تعد استطلاعات الرأي وفقا لتعريفات الدراسات المنهجية في العلوم الاجتماعية إحدي وسائل قياس الرأي العام تجاه القضايا الخلافية والموضوعات المثارة إعلاميا التي تهدف إلي تحديد اتجاهات الجماهير من هذه القضايا لتقويم العمل السياسي وتعديل القرارات الإدارية بما يتفق مع تلك القياسات التي يفترض حيادها وشفافيتها ورغبة القائمين بإجرائها في الوصول إلي الحقيقية حتي تكون القرارات العليا متفقة مع اتجاهات الأغلبية. الآن تستخدم هذه الاستطلاعات تشغل الرأي العام وليس قياسه, حيث تقوم بعض المؤسسات المغرضة باختراع قضية غير مطروحة من الأساس, ولا تشعل الرأي العام, وتجري حولها قياسات في مجموعات محدودة ومنتقاة لتخرج بنتائج موجهة للتأثير علي الرأي العام بشأن موضوع بعينه لتدفع الجماهير لتبني أهداف لم تكن تشغلهم ولم تخطر علي بالهم, من هذه القياسات ما قامت بإجرائه أخيرا مؤسسة برتلسمان الألمانية ونشرت نتائجه صحيفة فيلت آم زونتاج, والتي أظهرت أن51% من الألمان ترتفع إلي57% شرق البلاد يرون في الإسلام تهديدا, مقابل19% فقط يرون في اليهودية تهديدا, رغم أن85% من المشاركين بالاستطلاع وعددهم ألفا شخص فقط يؤيدون الانفتاح علي كل الأديان! سبقتها من أسابيع نتائج نشرها موقع فرنسا24 تفيد بأن73% من الفرنسيين لديهم صورة سلبية عن الإسلام وفقا لاستطلاع رأي أجراه مكتب تيلدر ومعهد مونتينيه, بينما أفادت نتائج الاستطلاع أن87% من الفرنسيين لديهم صورة جيدة عن البوذية, و76% عن البروتستانتية, و69% عن الكاثوليكية, و64% عن اليهودية, لكن هذه النسبة تدني إلي26% بالنسبة للإسلام, هذين النموذجين من استطلاعات الرأي المسيسة والموجهة بخبث شديد والتي تهدف في نهاية الأمر إلي ايجاد صورة سلبية لدي الألمان والفرنسيين عن الإسلام والمسلمين من خلال اختراع فكرة الاستطلاع, تم اجرؤه علي شرائح محدودة من المواطنين, ثم إعلان نتائجه علي أنها حقائق تنسحب علي البلدين بالكامل, رغم أن العينة التي أجري عليها قد لا تكون معبرة عن أغلب شرائح المجتمع التي تتفاعل وتتعامل بعفوية مع مواطني البلدين من دون النظر إلي دياناتهم وثقافاتهم وألوانهم وفقا لثقافة حرية الاعتقاد السائدة في هذين البلدين علي وجه الخصوص وتضع خطا أحمر علي تعاملاتهم مع المسلمين بعد تغيير أفكارهم بالنشر المتكرر, مما يؤدي في آخر الأمر إلي اعتداءات غير مبررة علي المسلمين في هذه المجتمعات العلمانية بعد تشويه صورتهم بطريقة منهجية خبيثة. فيما لايجد الإسلام من يدفع عنه هذه الترهات لدي المجتمعات الأوروبية المغيبة بالأسلوب نفسه.. ولا تعليق. رابط دائم :