لدي إحساس بأن أعضاء الحكومة اتفقوا فيما بينهم علي قضاء فترتهم الوزارية في الكلام ولو كان كلامي مهما فليخرج علينا أحدهم ويخبرنا ماذا قدم وأنجز بعد مرور ما يقارب5 أشهر من عمر الحكومة غير خطط لم تغادر الورق ومسكنات تنهش بآثارها القاتلة في جسد يتهاوي أمام الأزمات والإهمال الذي لا مثيل له. و علي كبيرهم الذي هو رئيس الوزراء أن يقول لنا: أين تذهب مخصصات الوزارات في الوقت الحالي وماذا تفعل جيوش المستشارين ومن الذي فتح مغارة الوزارات للأقارب والأصدقاء ومن المسئول عن استمرار كل صور الإهمال والتراخي والسلبية والفساد والإفساد كما هي في كل وزارة ودون تغيير. قد يقول لي قائل وهذا حقه: الإصلاح يبدأ من أعلي إلي أسفل وهذا لن يتحقق بين يوم وليلة وأن5 أشهر لا تكفي للحكم علي بدء ملامح التغيير ويبرر بأن كل الوزارات مازالت تعمل بنظام أدمنته طوال30 سنة. ورغم أنني أري أن الظروف التي تعيشها مصر الآن وبدايات العمل بعد ثورة شعبها والرغبة في التغيير والتطلع إلي تحولات مجتمعية كبيرة ينبغي أن يكون دافعا لأداء حكومي متميز إلا أن الحكومة الحالية ومن علي شاكلتها من حكومات ما بعد الثورة أوقعت نفسها ووزراءها بل ومصر كلها في فخ من نوع جديد يؤصل لصورة غير مسبوقة من الإهمال وهذا الفخ يتمثل في عدم المبادرة في اتخاذ القرارات أو تنفيذ سياسات لصالح المواطن والتحرك فقط في ضوء خريطة الاعتراضات والمطالب الفئوية. وعندما حاولت الوزارة الإصلاح لجأت إلي تعمد زيادة الجرعة مع الجسد المريض من عينة تحريك الأسعار ووضع تقييدات علي ما يتعلق بمصالح الناس والحديث عن عدل بلا عدالة في مسألة العدالة الاجتماعية وتبارت الوزارات في البحث عما يزيد الحمي في جسد كان يحلم يوما بالعلاج ويتطلع إلي التخلص من ألامه وأوجاعه فإذا به في غرفة مظلمة وبلا تنفس ويصارع الموت علي أعتاب الوزراء الجدد وكبيرهم الذي علمهم سحر الكلام لا جدوي الفعل. ومثل كل شيء في مصر الآن أمسك الوزراء بطوق النجاة المقطوع وهو السياسة إذ إن كل شيء في بلادي يعمل بلون وطعم ورائحة سياسية طاردة للإصلاح ومهيجة للناس فتاهت الوزارات وغابت عن رئيسها ملامح القيادة وسقط الكل في مستنقع الإهمال والسلبية ومازالت حكومتنا تتواصل معنا بقدر رصيدها الذي لا يسمح إلا بالكوارث والمصائب.