يواري جثمان الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الثري اليوم فيما أعلنت فنزويلا الحداد عليه6 أيام علي أن تجري انتخابات لاختيار خليفته بعد29 يوما من انتهاء فترة الحداد, وفي الحقيقة فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد التقطت أنفاسها الآن بعد رحيله, وربما يكون ذلك غير ظاهر بشكل رسمي, لكن طبقا لتاريخ الاحتكاك بين واشنطن وكاراكاس, فقد زال الهم في واشنطن بينما في الناحية الأخري زاد التوتر في اقتصاد فنزويلا بعد رحيل الاشتراكي العظيم تشافير. ولمن لايعرف تشافيز جيدا فهو ببساطة الذي أسس حركة يسارية حملت اسم الحركة من اجل الجمهورية الخامسة عقب خروجه من السجن, ويقول تشافيز عن نفسه انه بطل الفقراء وانا طاعون الاوليفاريه المتسلطة وتعني تسلط الأقلية علي الأكثرية, واستطاع أن يصل إلي دفة الحكم عن طريق الانتخابات وكانت بلاده تعاني من الفساد المالي والإداري وفنزويلا تحتل المركز الخامس عالميا في انتاج البترول والثالثة لتصدير البترول إلي واشنطن, غير أن الفقراء محرومون من هذه الثروة الكبيرة نتيجة نهب الثروات من قبل رجال الأعمال والشركات الاحتكارية التي ترتبط بشكل مشبوه بالولاياتالمتحدة. لقد اعتمد تشافيز الفكر الاشتراكي العلمي في معالجاته للاقتصاد, وكان دائما يقول ان الاشتراكية وحدها قادرة علي حل لكل القضايا بشكل كامل, إلا انها تقتلع من الأساس الجذور الطبقية والاجتماعية للتمييز والاضطهاد والاستغلال, ولذلك فان اي نظام يحترم حقوق الانسان فعليا يشكل حلا. وصف تشافيز اصلاحاته التي قام بها بأنها ليست رأسمالية ولاشيوعية ولا اشتراكية ولكنها بوليفارية والبوليفارية نسبة إلي سيمون بوليفار محرر أمريكا الجنوبية من الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر, أما الإصلاحات التي قام بها فهي ثورة ديمقراطية تتبني التعددية وهي اصلاحات اجتماعية تقوم علي السوق في جانبه الاقتصادي. وتتركز وتيرة المخاطر علي الاقتصاد الفنزويلي ممن سيخلفه في الحكم, فإذا وصل معارضوا تشافيز إلي السلطة فيحتمل حصول تحسن في العلاقات بين كاراكاس وواشنطن, أما مع روسيا فسوف تصبح علاقات اعتيادية بين دولتين متباعدتين. ستشهد فنزويلا صراعا سياسيا حاميا, لايمكن التكهن بنتائجه, لان القوي السياسية الحاكمة حاليا, مرتبطة بدرجة كبيرة بشخصية تشافيز, فاذا سارت الأمور في نصابها الصحيح وقرر نائب الرئيس نيكولاس مادورو إجراء الانتخابات الرئاسية في شهر ابريل المقبل, فان انصار تشافيز قد استعدوا لها جيدا, وبدون شك فان مادورو المعادي لأمريكا سيصبح رئيسا وسيميل أكثر إلي روسيا, وسوف يستمر علي النهج السياسي لتشافيز أما اذا تمكنت المعارضة من توحيد صفوفها, كما حصل في الانتخابات الأخيرة التي جرت في شهر أكتوبر الماضي فستختلف المعادلة ويميل ميزان القوي ناحية واشنطن. رابط دائم :