واقعة اكتشاف أقمشة خاصة بالجيش المصري في أحد أنفاق التهريب عبر الحدود الشرقية يجب ألا تمر مرور الكرام. فالذين قاموا بهذا العمل لديهم أهدافهم الدنيئة ضد مصر وشعبها وجيشها. وحسنا فعل الجيش الثالث أن قام بتغيير ملابس جنوده ووضع لها رموزا تثبت الصحيح من الزائف, وحسنا فعل أيضا من إعلان تحذير وتنبيه للمصريين ليكونوا علي أعلي درجة من الانتباه والحذر لما قد يحدث من أطراف مجهولة قد تستخدم ملابس الجيش المصري, مما يثير البلبلة والمواجهات غير المحسوبة. واقعة تهريب أقمشة خاصة بالجيش المصري ليست بالأمر الهين, ولا يدري أحد كم حالة تهريب سابقة نجحت بالفعل, وكم من الحاقدين علي مصر وجيشها قد ارتدوا ملابس مزيفة وقاموا بأعمال مخربة, والمتصور نظريا علي الأقل أن هناك نفرا لديهم ملابس شبيهة بملابس الجيش المصري يعدون أنفسهم لعمل خطير. فهناك عبر الحدود من يريد أن ينهي العلاقة المصيرية بين الجيش والشعب, وأن يحولها إلي علاقة صدام وقتال ومواجهة. وذلك كأمنية الشيطان أن يدخل الجنة, ولن تتحقق أبدا. والمهم هنا وعي الشعب المصري. وعلي كل الإعلاميين وكل من له قدرة التواصل مع المصريين أن يفضح تلك الواقعة ويظهر دلالاتها الخطيرة وما وراءها من أهداف شريرة. فمنذ شهرين تقريبا ظهر أحد البيانات المنسوبة لجماعة جهادية تستقر في سيناء حمل تهديدا ووعيدا للجيش المصري ولكل المصريين, وأنذرنا بالعديد من العمليات التي تستهدف الكنائس والوزارات والجامعات والصحف إن لم يوقف الجيش هدم الانفاق ويطبق الرئيس مرسي ما وصفوه بشرع الله. وترددت الأنباء, أن هناك شحنة ملابس تشبه ملابس الجيش المصري جاءت من بلد عربي ودخلت أحد الموانئ باسم أحد الأشخاص المعروفين والنافذين جدا. وإن صح الأمر فنحن أمام تجهيز لفعلة شنيعة. وفي الآونة الأخيرة ثار التساؤل مجددا حول من قتل الجنود المصريين في رفح في رمضان الماضي, وظهرت معلومات حول علاقة بعض عناصر حماس بقتل جنودنا, كما نسبت تقارير لجهات سيادية تؤكد مشاركة عناصر جهادية فلسطينية في حادثة الهجوم علي الجنود المصريين. وفي الخلف من كل ذلك إصرار من الجيش المصري علي استكمال مهمة إغلاق أنفاق تهريب السلاح والأفراد والمخدرات عبر غزة من وإلي مصر. هذه الشواهد وغيرها تعني أن هناك من يتآمر علي مصر وعلي جيشها ولا يريد لها خيرا. فهناك من يسعي إلي إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب, وأن يدفع الأمور إلي مواجهة كتلك التي تمر بها سوريا منذ عامين ولا أحد يعلم متي تنتهي تلك المأساة وكيف تنتهي, لكن النتيجة المؤكدة أن سوريا كبلد قد انهارت وأن ما تبقي من الجيش السوري لم يعد الجيش القتالي المحترف القادر علي حماية الوطن والأرض والناس. قد يقول قائل دعونا من حديث المؤامرة ونظريات العمل بليل التي يبرع فيها الفاشلون, وقد يقول آخر أن هذه مجرد مصادفات لا تعني شيئا ولكن المصريين يبدعون في تحويل الحبة الصغيرة إلي قبة كبيرة. ونحن من جانبنا نقول لكل هؤلاء ولكل الذين يستهينون بما يجري أمامهم من أحداث وتطورات, أن كثيرا من الأحداث الكبري في التاريخ الانساني صنعتها مؤامرات وخطط دنيئة أسالت الدماء والحروب والكراهية بين بني البشر. ونقول أيضا إن مصر مستهدفة طوال تاريخها من أعداء معروفين بالإسم وكتب التاريخ حافلة بهم, إضافة إلي آخرين يبرزون في لحظات الضعف والهوان كتلك التي تمر بها مصر الآن. والمحزن أن يكون من بين المصريين من يمثل خطرا عليها وعلي أمنها وعلي تماسكها وعلي وحدتها الوطنية, وربما لا يكون أحد من هؤلاء علي صلة مباشرة بمؤامرة أو خطة أو برنامج لجهة ما يستهدف مصر ودورها ومكانتها, ولكنه بأفعاله الصغيرة وقصر نظره وضحالة فكره وسوء أعماله وتحركاته الفاقدة للحكمة والوطنية يسهل لهؤلاء الطامعين في مصر ما يريدون فعله. فحين يظهر من بين المصريين محترفون للإثارة ويدعون لعب السياسة ويوظفون الدين في التلاعب بمشاعر البسطاء وينشرون الكذب علي الملأ ويتطاولون علي جيش مصر وجنودها بالكلمات الجارحة والتهديدات الفجة, كما حدث مرارا وتكرارا من شخصيات محسوبة علي الاسلام السياسي, نكون أمام مصيبة كبري بكل المعاني والدلالات. وهؤلاء مثل الطابور الخامس الذي يمهد للغازي دخول البلاد في لحظات الشك واللا يقين, ويفتح الثغرات في جدران حماية الوطن. وهؤلاء مطلوب ردعهم بقوة القانون لحماية الوطن من شرورهم. لقد قلنا من قبل وسنظل نرددها أن جيش مصر هو عمود الدولة المدنية الوطنية الحديثة, وأن الساعين لهدم هذا العمود كثر, ولكل منهم أسبابه وأهدافه, ولكنه بإذن الله سيظل شامخا لا تهزه ريح ولا تؤثر فيه شائعات أو تهديدات ولا تهزمه مؤامرات ظاهرة كانت أو خفية, وستظل المؤسسة الوطنية الجامعة للمصريين جميعا والحامية لكل المصريين والرادعة لكل الخطط الدنيئة. إن عقيدة الجيش المصري واضحة تماما, مرتكزها الرئيسي حماية الوطن والمواطنين, والالتزام بالدولة المصرية ومؤسساتها ودستورها وقانونها, لا تتضمن أي إشارة أو احتمال بتوجيه السلاح للمواطنين, فقط يوجه السلاح إلي أعداء الوطن لردعهم ولمواجهتهم ثانيا والانتصار عليهم وسحقهم ثالثا. المصري في عقيدة جيشه أمانة ودور, والمصري بالنسبة لجيشه المعين الذي لا ينضب من أجل عزة الوطن وكرامته. ومن يتصور أن الجيش المصري يمكنه أن يستنسخ النموذج الليبي أو الحالة السورية فهو واهم ونقول له عشم إبليس في الجنة. رابط دائم :