إقامة مشروعات تدوير القمامة في مصر بأحدث تكنولوجيا تجعلها في مصاف الدول الحضارية الكبري بالرغم من الصورة السلبية التي تتعمد معظم وسائل الإعلام المصرية الخاصة إبرازها عن الأوضاع الداخلية في مصر بشكل يمنع المستثمرين الأجانب من ضخ استثماراتهم في بلادنا فإن ذلك لم يمنع أونو إريكسون المستثمر السويدي المعروف من زيارة مصر للاستثمار فيها بإنشاء مصانع لتدوير القمامة تخرج وقودا حيويا لإنتاج الكهرباء والبيوجاز البديل للغاز الطبيعي والبوتاجاز بأحدث تكنولوجيا في العالم تستطيع استخراج ماء نقي بنسبة100% صالح للشرب..وإذا كان ذلك أمرا مدهشا من المستثمر السويدي- الذي يتبوأ في الوقت نفسه مركزا سياسيا رفيعا في بلاده- فالأكثر دهشة أن هيئة الصادرات السويدية مستعدة لتمويل تلك المشروعات بنسبة85% من قيمتها شريطة ضمان الحكومة المصرية. التقي الأهرام المسائي أونو إريكسون رئيس مجلس إدارة شركة ري كالشر المتخصصة في شئون البيئة, ورفيقه الدكتور سيد محمود سليمان إبراهيم رجل الأعمال المصري الذي هاجر للسويد منذ عام1969 ويشغل حاليا منصب مدير المشروعات والتسويق بشركة كاتسيدا سيجورت والذي رافق المستثمر السويدي الذي وصف مصر بالأمان وقدرتها علي النمو الاقتصادي السريع... * ما رأيك في مصر ؟ ** الانسان المصري لا ينقصه شيء بل إنه أذكي وأقدر علي الانجاز كأي مواطن أوروبي, لكن ينقصه التعاون بدلا من التطاحن الذي يجري لأغراض شخصية ولو حدث تكاتف سيعلو شأن مصر التي زرتها في الثمانينيات للسياحة- لأنها غنية في عمقها علي مدار التاريخ ولها جذور ممتدة في الارض. * ولماذا تريد الاستثمار في القاهرة؟ ** لقد حصلت علي براءة اختراع بالتوصل لأحدث تكنولوجيا في العالم لتحويل النفايات إلي وقود حيوي ينتج الكهرباء والبيوجاز البديل عن الغاز الطبيعي والبوتاجاز والحصول علي مياه شرب نقية بنسبة100% حيث رأيت أن مصر في حاجة ماسة الي مثل هذه التكنولوجيا لقلة هذه المشروعات فيها خاصة أن مناخها اصبح مختلفا بعد25 يناير. وتعد السويد الدولة الأولي علي مستوي العالم في مجال البيئة وهي التي تتولي ملف البيئة في الاتحاد الاوروبي. وقد قصدت مصر لأنها دولة سياحية كبري وعادة ما يهتم السائح بالنظافة خاصة ان إقامة مشروعات في مصر بهذه التكنولوجيا سينقلها الي مصاف الدول الحضارية الكبري لاسيما ان حجم النفايات في مصر سنويا يبلغ30 مليون طن. * ما المشروع الذي تعتزمون إقامته؟ ** إقامة محطات لتحويل القمامة او النفايات الي وقود حيوي ينتج الطاقة الكهربائية والبيوجاز وهناك محطة لتدوير550 طنا يوميا اخري اكبر بقدرة1650 يوميا, حيث يتم وضع القمامة في غرف منفصلة ويتم سحبها آليا ثم فرزها آليا لفصل المواد الصلبة والمواد العضوية بشكل آلي وليس كيماويا ثم تخرج وقودا حيويا خلال مدة لا تزيد علي ساعة. يتم تحويل المواد العضوية الي وقود حيوي والمواد الصلبة يعاد تصنيعها مرة أخري أما المياه فيعاد تكريرها وتنقيتها بنسبة100% لتصلح للشرب. ولأن المواطن المصري قد تأنف نفسه عن شرب هذه المياه فإننا يمكن استخدامها في الزراعة والغابات الشجرية والمزارع السمكية التي يمكن إنشاؤها بجانب المحطة خاصة انها تنتج مياها نقية ما بين200 و400 لتر عن كل طن نفايات. * وكيف تقوم المحطة بإنتاج الكهرباء؟ ** توجد بالمحطة غلاية بخارية يوضع فيها الوقود الحيوي ثم يخرج الي توربينات لتشغيل محطة الكهرباء المجاورة لمحطة التنقية وبجانب الكهرباء يتولد عن المشروع طاقة حرارية هائلة ناتجة عن وصول جرجة حرارة الماء الي850 درجة مئوية تستخدم في السويد للتدفئة بينما يمكن في مصر استخدامها لبناء ثلاجات عملاقة بجوار المصنع لحفظ الاغذية. وفي اول اسبوع من تشغيل المشروع يحتاج الي مياه وكهرباء لتشغيله ثم يعتمد ذاتيا علي نفسه حيث يستخدم المياه والكهرباء التي ينتجها. * وكم تبلغ تكلفة المصنع؟ ** تبلغ تكلفة المحطة البالغة طاقتها550 طنا يوميا نحو85 مليون يورو بعد التخفيض الذي يوافق عليه اونو إريكسون الذي وعد بنقل حق المعرفة الي مصر في هذا المجال. ولا يترتب علي المشروع دفن اي نفايات في الارض حفاظا علي البيئة, أي ان المشروع نظيف تماما. وتوجد بالمحطة تكنولوجيا حديثة جدا للقضاء علي البكتيريا المتولدة عن القمامة والتي تفرز رائحة كريهة جدا ولذلك يمكن إقامة المشروع بداخل المناطق السكنية. يحتاج المشروع الي مساحة لاتقل عن25 الف متر مربع تزداد حسب المصانع التي يتم إنشاؤها حوله سواء مزارع سمكية أومحطة كهرباء, كما يحتاج إلي480 عاملا فقط. * وماذا عن براءة الاختراع؟ ** تتيح براءة الاختراع التي وضعتها شركةABreCulture استرداد الطاقة النظيفة من النفايات المنزلية بشكل آلي وبيولوجي اعتمادا علي التقنية المستخدمة في استخراج آلياف السليلوز من الورق المعاد تدويره, حيث يتم تحويل النفايات المختلطة العادية إلي وقود حيوي, في حين يتم استرداد الماء والأملاح والمواد غير القابلة للاحتراق في نظام حلقة مغلقة. وتحتوي الطاقة المتولدة من النفايات والوقود علي نسبة رطوبة أكثر استقرارا وقيمة حرارية أعلي من وقود الكتلة الحيوية المشتركة. * ولماذا أيقنتم أن الإعلام في مصر يعطي صورة مغايرة عن الواقع؟ ** لأنه قائم علي المصالح الشخصية..وهناك مرشحون سابقون للرئاسة لم يفوزوا في الانتخابات يسعون للتخريب وليس للبناء.. فهناك من يسعي لخراب مصر لأنه لم ينجح وهناك من لايفارق التويتر ولم يحصل علي شيء ويسعي كذلك للخراب. * ومن رشحت في الانتخابات الرئاسية دكتور سيد؟ ** في المرتين اخترت الدكتور مرسي لأنك لاتخاف ممن يخاف الله وأعتقد أن الدكتور مرسي كذلك. والملاحظ أن هناك فئة هدامة تقف وراء أحداث العنف التي يشهدها الشارع من مولوتوف وضرب وحرق وهي اللعبة التي بدأت تتكشف لدينا في السويد منذ حوالي شهر; حيث علمنا أن هناك كثيرا من الشباب الذين يخرجون للمظاهرات يحصلون علي أموال مقابل التدمير والحرق وهو ماتم في المجمع العلمي عندما رأينا علي شاشات التليفزيون شبابا يلقون المولوتوف داخل مبني المجمع رغم أن المجمع العلمي لاعلاقة له بالمظاهرات. * وكيف يري أونو إريكسون ما يجري؟ ** لأن الديمقراطية ثمنها باهظ.. فلم تتحقق في السويد بسهولة بل بعد200 عام.. وفي السويد مدارس ملحقة بمبني البرلمان لتدريس الديمقراطية. * وبما أنك سياسي بارز لماذا لاتدعون الدكتور مرسي لزيارة السويد؟ ** سوف نرتب لذلك جيدا, بل وسنرتب لاستقبال وفد صحفي لزيارة البرلمان السويدي ليراه علي الواقع. * الدكتور سيد: وهل هذه أول زيارة لك لمصر بعد هجرتك؟ ** زرت مصر فور تولي مبارك الحكم وكنت مارا بشارع قصر العيني فوجدت الشارع من أجمل مايمكن ووجدت الأشجار والزروع علي الجانبين فظننت أن مبارك سيبدأ عهدا جديدا بالبناء لكن فوجئت بأنه كان في دار الحكمة وأن سيارة قامت بجمع الزروع التي وضعتها لاستقبال الرئيس فقط وليس كشكل عام. وحينها أدركت أنه لن يصلح شيئا. والمرة الثانية جئت مصر عام2007 لعرض تكنولوجيا البيئة علي المسئولين وعرضتها علي بعض الشخصيات لكن لما علمت أنه إسماعيل أخو سوزان ثابت زوجة الرئيس انسحبت لأنه من الخطر ان تعمل مع ذوي النفوذ لأن التصادم معهم يكون وشيكا في أي لحظة. وبعد قيام الثورة وأثناء تولي المجلس العسكري الحكم وتحديدا في أكتوبر2011 خاطبتنا وزارة البحث العلمي للتعاون في مجال البيئة ولكن لم يتم الاتفاق بشكل نهائي. وفي مارس2011 اجتمعنا مع هيئة الصادرات السويدية واتفقنا علي عمل مشروعات في مصر برأسمال سويدي بعد مباحثات مع أكبر بنوك السويد الذي وافق علي التمويل بنسبة85% من قيمة المشروع مقابل ضمان الحكومة المصرية للمشروع وسداد التمويل. * وهل هناك اشتراطات محددة لبدء المشروع؟ ** تخصيص الأرض التي سيقام عليها المشروع وعمل البني التحتية كاملة ودخول السيارات الحاملة للنفايات للمصنع وتوصيل المياه والكهرباء وتوصيل النفايات بالكميات المطلوبة إلي المصنع. * وهل سيقوم المشروع ببيع الكهرباء؟ ** تتولي مجموعة دار العرب للطاقة والتكنولوجيا التي ستشارك في المشروع بيع الكهرباء بنصف سعرها في مصر مع تخصيص نسبة25% من أرباح المشروع لدعم الاقتصاد المصري. * وماذا أعجب أونو إريكسون في مصر؟ ** مصر دولة آمنة تماما وليست كما يصورها الإعلام..وستحقق نموا اقتصاديا عاليا شريطة أن يتعاون الجميع ولايتصارعوا. رابط دائم :