كانت الساعة تدق الواحدة ظهرا في مثل هذا اليوم الموافق25 ابريل عام1982, يوم ان تطهرت سيناء من نجس آخر جندي إسرائيلي غادرها مهزوما مكسورا مقهورا.. حربا وسلاما.. علي يد خير أجناد الأرض, يوم ان تم رفع العلم المصري خفاقا علي تراب سيناء, ريحانة السماء, وارض الشهداء, ومقبرة الاعداء, في هذا اليوم اكتملت فيه ملحمة وطنية سطرها المصريون بدمائهم, وسجلها التاريخ بأحرف من نور, لتظل خالدة تتوارثها الأجيال ويرويها الاجداد للاحفاد, نعم في هذا اليوم تحررت سيناء من عدو كان يعتقد انه لن يبرح هذه الارض, فكانت صرخة الابطال مدوية في حرب أكتوبر73, وكان وعد الله حقا أن حقق الانتصار, وأخرج الاعداء أذلاء, ثم خاض المصريون معركة السلام في ملحمة تفاوضية شهد بها العالم أجمع وتوجت بانسحاب إسرائيل من الأراضي المصرية في سيناء ثم تبعتها معركة استرداد طابا, ليعود كامل التراب الي أحضان الوطن. واليوم بأي حال عدت يا سيناء,31 عاما مرت علي استرداد الارض, ولا تزال سيناء صحراء جرداء, لا زرع فيها ولا ماء, خطط واستراتيجيات, وتصريحات, ومزايدات, بينما الواقع يحمل ادلة اتهام, لكل الحكومات المصرية التي خانت الامانة, وأضاعت دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل استرداد الارض والعرض. ثلاثة عقود وسيناء منسية, حتي عشش فيها الارهاب, وسكنها التطرف, وباتت مرة أخري علي مقربة من السقوط في أيدي عصابات التهريب, والارهاب. سيناء اليوم ليست في حاجة إلي الأغاني والاناشيد بقدر حاجتها إلي عمل وطني ينتصر لدماء الشهداء ويعيد سيناء إلي حضن الوطن, أرضا طيبة, تحمل الخير الوفير, وتجود من فيض زرعها وشواطئها, وما يزخر به ترابها. ولعل الخطوة الاولي في استعادة سيناء, هي ما يقوم به الجيش المصري من عمليات متلاحقة لضرب فلول العصابات الارهابية, وتطهير الارض من هذه العصابات, بالاضافة الي إغلاق الأنفاق غير المشروعة علي الحدود مع غزة, والتي أصبحت تهدد الامن القومي المصري وتحولت إلي منافذ لتهريب الاسلحة للعصابات الارهابية بسيناء, حفظ الله مصر وجيشها العظيم.