كنت أسير في طريقي راضية أحمل أشياء أسمع همسات, في منتصف الطريق رأيت منعطفا لم أره من قبل, في آخره شجرة كبيرة تحتها جدول من الماء. اصطدمت به في طريقي, رأيت الشوق واللهفة يطلان من عينيه كان يحمل أشياء كثيرة ويسمع أصواتا متداخلة, سرت معه وتركنا طريقنا, وجلسنا تحت شجرة تعانقت عيوننا تشابكت قلوبنا خرجت الفراشات الملونة من بين شفتيه وحطت علي أزهار كلماتي. تنزهت الطفلة بداخلي مع طفله الصغير, تناثرت خصلات شعري كل كتفيه.....بقينا ساعة تحت الشجرة, مرت كلحظة, ولكنها عمر طويل. لم أكن أحدد الزمان ولا المكان, كل ما كنت أشعر به هو السعادة والامان: فجأة,بدأت أسمع الهمسات بداخلي تتحول إلي أصوات مرتفعة, نظرت إليه فزعة,رأيت دماء تسيل من نظراته, هو أيضا يسمع أصواتا ويكتمها بداخله, هو أيضا يحمل أثقالا, لا يستطيع تركها والبقاء معي, هو أيضا تتحطم مشاعر فوق صخور الواقع...ماذا أفعل؟ ارتفعت الأصوات, وصارت صرخات مرتفعة حملت أشيائي وتركته. وقف حزينا والدماء تسيل من عيونه ومن شفتيه, حاول منعي بنظرات عينيه الباكيتين, أردت البقاء لكن الصرخات ترتفع في داخلي, أخرجت قلبي من صدري وأعطيته له, كانت تتساقط منه الدماء أخرج هو أيضا قلبه, ووضع القلبين فوق الشجرة, شجرة الحرمان, نظرت إلي الشجرة فرأيتها محملة بالقلوب الحزينة, والدماء تسيل منها حتي ملأت النهر الصغير. سرت في طريقي, عادت الصرخات تتحول إلي همسات ثم ضحكات. أما أنا فصار وجهي باردا بلا ملامح أنظر خلفي لأراه وحيدا حزينا. ثم حمل أشياءه وصار في طريقه, عدت إلي المنعطف لأهدهد علي قلبي, وقلبه عاد هو أيضا يملؤه الشوق. التقينا,تشابكت قلوبنا تعانقت نظراتنا,نجلس قليلا فترتفع الأصوات, فنترك المنعطف والنهر والشجرة والقلوب ونسير كل منا في طريقه حتي تهدأ الأصوات.