كشف مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم عن أن الكتب المقررة علي الصف الثالث الثانوي بالتعليم الفني لا تتماشي مع نظيرتها بالصفين الأول والثاني بنفس المرحلة, مشيرا إلي أن هذه الكتب لم تتطور منذ25 عاما مما جعلها بمثابة كتب عفا عليها الزمن وعاجزة عن تلبية احتياجات سوق العمل. وفجر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل وهي وجود مافيا داخل الوزارة تسعي لمحاربة التطوير وتعمل بكل قوة علي تكريس المقررات الحالية للحفاظ علي مكاسبها وهو ما جعل وزير التربية والتعليم يأمر بإعادة طباعة هذه الكتب خلال العام الدراسي الحالي رغم اعتراض مركز تطوير المناهج وكذلك قطاع التعليم الفني. وقال المصدر إن الكتب القديمة لا تتسق مع تطوير الصفين الأول والثاني التي قلت فيها التخصصات الجديدة, مشيرا إلي أن الكتب الجديدة تكلفتها أقل بكثير من القديمة لاختصار الكتب والتخصصات والمناهج كما تتواكب مع التطوير العالمي وما تحتاجه سوق العمل. وأوضح أنه تم اختصار كتب مناهج تخطيط الإنتاج من32 كتابا إلي14 كتابا فقط والعجيب أن كلية الهندسة نفسها قسم الإنتاج تدرس كتابا واحدا في الوقت الذي تم فيه عمل توزيع بين ساعات العملي والنظري في ظل التطوير الجديد الذي يعتمد علي مشاركة الصناعة ومؤسسات الإنتاج في دعم العملية التعليمية. وأكد المصدر أن المواجهة الحقيقية مع هذا التطوير تكمن في مافيا الطباعة ودور النشر المستفيدة من وجود أعداد كبيرة من الكتب التي تطبع بملايين النسخ وأن هذه المافيا لها جذور داخل الوزارة منذ عشرات السنين, مشيرا إلي أنها تزرع سنويا قيادة جديدة لتيسير أعمالهم داخل الوزارة حتي إن هناك اتجاها بالوزارة نحو استبعاد المؤسسات القومية لطباعة الكتب واسنادها بالكامل لشركات ودور نشر أجنبية رغم رفض الحزب الوطني ومجلس الشوري للخطوات السابقة التي اتخذها الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق التي قلصت نسب المؤسسات القومية مقابل القطاع الخاص الذي زادت نسبته في طباعة الوزارة هكذا العام مؤكدا أن هناك اعتراضا شديدا علي إقلال عدد الكتب في التخصصات المختلفة وأيضا حجم وشكل الكتاب لأن سعر الكتاب المؤلف من100 صفحة غير الكتاب المكون من500 صفحة وأن كل ذلك سيؤدي إلي تكلفة أكبر وأخطاء أكثر في ظل الأعداد الكبيرة من الكتب التي تتم طباعتها وقلة الفترة الزمنية ما بين التأليف والطباعة ووصول الكتاب إلي يد الطالب.