تعتبر محافظة الدقهلية الأكبر في التعداد السكاني بعد القاهرة والإسكندرية وهي محافظة في الأصل تعتمد علي الزراعة ويواجه الأهالي أزمة طاحنة وهي أزمة الاسكان وخاصة لمحدودي الدخل ان المحافظة ليس لها ظهير صحراوي, ورغم توفير قطعة ارض مساحتها10 آلاف فدان لبناء المنصورةالجديدة بين المنصورة وبلطيم علي حدود محافظة كفر الشيخ علي غرار دمياطالجديدة وعلي الرغم من موافقة الحكومتين السابقة والحالية علي انشائها إلا أن المشروع متجمد ويواجه تعثرا ماديا, مما تسبب في زيادة التعدي علي تلك الأراضي وإقامة أسوار تمهيدا لوضع اليد. ويقول الدكتور زيدان شهاب الدين مقيم بإحدي قري مركز طلخا إن معظم القري يبني اهلها منازل لهم ولأولادهم ولكن البعض القليل يؤجر للغير وعلي سبيل المثال هناك من يؤجر الشقق بمساحة80 مترا بمبلغ300 جنيه شهريا ولكن يزيد سعر الايجار في القري الأقرب للمدينة ففي قري سندوب وقرية ميت خميس واويش الحجر وشاوة يزيد سعر الايجارليصبح من400 الي500 جنيه لقربها من المدينة. ويقول محمد زينهم مدرس:لقد تحولت هيئة التعمير والاسكان بالدقهلية إلي هيئة استثمارية بعيدة كل البعد عن حقوق واحلام المواطنين البسطاء. ويضيف صلاح ابو العينين وكيل المجلس المحلي السابق أن69 شقة بأرض الفريد بالفردو ستم بناؤها علي أساس انها شقق لاسكان الشباب من صندوق الاسكان بالمحافظة ولكن عقب الثورة قامت المحافظة بتحويلها الي شقق استثمارية للبيع بمزاد لأعلي سعر طبقت أول مرحلة من المزاد وباعت فيه الشقق بمبلغ تراوح من150 ألفا حتي180 الفا. وتقول زينب عبد القادر( مواطنة): مأساتنا بدأت منذ عام2000 عندما تقدمنا بحجز شقق في اسكان الشباب في شارع عبد السلام عارف حي غرب المنصورةمساكن المجزر الآلي وكان مطروحا11 برجا بواقع8 شقق في الدور الواحد سعر الشقة23 الف جنيه علي ان يتم التسلم بعدها بعامين ولكن بعد ان دفعنا5000 جنيه مقدما و8000 أخري والباقي ندفعه علي اقسام كل3 شهور بمبلغ850 جنيه و طالبنا بتسلم الشقق طلبوا منا زيادات فرفضنا بعد علمنا بوقوع خلافات بين الهيئة وبين شركة التابعه للوزير السابق( المغربي) ورفض المقاول إكمال البناء ودخلوا في صراعات مع المحاكم والقضايا بينهم. وقالت: لم نحصل علي الشقق أو علي ما دفعناه من أموال ولم يوقع لنا عقود ولا نعرف مصير أي شئ وكل عام يقولون لنا العام القادم ويطلبون زيادات بدعوي ان مواد البناء ارتفعت عن توقيت التعاقد. وعلي الرغم من تأكيدات اللواء صلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية خلال سلسلة الاجتماعات الشهرية التي يحضرها جميع كبار المسئولين بالمحافظة علي ضرورة تنفيذ قرارات إزالة جميع التعديات علي الأراضي الزراعية والحد من البناء علي الرقعة الزراعية في ربوع المحافظة التي تشهد هجمة شرسة نظرا لعدم توافر اراضي للبناء. فإن حملات الإزالة خلال الفترة الأخيرة كانت إزالات صورية حيث قامت هذه الحملات باستخدام عدد من اللوادر في إزالة أجزاء صغيرة من الأسوار المقامة بالبلوك الأبيض فقط دون المباني المخالفة المقامة بالخرسانة. ويقول محمد هاديموظف: أصبح الأمر يحتاج إلي مشاركة قوات من الجيش, إلي جانب الشرطة والمحليات, لتنفيذ قرارات الإزالة الصادرة, ومن الأمثلة الصارخة لمشكلة الاسكان بالدقهلية وفساد المحليات منطقة تقسيم خطاب بدائرة حي غرب المنصورة والبالغة مساحتها120 فدانا وتضم14 ألف وحدة سكنية. وأصبحت تلك المنطقة والتي تشمل عدة أبراج سكنية راقية منطقة عشوائية فقد تم بناؤها دون تراخيص ويعاني السكان الذين قاموا بشراء تلك الوحدات السكنية بآلاف الجنيهات من عدم توافر الصرف الصحي او مرافق منذ عام2008. رابط دائم :