وسط مشاعر الحزن والصدمة, تودع فنزويلا رئيسها الراحل هوجو تشافيز رمز الاشتراكية في أمريكا اللاتنية الذي توفي بعد صراع مع السرطان وتستعد لوضع ترتيبات عرض جثمانه ليلقي عليه المواطنون نظرة الوداع الأخيرة مع تحول الاهتمام إلي إجراء انتخابات جديدة لاختيار من سيخلف الزعيم الاشتراكي الذي استمر حكمه14 عاما. وأعلنت كاراكاس حالة الحداد أسبوعا وتم نقل الجثمان إلي الأكاديمية العسكرية ليلقي عليه المواطنون نظرة الوداع الأخيرة قبل تشييعه غدا الجمعة. ومن جانبه, قال نيكولاس مادورو نائب تشافيز في كلمة بثها التليفزيون المحلي إنهفي لحظة ألم هائل غلف الوطن في ظل هذه المأساة التاريخية, ندعو كل المواطنين إلي اليقظة للحفاظ علي السلام والحب والاحترام والهدوء, داعيا الفنزويليين إلي ترجمة هذا الألم إلي سلام. وأضاف أنه تم نشر قوات الجيش والشرطة لحماية الشعب. وفي غضون ذلك, تعهد دييجو موليرو وزير الدفاع بالتزام القوات المسلحة الفنزويلية باحترام الدستور ورغبة الرئيس تشافيز. وظهر قادة الجيش الفنزويلي علي الهواء مباشرة علي شاشة التلفزيون الرسمي للبلاد وأقسموا علي الولاء لنائب الرئيس.وأعلنت السلطات الفنزويلية أنه سيتم الدعوة إلي الانتخابات خلال30 يوما, وسارع القادة العسكريون إلي إعلان ولائهم لمادورو الذي أعلن تشافيز قبل رحلته العلاجية الأخيرة الي كوبا أنه يفضله كخليفة له وطلب من أنصاره تأييده. وسيتولي مادورو زعامة البلاد بشكل مؤقت إلي حين إجراء الانتخابات. ومن جهته, دعا انريكي كابريليس رادونسكي زعيم المعارضة وحاكم ولاية ميرندا الغنية علي حسابه علي تويتر الفنزويليين إلي الوحدة وأعرب عن تضامنه مع عائلة الرئيس. لكنه طالب بتولي رئيس البرلمان ديوسدادو كابيلو منصب الرئيس كما ينص علي ذلك الدستور. وفي تطور أخر, توالت ردود الأفعال العالمية علي نبأ وفاة تشافيز, وعبرت دول عدة في المنطقة عن حزنها, معتبرة أن وفاته خسارة لا تعوض.وفي واشنطن, قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان إنه في هذا الوقت الصعب برحيل تشافيز فإن الولاياتالمتحدة تؤكد دعمها لشعب فنزويلا واهتمامها بإقامة علاقات بناءة مع حكومة فنزويلا. وأضاف أنه في وقت تبدأ فيه فنزويلا فصلا جديدا في تاريخها, لا تزال واشنطن ملتزمة بالسياسات التي تعزز المباديء الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان.وفي نيويورك, أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التزام المنظمة الأممية بالعمل جنبا إلي جنب مع الحكومة والشعب في فنزويلا من أجل دعم التنمية والازدهار. وقال بان إن تشافيز ارتقي لتحديات وتطلعات الفنزويليين الأكثر ضعفا,وبعث أملا جديدا في حركات التكامل الإقليمي, علي أساس رؤية أمريكية لاتينية بارزة, في حين أظهر التضامن مع الدول الأخري في نصف الكرة الغربي,وقدم إسهامات حيوية في محادثات السلام الجارية في كولومبيا بين حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس والقوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك. وفي لندن, أعرب وليام هيج وزير الخارجية البريطاني عن حزن بلاده الشديد لوفاة تشافيز الذي ترك أثرا دائما علي شعبه.فيما وصف النائب البريطاني جورج جالوي تشافيز بأنه كان بمثابة بطل للفقراء والمضطهدين في كل مكان, كما أطلق عليه لقب سبارتاكوس العصر الحديث. وفي بروكسل, أشاد رئيسا المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية بالتنمية الاجتماعية التي طبقها الراحل في فنزويلا. وكتب هرمان فان رومبوي وجوزيه مانويل باروزو في بيان مشترك أن فنزويلا تميزت بتنميتها الاجتماعية ومساهمتها في الدمج الإقليمي لأمريكا اللاتينية. وأعرب عن رغبتهما في تعميق مستقبل العلاقات بين كراكاس والاتحاد الأوروبي.وفي برلين, أعرب جيدو فسترفيله وزير الخارجية الألمانية عت الأمل في ان تفتح فنزويلا عهدا جديدا, مؤكدا أن فنزويلا لديها قدرات كبيرة والديمقراطية والحرية وسائل جيدة لتحقيق تلك القدرات.وعلي صعيد الدول الحليفة لكاراكاس, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تشافيز كان رجلا استثنائيا وقويا يتطلع إلي المستقبل. ولفت بوتين في البرقية إلي أن الزعيم البوليفاري صديق قريب لروسيا سمح بإرساء قواعد متينة لشراكة روسية فنزويلية, وإقامة اتصالات سياسية نشطة وإطلاق مشاريع انسانية واقتصادية واسعة بين البلدين.