جاء اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما ان زيارته للشرق الاوسط ستكون سياحية وانه لم يحمل اي مبادرة جديدة لعملية السلام في المنطقة بل يسعي لمخاطبة الشباب اليهودي في الشوارع والبارات لتثير ردود أفعال غاضبة حول زيارته التي جاءت للتودد للوبي اليهودي واثبات ولائه لكيان الاحتلال الذي فقد ثقته في اوباما خلال الفترة الماضية. وتحت عنوان اوباما امام مفترق طرق نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية تقريرا اشارات فيه الي ان زيارة اوباما لاسرائيل الاربعاء المقبل سترسم ملامح سياسته خلال الفترة القادمة, لافتة الي أن القضية الفلسطينية والملف النووي الايراني قد يفرضان نفسيهما علي جدول اعماله خلال زيارته التي ادعي انها ستكون جولة استكشافية فقط. وتشير التوقعات الي ان زيارة اوباما تأتي لكسر حالة الجمود مع الكيان الاسرائيلي وفتح صفحة جديدة للعلاقات معه وللتأكيد علي مسئولية الولاياتالمتحدة عن امن واستقرار اسرائيل فيما أكدت التقارير الصحفية ان زيارة اوباما جاءت لاقناع نتنياهو بتجميد المستوطنات والعودة الي طاولة المفاوضات من جديد والعدول عن فكرة توجيه ضربة لايران لكن اسرائيل تعتبر ذلك املاءات تأتي في صالح العرب الذين يسعي اوباما منذ توليه الحكم لكسب ثقتهم كما فعل بيل كلينتون. ومن جانبه ذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية ان الفلسطينيين يعتقدون ان زيارة اوباما ليس لها اي اهمية حيث ادركوا من خلال حديثه لاحدي القنوات التليفزيونية الاسبوع الماضي انه سيأتي من اجل المواطن الاسرائيلي, ولم يذكر حتي القضية الفلسطينية, وهو ما اعتبروه اهانة لهم وتجاهلا لقضيتهم. وجاءت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن لموسكو قبل ايام من الزيارة المرتقبة لاوباما في محاولة لاشراك الروس في العملية السياسية كضوء احمر لاوباما الذي قرر ان يأتي للمنطقة دون اي مبادرات جديدة. واكدت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان زيارة اوباما تأتي لاسترضاء اسرائيل وليس لاعطائها المزيد من الإملاءات والدروس والتأكيد علي التزامه بأمنها خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والتي تمثل خطرا كبيرا علي امن واستقرار اسرائيل, مشيرة الي ان التقارير التي صدرت مؤخرا حول ضغط اوباما علي نتنياهو لاحياء مفاوضات السلام ليس لها اي اساس من الصحة وان طرح اوباما للفكرة قد يكون علي استحياء لانه يهدف الي اعادة الدفء الي العلاقات الامريكية الاسرائيلية بعدما توترت كثيرا مما اثار غضب الكثير من يهود امريكا من رجال اعمال واصحاب رؤوس اموال. وتكمن المخاوف من محاولة اوباما استرضاء اسرائيل علي حساب الفلسطينيين من خلال الضغط علي السلطة لمنعها من مقاضاة اسرائيل في محكمة العدل الدولية وكذلك منع اندلاع انتفاضة ثالثة مقابل تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات, وهو الامر الذي رفضته حركة حماس مشيرة الي ان زيارة اوباما وما يحمله في جعبته لفلسطينيين مجرد خدعة امريكية وسيناريو مدبر لاجهاض المصالحة الفلسطينية قبل ان تولد, ولذلك علي الفلسطينيين ان يستفيدوا من درس الماضي وان يتوحدوا في وجه هذا الكيان المحتل وحلفائه. وتري صحيفة ديلي كولر الامريكية ان اوباما لن يتمكن من اقناع اسرائيل بفكرة وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين ووقف ممارستها الانتهاكية بحق الفلسطينيين. ومن المتوقع ان يضغط اوباما صاحب السياسة العرجاء علي الجانب الفلسطيني بحزمة جديدة من المطالب كالعودة للمفاوضات دون اي شروط والتنازل عن مطلب القدس عاصمة لفلسطين وكذلك عن اراضي المستوطنات والتنازل ايضا عن حق العودة, اما اسرائيل فعليها ان تحصد نتاج ما زرعته طوال سنوات الظلم وهو العودة الي طاولة المفاوضات دون اي تنازلات تذكر لاستكمال عملية السلام الفاشلة. وهو ما دفع الصحيفة للقول بأن السياسة الامريكية انحازت للجانب الاسرائيلي بل اصبحت وجها اخر لاكثر الحكومات السرائيلية تشددا. وحول التقارير التي صدرت بشأن زيارة اوباما للاردن والتي تحمل في طياتها رسالة واضحةللنظام الاردني تطالبه باستضافة اي محادثات سلام مقبلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ليحل بدوره محل مصر التي بدأت تفقد تأثيرها نظرا لوضعها غير المستقر, يري المحللون انها غير قابلة للتحقيق لان مصر راعيا لتلك القضية منذ نشأتها عام1948, لانها البلد الوحيد الذي تمكن من انهاء الانقسام بين فتح وحماس واقناعهم بضرورة المصالحة. رابط دائم :