قدمت دار الأوبرا المصرية حفلا موسيقيا لتكريم هرم من أهرامات الموسيقي في العصر الحديث وهو الفنان الراحل عمار الشريعي والذي أثري الحياة الفنية والثقافية بالعديد من الأعمال الإبداعية التي تحيا في وجداننا جميعا سواء كانت أعمالا غنائية أو موسيقية.. وكان من المقرر إقامة هذا الحفل في آخر الشهر الماضي ولكن تم تأجيله لهذا اليوم الذي يتوافق مع ذكري فنان الشعب سيد درويش في السابع عشر من الشهر الجاري.. ورغم وجود السيد وزير الثقافة ومجموعة كبيرة من الشخصيات الفنية والثقافية المهمة إلا أن الحفل تأخر إلي الساعة الثامنة والنصف بدلا من الثامنة.. وبدأ الحفل بمقدمة استهلالية من الإعلامية جاسمين طه ذكي ثم عرض فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل لما يقرب من خمس عشرة دقيقة أخرجه سامر ماضي وبعده مباشرة رفع الستار عن الفرقة الموسيقية بقيادة محمد الموجي أحد أحفاد الموسيقار الكبير الموجي وقدمت الفرقة موسيقي مسلسل دموع في عيون وقحة وتلاها دخول النجم إيمان البحر درويش والذي القي كلمة للجمهور عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية كما قدم نفسه كنجم قائلا من المعروف أن النجوم تظهر في ختام الحفل لكنني أردت أن أكون أول المشاركين.. ورغم نجوميته وفنه اللذين نقدرهما جميعا إلا أن التعبير قد خانه حيث عبر بشكل غير موفق حينما أطلق علي نفسه نجم وهو ما أثار حفيظة كثير من جمهوره فكيف لفنان أن يحكم علي الفنانين بزمن صعودهم علي خشبة المسرح فالنجومية يصنعها الجمهور وليس الفنان لنفسه!! وقد شارك خلال هذا الفاصل الغنائي مجموعة من الفنانين منهم نادية مصطفي والتي لاقت ترحيبا كبيرا من الحضور وغادة رجب ومي فاروق, أيضا قدم المطرب الشاب أحمد عفت سوليست الموسيقي العربية بالأوبرا أغنية مسلسل زيزينيا وأداها باقتدار وظل الجمهور يصفق بحرارة وطلب إعادة الأغنية مرة أخري نظرا لجمال الألحان للمبدع الشريعي وأيضا لجمال الأداء من عفت وظهر علينا الفنان هشام عباس وتغني بأغنية مسلسل أميرة في عابدين ولكن كان مظهره الخارجي لا يتماشي مع مقام دار الأوبرا واحتفائها بقيمة كبيرة كعمار الشريعي ورغم وجود الفرقة الموسيقية التي ترتدي الملابس الرسمية إلا أنه ارتدي البنطلون الجينز والتيشيرت وجاكيت كاجوال وهو ما يتماشي مع الحفلات الشبابية الصيفية أو الأندية وهو ما عكس حالة من الاستهتار بقيمة الحفل والجمهور.. وتضمن الحفل فقرة أسعدتنا من الشاعر الكبير جمال بخيت بتقديمه قصيدة كتبها للفنان الراحل أثناء مرضه وأثناء إجرائه عملية بالقلب, ثم تم تقديم موهبة فنية صغيرة وهو الشاب الكفيف عمر فرحان والذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما وهو الفائز في المسابقة التي تنظمها جمعية المكفوفين مرتين احداهما في الغناء والأخري في العزف علي الأكورديون وقد شجعه كثيرا عمار الشريعي, واعتقد أن هذه الموهبة التي امتعتنا خلال الحفل سوف يكون بداية لفنان حقيقي يسير علي نفس نهج المبدع الراحل.. وخلال الفاصل الغنائي الثاني قدمت مجموعة أخري من الأعمال الموسيقية بدأتها الفنانة سومة بمصاحبة الفرقة بقيادة مصطفي حلمي وهو ابن الموسيقار حلمي أمين وبعدها تألقت بالغناء الفنانة أميرة أحمد صاحبة الإحساس المميز بأغنية وبتسأل يا حبيبي وهي إحدي الأغنيات الرومانسية الجميلة للفنانة عفاف راضي التي غابت عن الأضواء لسنوات طويلة, كما قدمت رحاب عمر أغنية حبيبتي من ضفايرها والتي غناها الراحل مع هدي عمار وهي إحدي الأغنيات الجميلة التي تسبح في وجداننا بصوت عمار الشريعي, أيضا شارك في هذه الاحتفالية كل من خالد سليم وعلي الحجار ومروة ناجي ورحاب مطاوع وآمال ماهر والتي أبدعت بأغنية عربية يا أرض فلسطين مناجية الوطن العربي أجمع.. وقدم الشاعر المبدع سيد حجاب كلمات رقيقة تعبر عن فقدانه لرفيق مشواره الفني. وكان الحفل مميزا ومتنوعا بهذه النخبة الكبيرة من النجوم والأصوات الجميلة وكان الديكور معبرا عن هذه الاحتفالية بوجود الشموع بجانب صورة الشريعي التي تصدرت المسرح من أعلي, وكانت فكرة رائعة لوجود أصابع البيانو في الديكور ولكنهم أخفقوا في توظيفها في مقدمة خشبة المسرح حيث اعتلاها جميع الفنانين بما لا يليق بالآلات الموسيقية.. وكان إخراج الحفل بشكل راق والذي قدمته ابنة الاوبرا جيهان مرسي.. فتحية لكل من شارك وساهم في تكريم هذا العملاق الموسيقي الكبير الذي سيظل يسعد الملايين. رابط دائم :