مازالت قضية التلوث ومافيا الزريعة ببحيرة المنزلة.. وشواطيء بورسعيد الغربية تتصدر أولويات القضايا المطروحة علي بساط البحث بالمجلس الشعبي المحلي بمحافظة بورسعيد وذلك للخطورة الداهمة والمؤكدة علي صحة مواطني المدينة الذين يتناولون أسماك البحيرة الملوثة بصورة شبه يومية, وكان المجلس المحلي قد استعرض في اجتماعه الأخير برئاسة المحاسب عادل اللمعي تقريرا مهما للجنة الثروة السمكية بالمجلس والتي ناقشت في اجتماعها الأخير برئاسة اللواء سعد الجبروني خطة هيئة الثروة السمكية لتطوير بحيرة المنزلة, وسبل الحد من صيد الزريعة والبدائل العلمية لتوفير البديل من الزريعة من خلال أساليب تطوير الاستزراع السمكي المقنن لزيادة الموجود من الأسماك بما يحد من ارتفاع أسعار الأسماك بأسواق بورسعيد. وأمام اللجنة أشار المهندس عصام العلمي رئيس هيئة الثروة السمكية ببورسعيد لأهمية تطهير البواغيز وجميع الفتحات الموجودة في المحافظات الأخري المؤدية للبحيرة وذلك للعمل علي ارتفاع منسوب البحيرة من مياه البحر المتوسط مما يساعد في معالجة التلوث. كما أشار للحملة الأمنية الموسعة والتي حققت نجاحات كبيرة في إزالة التعديات الموجودة داخل البحيرة, وأضاف رئيس هيئة الثروة السمكية ببورسعيد أن الاستزراع السمكي بمصر يمثل نسبة تصل إلي حوالي45% من الانتاج السمكي لذلك قامت هيئة الثروة السمكية باتخاذ خطوات ايجابية نحو تقنين أوضاع المزارع السمكية في بحيرة المنزلة والتي لاتعوق أعمال الصيد الحر داخل البحيرة, وتثبيت أوضاع هذه المزارع عن طريق الاستشعار عن بعد, وتوفير كل الخدمات الانتاجية لهذه المزارع, وامداد أصحاب هذه المزارع بالإرشادات العلمية لتطويرها وزيادة الانتاج فيها. ومن جانبه حذر اللواء سعد مرسي الجبروني رئيس اللجنة من مخاطر التلوث العالي الموجود ببحيرة المنزلة, والمتمثل في الصرف الصحي والصرف الصناعي, والصرف الزراعي مشيرا لأهمية ايجاد حلول حاسمة لتلك المأساة التي تهدد صحة نصف مليون بورسعيدي يعتمدون علي الأسماك كغذاء رئيسي يوميا. مقترحات.. للحل! وأمام المجلس المحلي.. أكد عضو المجلس عبده حسان أن الخطورة الحقيقية للتلوث الحالي بالبحيرة تأتي من الصرف الصناعي.. أكثر مما تأتي من الصرف الزراعي والصحي, مشيرا لأهمية انشاء بحيرة للصرف الصناعي.. علي مساحة2000 متر علي الأقل لاستقبال صرف المصانع والمواد الكيماوية الناتجة عنها بعيدا عن البحيرة.. علي ان يتحمل أصحاب تلك المصانع تكلفة انشاء تلك البحيرة.. وأضاف أن70% من حل مشكلات بحيرة المنزلة وعلي رأسها التلوث والتعديات مرهون بحل مشكلة البواغيز.. وما يستتبعها من دخول مياه البحر المتوسط للبحيرة وهي كافية للقضاء علي ظاهرة البشنين ورد النيل والذي يستخدمه البعض في التعدي علي اراضي البحيرة.. ويحرسونه بالبنادق الآلية.. للاستيلاء علي كميات الأسماك الكبيرة التي تنمو وتعيش أسفله.. وإذا ما دخلت المياه للبحيرة, وارتفعت ملوحة البحيرة فان الظاهرة ستنتهي علي الفور دون الحاجة لحملات أمنية مكثفة يذهب ضحيتها أبرياء من عناصر الشرطة, وقال عبده حسان انه من المؤسف أن اخر عملية تكريك للبواغيز بمنطقة الجميل قد جرت عام1986 بتكلفة قيمتها3.5 مليون جنيه. بينما ترصد شركة المصايد5 ملايين جنيه سنويا لتكريك5 الاف فدان بملاحة بورسعيد للحفاظ علي الثروة السمكية بالملاحة والتي تقوم بواجبها علي أكمل وجه لخدمة المجتمع البورسعيدي بأسماك نظيفة وأسعار مناسبة. توصيات مهمة!! وفي نهاية المناقشات اعتمد المجلس المحلي توصيات لجنة الثروة السمكية وعلي رأسها سرعة تطهير البواغيز الثلاثة( بوغاز) اشتوم الجميل2,1 وبوغاز قناة الاتصال( لتسهيل دخول الزريعة لبحيرة المنزلة بهدف زيادة المنتج السمكي مع مناشدة الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس المساهمة في تطهير قناة الاتصال, وتوجيه الشكر لمحافظ بورسعيد اللواء مصطفي عبد اللطيف, ومساعد أول وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد اللواء صلاح البرادعي والقيادات الأمنية وهيئة الثروة السمكية ببورسعيد علي المجهود المتميز نحو الحملة الأمنية داخل بحيرة المنزلة للقضاء علي المخالفات مع تأكيد استمرارية الحملة للقضاء علي أي تعديات مستقبلية, وبالنسبة لظاهرة مافيا الزريعة قرر المجلس المحلي الوقف الفوري لصيد الزريعة لمدة عام كامل وحظر استخراج تصاريح للصيد علي البواغيز والفتحات للحفاظ علي المخزون السمكي, وقيام الجهات الأمنية المختصة بمهامها في مواجهة الصيادين المخالفين لصيد الزريعة بمناطق البواغيز والتفريعة وقناة الاتصال وذلك بتكثيف المطاردة والمصادرة وتغليظ العقوبة للمخالفين.