بدأ ماراثون الانتخابات الرئاسية الإيرانية في ظل أمواج عاتية من التحديات الداخلية والخارجية بداية من ترشح العشرات وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية لكن قليلين منهم هم المرشحون الأبرز بالنظر إلي وزنهم السياسي الأمر الذي يؤكد ما ذهبت إليه الصحيفة أنه في انتخابات2009, سجل حوالي500 شخص ترشحهم, لكن مجلس صيانة الدستور الذي يمكن أن يقضي بعدم أهلية أي مرشح دون إعطاء مبررات, قد صادق علي4 مرشحين فقط. ولعل أهمية هذه الانتخابات تأتي من أنها ستحدد بشكل قاطع حظوظ التيارات السياسية في الاستمرار في السيطرة علي مقاليد السلطة في إيران, بين تيار محافظ متشدد علي رأسه المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي ويمثله في الانتخابات علي أكبر ولايتي المستشار الحالي للمرشد الأعلي في الشئون الدولية ووزير الخارجية السابق في الفترة(1981 1997) وسعيد جليلي وهو من المحافظين المتشددين وكبير المفاوضين في الملف النووي والمقرب من المرشد الأعلي أيضا خاصة أن الملف النووي يقع في نطاق سلطة المرشد الأعلي. أما التيار الثاني وهو تيار الرئيس نجاد ويمثله صهره ومدير مكتبه ورئيس الأركان السابق للجيش إسفنديار رحيم مشائي ويقول بعض المراقبين للشأن الإيراني أن مجلس صيانة الدستور لن يصادق علي ترشيحه, مما دفع نجاد إلي توجيه تحذير شديد اللهجة له ويتهم المحافظون المتشددون مشائي بالانحراف عن مبادئ الثورة والسعي لتعزيز القومية الإيرانية حيث يضع القومية الفارسية قبل الإسلام...من جهة أخري أكد مجتبي ذو النور مستشار المرشد للحرس الثوري أن مجلس صيانة الدستور سيرفض ترشيح مشائي في تصريح كاشف عن رفض المرشد لترشيحه. أما الرئيس السابق رافسنجاني فيمثل التيار المعتدل حيث يصنف الرجل علي أنه محافظ معتدل يعطي الحرية للشعب في اختيار من يمثله والذي تلقي بدوره مؤخرا تحذيرا من وزير الاستخبارات حيد مصلحي لكي لا يترشح للانتخابات مؤكدا أن السلطة لم تنس دوره هو وخاتمي في الحركة الاحتجاجية التي تلت الانتخابات الرئاسية عام2009, ويأتي ضمن هذا التيار أيضا حسن روحاني عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والأمين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي وكبير المفاوضيين في الملف الناووي سابقا وعضو في مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد ويقدم نفسه علي أنه مرشح معتدل قادر علي جذب التيارين الأصولي والإصلاحي. ويبدو أن المرشد الأعلي تقلقه هذه الانتخابات حيث جاءت تصريحاته كاشفة من خلال تحديده لمواصفات الرئيس الإيراني المقبل حيث يقال أنه سينتخب من يتمتع بروح الصمود, ومن تكون له استراتيجية شفافة ومقبولة في المجالات الاقتصادية وأن يبتعد عن المشاحنات السياسية. مما سبق يتضح أن الصراع علي الانتخابات الرئاسية هو في الواقع صراع بين تيارين أحدهما محافظ متشدد ومحافظ معتدل أما التيار الآخر وهو التيار القومي الذي يظهر لأول مرة منذ بدء الثورة الإيرانية لكن الباحث في الشأن العربي والدولي الدكتور وليد محمد مصطفي يؤكد أن هناك تحديات أخري قد تؤثر في هذه الانتخابات التي يبدو أن المنافسة فيها ستؤدي إلي فتح كثير من الملفات أمام الشعب الإيراني. أول هذه التحديات التحدي الاقتصادي حيث يمثل الوضع الاقتصادي المتدهور مشكلة ضخمة من العديد التيارات والجبهات السياسية المتنافسة كتطبيق خطة رفع الدعم عن بعض السلع الاستراتيجية.... والتحدي الإقليمي بسبب دخول بعض الدول العربية كطرف جديد في المعادلة منها جزر الإمارات الثلاث واتهام إيران بتحريض المعارضة في البحرين واليوم إضافة إلي دعمها المطلق لنظام بشار.