يعد حي العمرانية من أكبر أحياء محافظة الجيزة, حيث تصل مساحته إلي50 كيلومترا ويضم العديد من الشوارع الرئيسية مثل أنور السادات وعثمان محرم والعروبة والتعمير وخاتم المرسلين والثلاثيني ومكة المكرمة بالإضافة إلي منطقة الطالبية التي تكتظ بالسكان وترسا والكونيسة, ويعاني الحي مشكلات غاية في الخطورة أهمها القمامة التي تنتشر بشكل مخيف بالميادين والشوارع الرئيسية, فضلا عن العشوائيات وأعمال البلطجة وتجارة المخدرات التي تباع علي قارعة الطريق في تحد صارخ للقانون وقوات الأمن, وللتعرف علي المزيد مما يعانيه المواطن في العمرانية تحدث الاهالي عن المشكلات التي تواجههم. يقول محمد عبد السلام صاحب ورشة حدادة وأعمال صلب إن القمامة من المشكلات التي لم يستطع أي مسئول تولي قيادة الحي التغلب عليها حتي الآن لدرجة أن محافظ الجيزة قام بإقالة رئيس الحي السابق لفشله في حل المشكلة وقام بتعيين رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالمحافظة رئيسا للحي لما يتمتع به من خبرات طويلة في هذا المجال إلا انه لم يستطع التغلب علي المشكلة رغم أنه بذل كل ما في وسعه لمواجهتها. وقفة ثانية ويضيف عماد هريدي فكهاني ان القمامة مشكلة تؤرق المواطنين منذ فترة طويلة, حيث سبق لعدد من سكان المنطقة العام الماضي حمل أكياس القمامة وتظاهروا بها أمام مبني المحافظة وقاموا بإلقائها أمام البوابة الرئيسية حتي يشاهدها الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الإقليم دون جدوي, وأشار عبد السلام إلي أن بعض المواطنين دعوا لتنظيم وقفة ثانية أمام المحافظة بأكياس القمامة أيضا للتعبير عن استيائهم الشديد من هذه الظاهرة التي انتشرت في الحي لغياب المسئولين وعدم قدرتهم علي التعامل معها. مضيفا انه حزين لما وصلت إليه الشوارع الرئيسية في الحي مثل البلاستيك والثلاثيني والعروبة وخاتم المرسلين من عدم النظافة. ويشير عبد العال عواض أعمال حرة إن رئيس الحي الجديد عندما تولي المهمة قام برفع تراكمات قمامة موجودة بالحي منذ عدة سنوات وخاصة المخلفات بجوار سور المترو من ناحية ساقية مكي وبعض الأماكن في ترسا والكونيسة, حيث كانت القمامة قد انتشرت بجوار مجمعات المدارس ولكن عدم وجود صناديق قمامة ومتابعة يومية أديا لظهور تراكمات جديدة. وأشار إلي انه يطالب المسئولين بحل هذه المشكلة والتعامل مع الكوارث الأخري ومنها ترعة الزمر التي تحولت إلي مقالب للقمامة والحيوانات النافقة مما أدي إلي انتشار الأمراض والحشرات الضارة فضلا عن الرائحة الكريهة. ويؤكد نصار إسماعيل مدرس اعدادي أن الحي يعاني مشكلات كثيرة منها تجارة المخدرات التي تباع علي الأرصفة والشوارع وخاصة نبات البانجو والأقراص المخدرة والحشيش في تحد واضح وصارخ للأجهزة الأمنية والرقابية وغياب تام لقسم شرطة العمرانية, مشيرا إلي علم مأمور القسم بأماكن بيع المخدرات من خلال بلاغات بعض الاهالي غير أنه والكلام لنصار إسماعيل- يغمض عينيه لعدم قدرته علي ضبط التجار الذين يمتلكون أسلحة نارية وبعضهم مسجل خطر في قضايا عديدة, و يضيف أنه حتي يثبت قيادات القسم وجودهم في الحي يلقون القبض علي بعض الصبية من تجار التجزئة حتي يجملوا أنفسهم أمام وزارة الداخلية. وأوضح أن عناوين تجار المخدرات وأماكن تجمعاتهم ووجودهم معلومة للمباحث ولكنهم يؤثرون السلامة, فضلا عن عدم تدخلهم في أي مشاجرة تنشب في المدينة إلا