها إلي اللجوء إلي والدتها ذات السبعين عاما تطلب منها العون والمساعدة إلا أن ما باليد حيلة وخرجت من منزل والدتها خالية الوفاض ولم تجد من باب إلا وطرقته وبدا وجهها شاحبا واستقر بها الحال إلي العمل باحد الفنادق بمنطقة العتبة تحصل من ورائه علي مبلغ ضئيل بالكاد يلبي بعض متطلبات اسرتها. وفي إحدي الليالي السوداء خرجت آمال متجهة إلي مقر عملها من منزل والدتها وطالبتها بالدعاء لها وبستر الله وبعد خروجها بدقائق تذكرت نسيانها لهاتفها المحمول فعادت لتفاجأ بوالدتها ملقاة علي ظهرها علي أرضية الغرفة في حالة سيئة فاعتقدت أنها توفيت ودار حديث شيطاني هامس بين نفسها خائفة من استيلاء اخوتها الأربعة علي كل ذهب الأم وانهم سينالون نصيبا يفوق حقهم وأنها لن تحصل علي شيء. وهمس الشيطان في أذنها بالاستيلاء علي مجوهراتها قبل قدوم اشقائها وقامت بقصها إلا أنها فوجئت بوالدتها تمسك بيدها وتصيح بصوت عال طالبة النجدة, وارتبكت آمال وشعرت بأن مصيرها ان تصبح سارقة وسط أهالي الحارة والأقارب فقامت بكتم انفاسها بيديها حتي تأكدت من وفاتها وأخفت معالم جريمتها بهدوء إلا أنه بعد يومين من جريمتها تمكن رجال مباحث الدرب الأحمر من إلقاء القبض عليها واعترفت بارتكابها الجريمة. وأمر إسماعيل حفيظ وكيل نيابة حوادث القاهرة بحبس المتهمة4 أيام علي ذمة التحقيق. كان المقدم سمير مجدي رئيس قسم شرطة الدرب الأحمر قد تلقي بلاغا من نفيسة محمود42 سنة ربة منزل بأنه أثناء توجهها لمسكن شفيقة إبراهيم سيد66 سنة ربة منزل لاعطائها حقنة علاجية اكتشفت وفاتها. وبالانتقال والفحص تبين للعميد عادل التونسي رئيس مباحث قطاع الغرب والعقيد مفيد محمد مفتش المباحث ان الجثة مسجاة علي وجهها بصالة الشقة ولا توجد اصابات ظاهرية وتوجد أثار خنق وزرقة شديدة علي وجهها واحتكاك أظافر في يديها وتبين سرقة مشغولاتها الذهبية وسلامة جميع منافذ الشقة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية وتبين من التحريات ان وراء ارتكاب جريمة القتل نجلة المجني عليها وتدعي آمال شفيق43 سنة عاملة بفندق ومقيمة بشقة المجني عليها. وبتقنين الاجراءات امكن ضبطها بمعرفة النقباء أحمد التحيوي وأمير العشماوي معاونا المباحث وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة نظرا لمرورها بضائقة مالية وتخوفها من استيلاء أشقائها علي متعلقات امها خاصة بعد ان خيل اليها وفاتها بعد ان عادت إلي المنزل للحصول علي هاتفها المحمول وفوجئت بها ملقاة علي الأرض, إلا أن الأخيرة كانت في غيبوبة سكر وخافت من الفضيحة واتهامها بالسرقة فقامت بكتم انفاسها والاستيلاء علي مشغولاتها الذهبية. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية.