اليوم.. نحتفل للمرة التاسعة والثلاثين بانتصار حرب أكتوبر المجيدة, وما أشبه اليوم بالبارحة في سيناء, فإذا كنا نجحنا في التحرير, فقد فشلنا في التعمير, وخذلنا الشهداء, وأسعدنا الأعداء, وظلت سيناء صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء. ملأنا الدنيا خطبا وتصريحات وأغاني وأناشيد, وسيناء اليوم: لا جديد.. طردنا منها الأعداء.. ثم تركناها لمن هم أسوأ من الأعداء, ليأتي اليوم الذي نحتفل فيه علي أصوات رصاصات الغدر والإرهاب التي تسكن كل يوم قلوب أبنائنا وأشقائنا في الأرض الطيبة. نحتفل اليوم علي فتاوي التكفير التي تطلقها خفافيش الظلام التي سكنت كهوف سيناء, وعلي أخبار عصابات تهريب السلاح والمخدرات. لن يغفر لنا الشهداء الذين رووا أرض سيناء بدمائهم الزكية ما فعلناه بالأرض الطيبة, ولن يسامحنا التاريخ فيما ارتكبناه علي هذه الأرض المباركة. علي مدي عقود طويلة مضت, تحولت احتفالات أكتوبر لتمجيد شخص الرئيس المخلوع بعد أن نجح مزورو التاريخ من حاشيته في التركيز علي أنه هو صاحب النصر والبطل الأول والأخير. سيناء التي تنزف اليوم دما, ويسكنها الإرهاب الأسود تحتاج إلي كل مواطن شريف, في صرخة استغاثة: اتركوا الموائد والاحتفالات وأسرعوا إلي سيناء قبل أن تضيع مرة أخري وتسقط في براثن الإرهاب, سيناء تحتاج إلي عبور جديد, وإلي إرادة حرة, وروح النصر كي يتم تطهيرها من الأعداء, وإعادتها إلي التنمية والنماء. سيناء لا تحتاج إلي خطب وتصريحات وبيانات, هي فقط في حاجة إلي إرادة وطن, وعزيمة أمة, فيها الخير كله, لا تقدم في مصر التي تتلمس طريقها بعد ثورة يناير دون تحرير سيناء وتنمية أرضها الطيبة, بإرادة من عبروا القناة وحطموا خط بارليف. سيناء لا تعمرها روح الانقسام والتشرذم ولن تحميها إلا إرادة مختلفة تؤمن بالعمل بروح المغالبة لا المشاركة.. ويوم لا ينفع الندم