أهم ما جاءت به استقالة المستشار القانوني للرئيس الدكتور محمد فؤاد جاد الله انها كاشفة, للأزمة التي تواجه القائمين علي إدارة شئون البلاد, وقد عبرت كلماته التي تضمنها خطاب الاستقاله عن كل الذين يشهدون علي رعونة من يحكمون, وجاءت ايضا متسقة مع رأي رجل الشارع, والمواطن البسيط الذي أيقن ان هناك خللا واضحا, وبرهانا قاطعا علي ان من يحكمون مصر ضلوا الطريق, وجنحوا عن السبيل, وانزلقوا بالبلاد الي هاوية الفوضي والاستبداد. كلمات جاد الله الكاشفة هي شهادة للتاريخ, بل هي بلاغ للشعب الذي أوكل للرئيس مهمة إدارة البلاد أن يعيد حساباته, ويراجع قراره, وربما الاسباب السبعة التي دفعت جادالله للاستقاله تمثل صحيفة اتهام للنظام يجب علي الشعب أن يطالب بالتحقيق فيها إذ قال جاد الله: إن الأسباب التي دفعته للاستقالة تتضمن عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الدولة والإصرار علي الإبقاء علي حكومة هشام قنديل, ومحاولة اغتيال السلطة القضائية واحتكار تيار واحد للسلطة, والفشل في إجراء حوار وطني, وعدم تمكين الشباب من القيام بدورهم السياسي والاقتصادي وكذلك فتح الباب للسياحة الإيرانية بمصر, وما ينتج عنه من نشر التشيع. 7اتهامات واضحة دامغة من المستشار القانوني للرئيس, وخلاصة مهمة قام بها منذ يوليو2012, بل إن المفاجأة المدوية التي كشف عنها جادالله انه تبرأ من جميع القوانين والاعلانات الدستورية التي صدرت عن الرئاسة, لانه- علي حد قوله- لم يعلم بها أو لم يتم الأخذ برأيه فيها, رغم انها اختصاص أصيل له!! دليل جديد, وبرهان آخر يؤكد أن مصر تسير نحو المجهول بفعل سياسة الاستبداد, واحتكار السلطة التي يحاول النظام الحاكم فرضها, وكأن ثورة لم تقم أو شعبا لم ينتفض ضد القهر والاستبداد, وطلبا للحرية والديمقراطية, ورغم هذه الأدلة والبراهين, ورغم نصائح المخلصين, وتحذيرات السياسيين إلا أن النظام ماض في طريقه غير عابئ بتلك الدعوات أو هذه الانذارات والتحذيرات حتي وإن جاءت من مستشاريه, ومساعديه, وكأنه يريد أن يقول أنا وجماعتي والطوفان, لكن الحقيقة التي لا يراها أن مصر ستبقي والجميع زائلون!! حفظ الله مصر وجيشها العظيم!