رغم تولي المرأة منصب القضاء وعملها في مجال الدعوة والافتاء وتقلدها العديد من المناصب الرفيعة.. إلا أنها مازالت غائبة عن عضوية مجمع البحوث الاسلامية. أكبر مؤسسة اسلامية في العالم الاسلامي للإفتاء نظرا لعدم حصولها علي اصوات اعضاء المجمع لانتخابها في عضوية المجلس. وكان الدكتور محمد سيد طنطاوي قد قام بمحاولة انتخاب الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالقاهرة كعضوة بمجمع البحوث بعد تقديمها طلبا له بذلك إلا أنها لم تحصل إلا علي صوت واحد فقط من أعضاء المجمع!! وفقدت المرأة الأمل في عضوية مجمع البحوث وجاء الامام الأكبر الدكتور احمد الطيب ووضع ضمن الملفات التي يقوم بدراستها حاليا هو تعيين ممثلة للمرأة في مجمع البحوث الاسلامية لأنها هي أفضل من يعبر عن قضاياها, خاصة بعد بزوغ العديد من القضايا الشائكة الخاصة بالمرأة والأسرة نتيجة لمستجدات العصر ومتغيراته. وأكدت مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر أن هناك طلبات قدمت للطيب من فقيهات يطلبن ذلك وأنه وعد بدراسة ذلك بجدية وأن هناك احتمالا بصدور قرار بهذا الشأن. الدكتورة سعاد صالح صاحبة التجربة الأولي التي رفضها المجمع أكدت أنه ليس هناك أي مانع شرعي في أن تمثل المرأة في مجمع البحوث الاسلامية, بالاضافة الي أنها حصلت علي الاستاذية بجامعة الأزهر واخترقت المجال الدعوي بقوة وأصبح هناك العديد من الفقيهات اللاتي لديهن القدرة علي الافتاء. وقالت: إنها تقدمت لعضوية مجمع البحوث الاسلامية في عهد الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي رحب بشدة, لكن لم أحصل إلا علي صوته فقط. وذكرت أن المشكلة لاتكمن فيمن يتم اختيارهن ولكن أن يسمح بتمثيل المرأة لأنها أفضل من تعبر عن مشاكلها. وأكدت الدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر أن عضوية المجمع عمل علمي ومجتمعي مثل الجامعة وخاصة أن نصف قضايا المجمع تدور حول الأسرة والمرأة والطفل. وقالت إن المرأة الحاصلة علي الأساتذية ربما تفوق بعض اعضاء المجمع الذين لايحملون هذه الدرجة العلمية, مشيرة الي أن المشكلة ليست نقص علم او مؤهل, ولكن أنها قضية حساسية من منافسة المرأة الاستاذة للشيخ الرجل وأن هذا موروث وعرف لا جديد فيه. وذكرت الدكتورة آمنة نصير أن اللائحة الموضوعة لاختيار اعضاء مجمع البحوث الاسلامية لابد من تغييرها لأنها تعتمد علي التصويت وأنه من الاستحالة ان يصوت اعضاء المجمع للمرأة لذا لابد من تغيير تلك القوانين شأن اجتهادنا في استبدال النصوص. وأوضحت أن وجود فقيهات من النساء ناجحات جعل هناك قدرا من الحسد الرجالي مشيرة الي أنه في تركيا توجد استاذة امرأة مساعدة للمفتي في كل منطقة للافتاء في القضايا التي تخص المرأة لأنها أفضل من تعبر عن ما يخصها. وشددت علي أن العهد النبوي كانت المرأة فيه راوية للحديث, وشاركت في البيعتين اللتين سميتا ببيعة النساء وأن الرسول أخذ عليهن العهد مثل الرجل بالاضافة الي أن المرأة كانت شيخة لكبار علماء الأمة مثل الامام الذهبي الذي قال ولم يعرف عن امرأة أنها كذبت في رواية الحديث. كما ذكر أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي موسوعة القرن السادس الهجري أنه بموت شيختي شهده بنت احمد البغدادي نقص علم رواية الحديث وابن تيمية عليه رحمة الله كانت له شيخات من النساء, وكذلك احمد بن حنبل شيخته السيدة نفيسة العلوم رضي الله عنها موضحة أن المرأة تراجعت كثيرا عما اعطاه لها الشرع.