ثلاث قضايا رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية سوف تسيطر علي أول جولة خارجية للرئيس باراك أوباما في ولايته الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط يوم الأربعاء المقبل. وتتلخص في برنامج إيران النووي, والحرب الأهلية السورية, وعملية السلام في الشرق الأوسط المتوقفة منذ عام2010, وتستغرق زيارة أوباما للمنطقة ثلاثة أيام سيزور خلالها إسرائيل وفلسطين والأردن. وذكرت صحيفة فايننشال تايمزي البريطانية أن هذه القضايا تفعل الكثير لتحديد كيفية الحكم علي رئاسته في ولايته الأخيرة, ففي ظل العلاقات المعروف عنها بغير المتجانسة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, وعلي الرغم من الكثير الذي فعله أوباما لإسرائيل, يشكك الكثير منهم في اقتتناعه بالدفاع عن إسرائيل, ويقول احد الدبلوماسيين إذا كان يريد اقناع الإسرائيليين للتحرك بشأن قضايا مثل عملية السلام فإنه سيضطر لإقناعهم بأنه حقا إلي جانبهم. ويأتي علي رأس جدول أعمال هذه الزيارة مدي قدرة أوباما علي تحريك المياه الراكدة في عملية السلام بالشرق الأوسط من خلال إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين ببدء مفاوضات تقودهما إلي القبول بحل الدولتين وتجميد المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية, وفي الوقت نفسه فإن أوباما يريد إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال اجتماعهما في رام الله أن السلطة الفلسطينية يجب ان تقضي علي الشكوك الإسرائيلية تدخل في مفاوضات ذات مغزي. كما أن طمأنة إسرائيل تجاه القضية النووية الإيرانية تعد محورا مهما خلال الزيارة والتي سبق أوباما وأعلن أوباما ان امتلاك إيران سلاح نووي هو خط أحمر. فالبنسبة لإسرائيل هذا هو البند رقم واحد علي جدول الأعمال للزيارة خاصة وأن الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أن هناك فجوة بين موقف الولاياتالمتحدة الذي يتلخص في حتمية الوقوف ضد إيران اذا كانت علي وشك تجربة نووية والموقف الإسرائيلي الذي يريدها ان تتوقف قبل ذلك بكثير فمن غير المرجح ان هذه الفجوة سوف تغلق أو أن أوباما سوف يعلن علي الملأ أنه خط أحمر جديد لا يجب ان تتخطاه إيران. والقضية الأخيرة هي كيف يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل احتواء تداعيات الحرب الأهلية السورية والتي تشغل الاهتمام الأمريكي الإسرائيلي, لكن من الصعب رؤية أن اجتماع أوباما ونتنياهو يمكن أن يؤدي إلي الكثير للحد من المخاوف حيث ينحصر القلق الإسرائيلي في أنه يجب القيام بكل شيء لاحتواء انتشار الأسلحة الكيميائية والأسلحة التقليدية من ترسانات الأسد. رابط دائم :