بعد انتهائها بمحاولة الصلح بين الأطراف المتشاجرة أو تحرير محاضر بالواقعة, مضيفا أن بعض هذه المشاجرات تقوم بعض العائلات الكبيرة بحلها في جلسة عرب التي يلتزم بقراراتها جميع الأطراف. دولة الباعة الجائلين ويري المحمدي سعيد موظف ان مشكلة أسطوانات الغاز عادت للظهور مرة أخري واستغل الباعة رفع سعر الأنبوبة من جانب وزارة البترول وقاموا بزيادة ثمنها عدة أضعاف في محاولات لمص دماء المواطنين الذين أصبحوا يعانون الأمرين من ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية بدون استثناء في الوقت الذي لا يقابل هذه الزيادة رفع المرتبات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وأكد أن الباعة الجائلين مشكلة أخري تعاني منها العمرانية حيث ينتشرون علي الأرصفة والشوارع دون أن يتركوا مساحة للمواطنين للسير ولذلك والكلام للمحمدي سعيد- لابد أن يفكر قيادات الحي في إيجاد حل لهذه المشكلة. أما عبد الملاك جرس صاحب معرض أثاث فقال إن العشوائيات في الحي لم يتعامل معها أحد من رؤساء الحي قبل الثورة أو بعدها والتي تتطلب تطوير وتقديم الخدمات وحل مشكلات قطع المياه والتيار الكهربائي المتكررة في ترسا والكونيسة وبعض الاماكن في الطالبية, فضلا عن سوء شبكة الصرف الصحي في بعض المناطق, موضحا أن رئيس الحي يهمه في الوقت الحالي حل مشكلة النظافة وهذا شيء جميل ورائع ولكن ينبغي عليه أن ينظر للمشكلات الأخري التي يعانيها الحي. وقال سمير إبراهيم عبد الله طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة إن انتشار البلطجة وأعمال العنف والتعديات علي أملاك الدولة وعلي حقوق المواطنين العامة والخاصة والسرقة بالإكراه في وضح النهار مشكلات لا نجد لها حلا ولم يفكر أي مسئول في المحافظة في مواجهتها أو العمل علي إيقافها بعد تزايد أعداد البلطجية بصورة بشعة. ويؤكد أحمد نصار رئيس حي العمرانية أن الهيئة العامة للنظافة والتجميل تؤدي دورها المنوط بها في رفع القمامة من الشوارع علي أن تقوم الشركة الأجنبية بجمع القمامة من المنازل ولكن دور الهيئة غير كاف ولذلك يتدخل الحي لرفع القمامة من الشوارع طبقا للإمكانات المتاحة, موضحا أن مشكلة القمامة عامة ولا تقتصر علي حي بعينه, موضحا أن العمرانية من أكبر الأحياء السكنية بالمحافظة, حيث يبلغ عدد سكانه أكثر من800 ألف نسمة مما عمق المشكلة بزيادة معدلات القمامة عن اي مكان آخر لدرجة أن ما يتم رفعه يصل إلي حوالي450 طنا يوميا. وقال نصار إن الإمكانات والمعدات المتوافرة بالحي حاليا أقل من المطلوب في الوقت الذي تسعي فيه المحافظة للتغلب علي مشكلة القمامة بالتعاقد مع شركات نظافة جديدة لحل المشكلة وإصلاح المعدات التي أصيبت بأعطال فنية, فضلا عن منح الأحياء دعم ماديا للتعاقد مع مقاولين لرفع القمامة من الشوارع والميادين, مؤكدا انه تعاقد مع مقاول أنفار للعمل في شارع فيصل لزيادة عدد الورديات اليومية. وأشار إلي ان كمية القمامة الكبيرة التي تخرج يوميا من الحي من الصعب استغلالها نظرا لصعوبة إقامة محطات لتدوير القمامة في الأماكن السكنية, لافتا إلي أن محطة المناولة الموجودة علي ترعة المريوطية والتي تستوعب نحو2000 طن قمامة يوميا تقوم الأحياء بإلقاء المخلفات فيها, علي أن يتم رفعها بعد ذلك وإلقائها في الجبال, ولهذا فان أماكن إلقاء هذه المخلفات الأنسب لإقامة مصانع للتدوير بعيدا عن المناطق السكنية.