في الوقت الذي أبدت فيه القوي الكبري تفاؤلا حذرا من نتائج المحادثات النووية مع إيران والتي أجريت اواخر الشهر الماضي في كازاخستان, اعربت طهران عن نيتها في انتاج3000 جهاز طرد مركزي يمكنها من تخصيب اليورانيوم بشكل اسرع وهو ما اعتبره الغرب صفعة اجهضت جهوده وعادت بالمفاوضات إلي المربع الأول. ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان لعبة القط والفأر مازالت مستمرة بين إيران والقوي الكبري التي دأبت علي اشعال سباق التسلح في دول الخليج التي سارعت مهرولة لعقد صفقات أسلحة بقيمة83,3 مليار دولار خوفا من النووي الإيراني الذي يهدد استقرارها وأمنها في المنطقة. وجاءت السعودية في المرتبة الأولي من حيث ابرام الصفقات العسكرية التي قدرت بأكثر من30 مليار دولار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي امدتها بمقاتلات وطائرات حربية تمكنها من ردع أي تهديدات إيرانية, ثم قطر بنحو6 مليارات دولار وعمان بنحو5 مليارات دولار ثم الكويت ب4,2 مليار ثم الإمارات بنحو3 مليارات دولار. ورغم التنديدات المستمرة ببرنامج طهران النووي الا انها تعمد إلي تطويره متجاهلة المفاوضات الأخيرة التي جمعتها بالقوي5+1 والتي رأي الجانبان ان نتائجها ايجابية بعد تلميحات كل منهما بتقديم بعض التنازلات, لكن طهران ترفض ان تمس تخصيب اليورانيوم وهو ما يؤكد ان المفاوضات عادت بالفعل إلي المربع الأول دون احراز أي تقدم. ورغم ان الولاياتالمتحدة تدرك مدي الخطورة التي تمثلها إيران علي أمن واستقرار المنطقة وخاصة علي حليفتها إسرائيل إلا أنها تريد الاستفادة قدر الامكان من هذا السباق الذي يساعدها علي انعاش صناعة السلاح الذي يصب في صالح اقتصادها الذي يعاني ركودا شديدا. ويري الخبراء ان ما يجري في المنطقة هو مخطط أمريكي نفذته الولاياتالمتحدة لحل ازمتها الاقتصادية, وهو ما دفعها إلي اشعال الازمات والمشاكل داخل الشرق الأوسط للزج بالدول العربية إلي سباق التسلح الذي يعد بمثابة الدرع الواقية لها ضد أي هجمات. وتستغل الولاياتالمتحدة الازمة بين دول الخليج وإيران في ابرام المزيد من صفقات السلاح التي تقدر بأكثر من40% من ميزانية الخليج وهو ما يعزز من فرص واشنطن في فرض سيطرتها علي تلك المنطقة الغنية بالبترول بدعوي الخوف من إيران التي تحارب من أجل بسط نفوذها وسيطرتها علي دول الخليج. وتكمن المخاوف في ان يظل الخليج غافلا عن هذا المخطط الذي يستنزف موارده وثرواته وإيجاد حالة من الاحتقان مع إيران التي تري ان هذا السباق بمثابة إعلان الحرب عليها. ودأبت الولاياتالمتحدة التي تمر بأزمة مالية خانقة علي اقناع دول الخليج بان المخطط الإيراني يستهدف أمن واستقرار المنطقة وان سياساتها قد تجعل منه ساحة حرب من خلال نشرها الفوضي. رابط دائم :