تصر بعض مؤسسات الدولة علي التعامل مع الأزمات التي يعاني مواطنون من ويلاتها بالمسكنات التي تقلل الألم ولا تقضي علي أسبابه, ولو حدث وفكرت في علاج للأزمة فإنها تلجأ لأساليب واهية تبدأ بالكلام وتنتهي بالكلام. وتكون المحصلة مزيدا من الغضب يمثل شهادة من المواطنين لهؤلاء بأنهم فاشلون. هذه المسكنات والمكلمات لا تحتاج إلي جهد للعثور علي مثال لها فهي متكررة ومتعددة, ولكن يلفت النظر تلك المبادرة التي أطلقها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أمس الاول لدراسة الأزمة التي تعيش في ظلالها بورسعيد الباسلة التي ثارت غضبا, وتحدت عصيانا, وتألمت دما, واتحدت شعبا, وانتظرت كثيرا من يمد لها يد العون فاختنقت غازا, وقتلت رصاصا, وتهددت بطالة, وتجرعت سم الاهمال الذي يميت صاحبه الجبان ولا يذل شجعان المعارك الخالدة. الدكتور ياسر علي رئيس المركز وبعد خبرة ليست طويلة ولكنها كثيرة المنافع الي جوار الرئيس في مؤسسة الرئاسة انتهت بانتقاله المفاجئ والغامض لمركز المعلومات فكر وفكر وتفتق ذهنه عن السبيل الامثل لعلاج مشكلات بورسعيدالمزمنة والمستعصية وكان نتاج تفكيره عقد حلقة نقاشية بعنوان بورسعيد.. الحلول العاجلة والبدائل لايجاد حلول فورية لتهدئة الأوضاع وتخفيف حدة الاحتقان والخروج من الأزمة لاستعادة الاستقرار في منطقة القناة! أي والله هذا ما فكر فيه الدكتور ياسر وأراه لم يختلف مع الرئيس أو يخالفه ففي اللحظة التي كان يعلن فيها مبادرته الخالدة كان الرئيس يلتقي ممثلي بورسعيد في قصر الاتحادية في لقاء شهد كلاما كثيرا انتهي الي ان يلقي الرئيس كلمة يعلن فيها معاملة شهداء الاحداث الاخيرة كشهداء الثورة. ومن كلام الرئيس الي كلام المتحدث السابق باسم الرئاسة نستطيع أن نتابع التوافق الغريب علي أسلوب العلاج الذي يعتمد علي مداواة الجروح بكلمات معسولة الوعود قابلة التراجع سهلة الإفلات من عهدها وميثاقها ويراها اصحابها بمثابة دواء يوقف انتشار الورم في الازمة ويقتنع ضحاياها بأنها مجرد كلام في كلام وليت المتآمرين الحاقدين لا يترجمون حسن نية الرئاسة ولا مركزها للمعلومات علي أن هذا الكلام لا يمكن أن نثق فيه إلا إذا تحقق ف كلمة أو بصلة المحب كما يقولون خروف! والمؤسف ان تكون الحلول المقترحة كلاما وعلي طريقة الحوار الوطني السري الذي لا تغادر ثماره شباك الغرفة التي يجري بها وبمجرد ان ينتهي تتساوي توصياته مع موقف المشاركين فيه من السياسيين الذين يتعاملون مع الكلام معاملة السياسي تحت الطلب فينسي ويتناسي ما تمت مناقشته أو الاتفاق عليه بمجرد انتهاء الحوار أو الحصول علي غنائمه. المشكلات الكبري يا سادة لا تعالج بالمسكنات من عينة الحلقات النقاشية والمبادرات أو حتي الاعتذار ولكن تعالج جذريا بقرارات محصنة ضد التراجع, ووعود لا يخلفها صاحبها, ومواقف بعيدة عن الكذب السياسي, وما دون ذلك فهو مجرد كلام! [email protected] رابط دائم :