مع أنني من ذوي الإحتياجات الخاصة بل ومن ذوي القدرات الخاصة أيضا.. رسالة بسيطة في كلماتها, قوية في مضمونها بعثت بها صفاء طه عبداللطيف صاحبة السنوات التسع التي يري فيها والدها رسالة لأصحاب النفوس الضعيفة اليائسة التي تجهل معالم القوة بداخلها, إنها هدية الرحمن إليه كما وصفها... لها من القدرات ما يفوق احتياجاتها الخاصة حيث شاء الله أن تولد بإعوجاج حاد في العمود الفقري وتيبس في جميع المفاصل لتتوقف عضلات أطرافها عن النمو, هذا المرض الذي قد يصيب الأطراف العليا فقط أو السفلي ولكن يري والدها أن الله أنعم علي صفاء بأن أصاب أطرافها الأربعة ودخلت حجرة العمليات12 مرة وفي انتظار إجراء جراحات أخري... يروي والد صفاء حكايتها مع التحدي حيث كان يقوم لها بكل احتياجاتها الأساسية داخل المنزل مثل إطعامها ومساعدتها في الحركة أثناء النوم, وعندما أكملت عامها الرابع وجدها تستخدم أصابع القدم اليمني في اللعب وتركيب المكعبات ثم في الكتابة سواء حروف عربية أو انجليزية والرسم بقلم رصاص قصير علي الورق وتلوين الأشكال أيضا., واستمر الحال هكذا مع مزيد من الدقة في كل مرة حتي حان موعد الإلتحاق بالمدرسة حيث رفض والدها أن تدخل مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة لأن بها نوعين من الطلاب إما المرضي بتخلف عقلي شديد أو من لديهم فرط حركي وتأخر تعليمي أي أنها في الحالتين ستتعرض للأذي النفسي والجسدي علي حد قوله... وبدأت رحلته في الدفاع عن حق ابنته في دخول مدرسة حكومية عادية خاصة بعدما حصلت علي111 درجة في مقياس الذكاء أي أنها تقع في مستوي الoverrange بالإضافة إلي أنها تستخدم أصابع القدم في الكتابة, ورفضت بعض المدارس قبولها بحجة عدم قدرتها علي قضاء احتياجاتها في المدرسة حتي أكد لهم والدها أنه سيكون أمام المدرسة يوميا ليقوم بما تحتاجه طوال اليوم الدراسي, وظل الوضع هكذا طوال3 سنوات حتي استطاعت صفاء التأقلم مع اليوم الدراسي الأمر الذي تمكن والدها فيه من عدم الذهاب بشكل مستمر. وفي الصف الثالث الإبتدائي استطاعت أن تدخل الإمتحان لأول مرة دون حضور شخص آخر معها يكتب نيابة عنها ثم بعد ذلك تمت الموافقة علي أن تقوم صفاء بحل الاختبارات علي الكمبيوتر وذلك بعد التأكد من أنها تستخدمه ببراعة شديدة عن طريق ذقنها والشفة السفلية للضغط والنظارة التي ترتديها للكتابة علي الكي بورد. ومنذ ثلاث سنوات بدأ اهتمام صفاء بالكتابة حيث كانت تدون بعض الخواطر عن حياتها وأسرتها وعن الأحداث المحيطة بها ثم بدأت بعد ذلك في كتابة بعض الأشعار تناولت فيها بعض أحداث الثورة وعن الطبيعة وبعض السلوكيات الإيجابية ومن أشهر أشعارها أبيات كتبتها عن النيل حيث لقبت نفسها بشاعرة النيل مثل الشاعر الكبير حافظ إبراهيم, قالت فيها.. في وطني نيل جميل عنده أحس بالهواء العليل, وأحس كأنني ريشة زرقاء تطير وتحلق في السماء, فلا تلوثوا النيل يا أصدقاء فإنه سر البقاء, فالنيل صديقنا ويجب علينا أن نحافظ علي نعمة ربنا.. واستطرد والد صفاء الحديث عن قدراتها حيث قامت بتأليف موسوعة قصصية للأطفال كما أنها شاركت في العديد من المسابقات وكذلك الدورات التدريبية التي تتمرن فيها علي رسم الخطوط والهياكل والأشكال بل وقامت بعمل بعض المعارض الفنية وتعتبر لوحة موقعة الجمل الأشهر لها بالإضافة إلي الأشكال الفنية التي ترسمها خصيصا للقصص التي تقوم بتأليفها, كما تتعلم البرمجة في كلية الحاسبات والمعلومات. لينطلق صوتها الملائكي في النهاية وتتحدث صفاء بنفسها عن حلمها بأن تصبح مذيعة للأطفال لتحكي لهم موسوعتها القصصية وترشدهم للقيم الإيجابية التي تربت عليها وتحاول أبرازها في كل أشعارها ومؤلفاتها. رابط دائم :