جاء استبعاد المرشحين الإيرانيين هاشمي رفسنجاني واسفنديار مشائي من ماراثون الانتخابات الرئاسية الايرانية المقرر اجراؤها في14 يونيو المقبل, ليثير حالة من الغليان داخل الأوسط السياسية في طهران, إذ وصفه المحللون بالخطوة التي تخدم مصالح المرشد الأعلي ايه الله خامنئي في المقام الأول لانه ليس علي وفاق مع المرشحين لذا سعي لاستبعادها من سباق الانتخابات الرئاسية في2009, مؤكدين أن قرارات مجلس صيانة الدستور باستبعاد المرشحين اثارت غضب الكثيرين خاصة بعد استطلاعات الرأي التي اكدت أن رفسنجاني مؤهل للفوز لأنه يحظي بشعبية كبيرة. ويتساءل المحللون عن الأسباب وراء رفض ترشح رفسنجاني مؤكدين أن النظام الإيراني الذي يصفه دائما بمرشح الفتنة الذي يهدف إلي الانفتاح والإصلاح, يريد التلاعب في نتائج الانتخابات بشكل يصب في صالح المرشد, مؤكدين أن مجلس صيانة الدستور لعب دور حصن المرشد, وأشاروا إلي أن استبعاد الاصلاحيين من سباق الرئاسة من شأنه أن يقلب موازين الانتخابات الإيرانية لصالح خامنئي الذي يقود البلاد إلي أسوأ السيناريوهات. ونقلت شبكة فوكس نيوز الأمريكية عن أحد مؤيدي رافسنجاني أن الأوضاع في طهران تسير من سيئ إلي أسوأ خاصة بعد ترشح صهر خامنئي والحليف المقرب إليه علي حداد الذي سيعمل جاهدا علي تسليم مقاليد البلاد إلي المرشد فور فوزه بكرسي الرئاسة. ورغم رفض الدول الغربية لدخول مشائي السباق الرئاسي إلا أن توجهاته لا تختلف كثيرا عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلا أنها أعتبرت رفض ترشحه للانتخابات تصفية سياسية لأعداء المرشد الذي يري في رافسنجاني ومشائي تقويض لسلطاته في البلاد, كما أن انشقاق كل منهما عن السلطة الدينية الإيرانية يعد أكبر العقبات أمام مرجعيته الدينية بطهران. وقال محللون إن قرار اللجنة العليا للانتخابات جاء مسيسا وارجعوا ذلك إلي إن رفض رفسنجاني لكبر سنه غير مبرر خاصة وأن النخبة السياسة التي تحكم البلاد جميعها من كبار السن والمرشد أبرز مثال فهو يتعدي ال70 عاما ويعاني تدهورا في حالته الصحية, مؤكدين أن نتائج الانتخابات لن تخلو من التلاعب, وهو الأمر الذي دفع المرشد لأخذ كل احتياطاته بتجهيز الحرس الثوري المتأهب لأي احتجاجات قد تندلع عقب نتيجة الانتخابات. وبعد أن نجح المرشد في التخلص من مشائي الوجه الأخر لنجاد الذي تتهمه النخبة السياسية في طهران بالسعي إلي إبعاد البلاد عن التوجهات الدينية الشيعية, ورفسنجاني الذي يخطط لأن يخرج طهران من عزلتها الاقتصادية والسياسية من خلال التواصل والتقارب مع الغرب وهو ما لا يقبله المرشد, لكنه نجح في أقصاء المرشحين ليتبقي8 آخرون مؤهلون للفوز برئاسة طهران في أصعب سنواتها منهم3 من أقرب المقربين إليه.