حتي لو كان الكشف عن خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في مصر في هذا التوقيت فزاعة إعلامية يستخدمها وزير الداخلية علي طريقته الخاصة. فإن الأمر لا يقلل من تزايد القاعديين في مصر ولا خطورتهم خاصة في سيناء وعلي حدود مصر وأن الأمر يستوجب تعاملا أمنيا احترافيا مع هذه التطورات. الشواهد تقول إن هناك تنظيمات تابعة للقاعدة في مناطق متعددة بمصر أبرزها شمال سيناء وجنوبها وأن تلك المجموعات المرتبطة بالقاعدة عقائديا وسياسيا وتنظيميا زادت خطورتها جراء حالة الفوضي التي تسيطر علي البلاد, وعجز الأمن في التعامل معها, والتصادم في بعض الأحيان بين مواجهة تلك التنظيمات ومن يوفرون أغطية سياسية لبعض فصائلها ممن يجاهدون سياسيا باسم الدين. لا أقول ذلك إدعاء أو اتهاما, فبرصد الموقف الحالي سنجد من يرتعون في أنحاء كثيرة من مصر ويعلنون إنشاء الإمارات وتكوين الدويلات لا ينتمون إلي التنظيم الأساسي للقاعدة ولا يرضعون من أفكار وتمويلات الظاهري فحسب, وإنما يعملون تحت ظلال الرايات السوداء التي اخترقت الميادين المصرية ذات يوم في حماية سياسية بالمشاركة في مليونيات كانت تلبي دعوات جماعات وأحزاب لها تمثيل وثقل في الشارع السياسي خصوصا في مليونيات قندهار ونهضة مصر والشريعة والشرعية ومثيلاتها, وبدلا من أن تحمل الثورات العربية نهاية محتومة لتنظيم القاعدة استغل التنظيم الأحداث والإتجار في السلاح والمخدرات والتهريب للتحول إلي كيان اقتصادي, وأحتضن مجموعات مجهولة التوجه العقائدي والسياسي في محاولة للعودة من جديد لتصدر المشهد الإرهابي في العديد من الدول ومنها مصر. فقد اختلطت المجموعات التي تريد لنفسها مكانا في سيناء وغيرها باسم' أنصار الجهاد' و' السلفية الجهادية' و' أنصار الإسلام' و' جيش الإسلام' وغيرها إضافة إلي التابعين للتنظيم الأم, ويبدو أن تلك المجموعات قد تختلف في بعض الأمور إلا أنها تتفق علي المرجعية لفكر واحد, والعمل تحت راية القاعدة وهو ما أكدته مبايعة ممثلي تلك المجموعات لمحمد الظواهري علي السمع والطاعة قبل عام عندما كان الكثيرون يتشدقون بأن سيناء لن تضيع وأنه لا وجود للقاعدة بمصر! وعلي الداخلية وأجهزة المخابرات والأمن الوطني فك ألغاز هذا الملف والسيطرة عليه بدلا من التعامل معه بنظام الفزاعات والبالونات والأساليب التخويفية لتبرير مواقفها وإجراءاتها; لأن تنامي هذه المجموعات يحمل كثيرا من المشكلات للمصريين سواء في الاضطرابات أو تصدير الإرهاب من خلال فروعها في دول مجاورة, أو تحويل سيناء إلي إمارة للإرهاب تقود كثيرا من المتربصين بالوطن إلي استغلال ذلك في تشويه صورة مصر والنيل من قوتها وثورتها. علينا أن نتعامل مع ملف القاعدة في مصر بما يليق بخطورته وعدم خلط أساليب المواجهة بالتعامل العاطفي, فالقاعدة في لحظات إرهابها لا تفرق بين عدوها ومن يترك الباب مواربا أمامها فالكل في مرآتها كافرون. [email protected] رابط دائم :